بلغت أزمة الرأسمالية ذروة تفاقمها، وفقدت القوى الامبريالية إمكانية التحكم بتناقضات نظامها الاحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة، ولم تعد قادرة على فرض سياساتها على العالم كما في السابق. وقد مضت قدما في توسّعها الخارجي ضد كل من يهدّد زعامتها خصوصا الدول الصاعدة وعلى رأسها روسيا والصين وسائر الدول التابعة من أجل نهب ثروات الشعوب وإخضاعها كحاجة ملحة لمعالجة أزمة رأسماليتها. وقد توسّلت لتحقيق أهدافها كل اشكال العدوان، من اثارة الحروب المتنقلة في غير مكان من العالم، الى الضغوط والعقوبات والحصار الاقتصادي والمالي، الى دعم القوى اليمينية والعنصرية ومجموعات القتل، وصولا للانخراط المباشر في حروب استعمارية، آخرها ما يحصل اليوم في حماية الكيان الصهيوني ودعمه في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته في اطار مشروعها للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي تحتل أهمية كبرى جيو- سياسية في الصراع الدائر لقيام نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب.