"الشيوعي المصري": التطبيع تهديدٌ خطير للمصالح الوطنية والأمن القومى العربى

عربي دولي
قال الحزب الشيوعي المصري إنّ الهرولة نحو التطبيع مع كيان العدو الصهيوني لم يكن مفاجئًا، لكن الجديد هو إعلانُها، وما يترتب إثر هذا الإعلان، سيما الخطورة على المصالح الوطنية والأمن القومي العربي.

ورأى الحزب أنّ التطبيع يُتيح للكيان الاستفادة باتجاه تعزيز قدراته، على حساب الدول العربية، هذا من ناحية المصالح الوطنية،.فيما يُهدد التطبيعُ الأمن القومي العربي وسط تخوف من انهيار دول جديدة في هذا المسار، وإجراءات أخرى داعمة للكيان، بالتمهيد لتحقيق الأطماع الصهيونية والأمريكية في المنطقة. وسياسيًا، فإن هذا سيؤدى إلى دعم المكانة الدولية لدولة العدو وشرعنة سياستها ونهجها العدواني.

فيما يلي بيان الحزب الشيوعي المصري، كاملًا، كما ورد:

الحزب الشيوعي المصري

الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيونى تهديدٌ خطير
للمصالح الوطنية المصرية والأمن القومى العربى

لم يكن مفاجئا لأي مراقب سياسى هذا التوجه شبه الجماعى نحو عقد اتفاقيات سلام وتطبيع مع العدو الصهيونى من قبل الإمارات والبحرين و السودان . فهذه الدول (وغيرها) كانت، على نحو أو آخر تقيم علاقات واتصالات، بطرق متعددة، مع هذا العدو. ولكن الجديد هو إخراج هذه العلاقات إلى العلن، مع ما ترتب على ذلك من إبرام اتفاقات في مجالات متعددة: اقتصادية وسياسية، وربما عسكرية، وهو أمر غير مستبعد بالمرة، مما يشكل خطورة كبيرة على المصالح الوطنية المصرية وعلى الأمن القومي العربي، في الآن نفسه.

فمن ناحية المصالح الوطنية المصرية، فاِنها تتيح للعدو الصهيوني الاستفادة من التسهيلات والإجراءات الاقتصادية والاستثمارية التي تقوم بها هذه الدول (المطبعة) بما يعزز قدرات دولة العدو على حساب مصر والدول العربية. وليس أخطرها ما تم الإعلان عنه، مؤخرا، من الاتفاق على ضخ البترول الإماراتي عن طريق ميناء إيلات، عبر خط أنابيب يصل إلى ميناء عسقلان على البحر المتوسط، ومنه إلى أسواق أوروبا. مما يضيع أموالا كثيرة على قناة السويس. كما أنها تفتح الأسواق الخليجية أمام السلع الإسرائيلية فى منافسة حادة وعنيفة مع السلع المصرية والعربية. إلى جانب أنها ستفتح الأبواب أمام الاستثمارات ورؤوس الأموال الخليجية للتوجه نحو إسرائيل، وكل ذلك يعني إنهاء كل الأحاديث السابقة عن مشاريع التكامل الاقتصادي العربي. فضلا عن أنها ستتيح لإسرائيل إمكانية أن تصبح مركزا قيادياً إقليمياً بالخصم من مكانة مصر الرمزية وقدرها السياسي فى المنطقة.

ومن ناحية الأمن القومي العربي، فإن هذه الاتفاقات، وما سيتبعها من هرولة دول (مرشحة)، أخرى، ومن إجراءات داعمة لإسرائيل، على أصعدة عدة، من شأنها أن تمهد الطريق لتمرير صفقة القرن وإنشاء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي الذي يضم إسرائيل ودول عربية بقيادة أمريكية لتحقيق الأطماع الصهيونية والأمريكية في المنطقة. كما أنها تعني ضخ دماء جديدة في عروق الكيان الصهيوني. أما سياسيا، فان هذا سيؤدى الى دعم المكانة الدولية لدولة العدو الصهيوني، التى كانت، حتى وقت قريب محل ادانة دولية وبقرارات رسمية صادرة من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلا عن منظماتها. وكذلك، ستؤدى الى منح المشروعية لنهجها العدوانى تجاه الشعب الفلسطينى وكل شعوب ودول المنطقة التى تتناقض مع هذا النهج. وذلك، بدلا من زيادة الضغط علي سلطة هذا الكيان من أجل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، وعودة اللاجئين، و استرداد الأراضي العربية المحتلة.

إن هذه الهرولة للتطبيع مع العدو من شأنها أن تجعله يزداد صلفا وعدوانية، خاصة وأنه لم يخف يوما أطماعه فى البلدان العربية المجاورة له، وعلى الأخص، مصر. التى يحاول تدميرها ومحاصرتها وإعاقة تقدمها بكل الطرق والوسائل. فهو الذى يضغط على الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا لمنع حصول مصر على السلاح المتقدم، ريحرض ضد مصر عندما تقوم يتنويع مصادر تسليحها، وهو الذى يساعد أثيوبيا فى بناء سد النهضة ومنع تدفق حصة مصر من مياه النيل .. الخ. وكل ذلك يتم على الرغم من إبرامه معاهدة سلام مع مصر منذ 41 عاماً.

إننا أمام عدو لا يزال يؤمن بأساطير تلمودية وتوراتية تقول إن أرضه تمتد من النيل الى الفرات، ولا يزال دستوره لا ينص على حدود نهائية لدولته. بما يعنى أنه كيان يقوم على التوسع واغتصاب حقوق وأراضى الغير. ولذلك فانه يعلم أن قوة واستقرار وازدهار مصر ليست فى صالحه، ولذلك سيبقى على الدوام حجراً عثرة فى طريق تقدمنا وارتقائنا، مما يجعل موقفنا ضد هذا العدو ليس فقط من أجل التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني، وإنما أيضاً من أجل مستقبل مصر وامنها القومي وقدرتها على تحقيق تنمية وطنية وتقدم، ومن أجل الأمن القومي العربي ككل في مواجهة كل الأطماع الخارجية والإقليمية.

القاهرة في 1 نوفمبر 2020