الجمعة، نيسان/أبريل 26، 2024

فيروس كورونا الجديد لن يعيق تقدم بناء "الحزام والطريق" نحو الأمام

  CGTN
عربي دولي
في أبريل 2019، عقدت الدورة الثانية من قمة منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في بكين، حيث فتحت مرحلة جديدة متميزة بالتنمية العالية الجودة لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك. وخلال العام الماضي، واظب بناء "الحزام والطريق" على التمسك بالاتجاه العام للتنمية المشتركة والاهتمام بمعيشة الشعب، مما يساهم في تطوير المشاريع التي تعود بالفوائد على الشعوب في أنحاء العالم.

في مواجهة التفشي المفاجئ لفيروس كورونا الجديد، ظلت الدول المشاركة في "الحزام والطريق" تدعم بعضها البعض، الأمر الذي يمثل الصداقة العميقة بين البلدان المشاركة. وبعد الجهود الشاقة، حققت الصين نتائج مرحلية مهمة في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه داخل حدودها، مما يقدم بيئة مواتية لتسريع استعادة النظام الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذه الخلفية، لن يعيق فيروس كورونا الجديد تقدم بناء "الحزام والطريق" نحو الأمام.

طريق الحرير الصحي

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أشار في كلمته الرئيسية في حفل افتتاح المنتدى، إلى أن اختلال التوازن التنموي هو أكبر الاختلالات في العالم، مؤكدا على أن الصين ستعمل على تعميق التعاون في المجال الصحي وتضييق فجوة التنمية بين البلدان.

إن الأمراض المعدية الخطيرة عدو مشترك للبشرية جمعاء. وقد جلب وباء فيروس كورونا تحديات هائلة على الصحة العامة العالمية، ولكن في نفس الوقت، أتاح الوباء فرصة للصين لتعمق التعاون مع الدول الأخرى في المجالات الأمنية غير التقليدية. فمنذ تفشي الوباء، قامت الصين بنشر المعلومات عن تفشي المرض على الفور، ومشاركة تجربتها بلا تحفظ في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وعلاجه مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، وتعزيز التعاون في مجال البحث العلمي في مسعى إلى إنشاء "طريق الحرير الصحي".

كما أولى الرئيس شي اهتماما كبيرا بالتعاون الدولي في مجال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، حيث أجرى "الدبلوماسية الهاتفية" بشكل مكثف، وقام بإجراء 40 مكالمة هاتفية مع 32 قادة من الدول والمنظمات الدولية منذ تفشي الوباء. كما قدمت الصين الدعم والمساعدات بقدر استطاعتها للبلدان المتضررة بالوباء منذ تفشيه في أنحاء العالم.

ومن الجدير بالذكر أنه ظلت الصين والدول العربية تساعد بعضها بعضا، وتحافظ على التعاون رفيع المستوى بينها. في حين أدلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية واجتماع مجلس وزراء الصحة العرب بتصريحات كلا على حدة حول ثقتها بقدرة الصين على السيطرة على الوباء بشكل شامل. وأعربت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد خلال زيارتها إلى الصين عن رغبة مصر في التعلم من تجربة الصين في مكافحة الوباء. بينما أرسلت الصين فرقا من الخبراء إلى العراق والسعودية، حيث أجرت الأعمال المكثفة لمساعدتهما في مكافحة الوباء، كما تبرعت بالمواد الوقائية وعقدت مؤتمرات الفيديو مع الخبراء من الدول الأخرى لتقاسم تجربتها في مكافحة الوباء، مما شهد إقبالا كبيرا من قبل المسؤولين والمواطنين المحليين. فيما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن الصين ستواصل العمل مع المجتمع الدولي، بما فيه الدول العربية، للحفاظ على أمن الصحة العامة الإقليمي والعالمي بشكل مشترك.

قوم تعاونوا ما ذلوا

مع أن تفشي الوباء المفاجئ جلب "ضربة" غير مسبوقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العديدة، إلا أن مجموعة من البيانات المتعلقة بـ"الحزام والطريق" تبدو مثيرة:

في الربع الأول من هذا العام، بلغ حجم الواردات والصادرات الصينية للتجارة الخارجية تجاه الدول المشاركة في "الحزام والطريق" 2.07 تريليون يوان، بزيادة 3.2% على أساس سنوي؛ أما حجم الاستثمارات المباشرة غير المالية التي صدرتها المؤسسات الصينية إلى 52 دولة واقعة على طول "الحزام والطريق"، فبلغت 4.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة 11.7% على أساس سنوي؛ وفيما يخص قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، فشغلت 1941 قطارا، وأتمت نقل 174 ألف حاوية شحن معيارية خلال هذا الربع الأول، بزيادة 15% و18% على حدة على أساس سنوي.

ورغم تأثيرات الوباء، جلبت مبادرة "الحزام والطريق" الثقة للدول المشاركة بأن الصين ستتعاون معها يدا بيد في المستقبل، وأشارت بأنها تسير باتجاه التقدم، وقدمت لها خيارا واقعيا. ومع التقدم المطرد للتعاون العالمي في مكافحة الوباء والانتعاش التدريجي لاقتصادات الدول المشاركة في "الحزام والطريق"، فإن بناء "الحزام والطريق" سيبث حيوية جديدة.

في 22 أبريل الجاري، وقعت شركة الصين الوطنية لبناء السفن على اتفاقية "مشروع السفن الصينية وبترول قطر لبناء ناقلات غاز طبيعي مسال" مع شركة قطر للبترول عبر مكالمة الفيديو، وتجاوز إجمالي مبلغ الطلبات فيها 20 مليار يوان. وهذه هي أكبر صفقة تصدير لبناء السفن من حيث المبلغ التي تقبلتها صناعة بناء السفن الصينية حتى الآن. ستقوم الصين وقطر بالتعاون الواسع في مجالات نقل الطاقة وتصنيع المعدات والخدمات العالمية بالاعتماد على مزايا يمتلكها الجانبان. وهذا يمثل أيضا أن مشروع "صنع في الصين" قد حاز على ثقة العالم.

الفيروس لا يعترف بالحدود ولا يميز بين الأجناس. كما قال الرئيس شي في اجتماع القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين بشأن كيفية مواجهة فيروس كورونا الجديد، إنه "طالما إننا نعمل معا ونساعد بعضنا بعضا، فمن المؤكد أننا سنتغلب على الوباء بشكل شامل لكي نستقبل غدا أجمل للتنمية البشرية.

# موسومة تحت : :