السبت، نيسان/أبريل 27، 2024

كلمة رئيسة لجنة حقوق المراة اللبنانية عائدة نصرالله، لمناسبة يوم المراة العالمي والاحتفال التكريمي للرفيقة الراحلة نعمت جمال الدين

  ادارة الموقع
أخبار الحزب
•⁠ ⁠حضرة امين عام الحزب الشيوعي اللبناني الاستاذ حنا غريب وقيادة الحزب والاعضاء المحترمين،•⁠ ⁠عائلة المكرمة،•⁠ ⁠ايها المشاركون والمشاركات الافاضل:

لمناسبة الثامن من آذار يوم المراة العالمي، يكرم الحزب الشيوعي اللبناني المناضلة الفذة والمقاومة البطلة والزهرة الفواحة فكرا وصلابة والتزاما، نعمت جمال الدين، عضو المكتب السياسي ومسؤولة العمل النسائي في الحزب، التي رحلت عنا في غفلة من الزمن! فكان فقدها المبكر مؤلما عميق الاثر… انها ابنة عائلة وطنية مناضلة، قدمت شهداء من اركان المقاومة الوطنية اللبنانية ابان العدوان الصهيوني على لبنان عام ٢٠٠٦.

شغل فكر المكرمة ثلاثة هموم اساسية: اولا هم الوطن وانسانه وثانيا هم المراة فيه وقضيتها التي، رغم التقدم النسبي الذي احرزته الحركة النسائية اللبنانية، ونحن منها، على صعيد تعديل او استحداث القوانين والتشريعات، كما على صعيد انخراط النساء في الكثير من الاعمال التي كانت حكرا على الرجال، رغم ذلك، لا يزال يتم تزويج الطفلات، ولا زالت المراة تتعرض للعنف باشكاله كافة، ولم تزل مشاركتها في مواقع القرار السياسي ضعيفة وغير ذات تاثير؛ لذا كان العمل على قضية المراة شانا اساسا في حياة نعمت.

اما الهم الثالث فهو هم الانسان وحقوق الانسان في هذا العالم، اضافة الى قضايا الشعوب التي تتعرض للعدوان والاحتلال والتنكيل والتهجير والتمييز والتجويع والافقار والابادة… والمثل الصارخ فلسطين وغزة ونساء غزة واطفالها… لكل ذلك انخرطت نعمت جمال الدين في عضوية الجمعية الشقيقة للجنة حقوق المراة اللبنانية، وهي جمعية وردة بطرس؛ وردة بطرس شهيدة عمال وعاملات التبغ، والمراة الرمز، شهيدة الطبقة العاملة. الى ذلك، مقدر نضال نعمت في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني، لتنطلق من الوطن الصغير الى الاممية والعمل الدؤوب في سبيل عالم افضل.

لقد اسهمت المناضلة نعمت في قيادة العمل الشعبي والاجتماعي والسياسي وعملت بجدارة على التوعية من اجل وطن تسوده العدالة والديمقراطية… لقد جلسنا، نعمت وانا اكثر من مرة للبحث في كيفية الدفع بقضية المراة الى الامام عبر ضفر الجهود، كما للتنسيق بهدف رفع الغبن عن النساء وحمايتهن من العنف والتمييز في القوانين والممارسة، لا سيما في قوانين الاحوال الشخصية الطائفية والمذهبية ومن اجل قانون مدني موحد للاحوال الشخصية وقانون انتخاب خارج القيد الطائفي… وبالتالي، من اجل دولة علمانية مدنية ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون رجالا ونساء في الحقوق والواجبات، كما من اجل تنزيه القوانين اللبنانية من كل تمييز بين الجنسين…
عرفت فيك عزيزتي مزايا قلما اجتمعت في شخص واحد، فاكبرت فيك فكرك ونقاءك وصدقك ولطفك الذي يختزن صخب قوة المناضل الاممي المصمم على متابعة المسير نحو تحقيق الحلم النبيل باتجاه عالم اكثر انسانية واوفر عدالة…

ايتها المناضلة الفذة، انت ممن يشعر المرء انه يتشرف ويكرم حين يسهم في تكريمك!! هنيئا لك ما تركته من اثر، وهنيئا للفكر النبيل الذي تحملين! ولعائلتك التي قدمت الشهداء دفاعا عن الوطن وبذلت اغلى ما عندها لصد العدوان الصهيوني، لهذه العائلة الكريمة تحية اجلال واكبار، اما انت ايتها العزيزة فنموذج ومثال… لك ولمن استشهد من عائلتك المجد والخلود… ولروحك الطيبة السلام، ولحزبك الشيوعي اللبناني فائق التقدير والاحترام.

عائدة نصرالله، رئيسة لجنة حقوق المراة اللبنانية،

٧/٣/٢٠٢٤