السبت، نيسان/أبريل 27، 2024

غريب للوفد النيابي اليساري الأوروبي: لا حياد لأننا جزء من الصراع وفي قلب المنطقة (فيديو)

أخبار الحزب
غريب التقى الوفد النيابي اليساري الأوروبي: لحكومة نابعة من إرادة الانتفاضة مهمتها الأساسية تغيير قانون الانتخابات. ولا حياد لأننا جزء من الصراع وفي قلب المنطقة

التقت قيادة الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة أمينها العام حنا غريب، في مقرها الرئيسي في الوتوات، الوفد النيابي اليساري الأوروبي، المؤلف من خوسيه مانويل بيتيدا وسيرا اريغو، الذي يزور لبنان في لإطار جولة سياسية وميدانية تضامنية اثر جريمة انفجار المرفأ.

بينيدا
بعد اللقاء، أشار بينيدا إلى ان "هذه الزيارة للبنان أتت في ظروف قاسية للتعبير عن تضامننا مع ضحايا الانفجار الأليم الذي جرى في بيروت في الرابع من آب، وكذلك للإعراب عن تضامننا مع الشعب اللبناني وتضحياته خلال انتفاضة 17 تشرين".

وقال: "ننظر بعين الريبة والشك ولدينا مخاوف كثيرة تجاه المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لأنها تعزز النزعة الاستعمارية تجاه شعب لبنان وشؤونه السياسية الداخلية".

ورأى أن "لبنان يحتاج إلى إصلاحات جذرية في بنية نظامه السياسي، ولذلك بحثنا اليوم مع الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني الذين يعملون على تغيير السياسة والاقتصاد في المجتمع اللبناني، من خلال التعاون مع كل قوى التغيير في لبنان".

غريب
من جهته، شكر غريب نواب اليسار في الاتحاد الأوروبي لزيارتهم لبنان، وقال: "هذه الزيارة لها موقع تقدير واحترام من قبل الحزب كونها تأتي في إطار التضامن مع الشعب اللبناني في الدرجة الأولى في معاناته ومواجهته لهذه المنظومة السياسية، وسياستها التي أدت إلى ما أدت اليه في لبنان من مآس وانهيار سياسي واقتصادي واجتماعي وصحي".

وأضاف: "شرحنا للوفد طبيعة الأزمة وسماتها الأساسية التي تمر بها، باعتبار أن الأزمة ليست أزمة فقط هذه المنظومة السلطوية الفاسدة، إنما أزمة نظام سياسي طائفي تبعي مرتهن للخارج. هكذا طرحنا للرفاق طبيعة الأزمة، من جذورها. انهيار على كل المستويات، شلل في كل المؤسسات الدستورية، إفقار، تجويع وتدمير، لم يشهد لبنان في تاريخه مثل هذه الازمة التي وصل إليها".

وتابع: "بالإضافة إلى أن الأزمة هي أزمة نظام سياسي داخلي، فهي أيضاً وبفعل تبعية هذا النظام، فإن هذه المنظومة كشفت لبنان إلى مزيد من الضغوط والتدخلات الخارجية الأميركية تحديداً والغربية ايضاً. المشكلة هي في تبعية هذا النظام وفي انكشافه أمام كل أشكال الضغوط".

وأعلن أنه "تم خلال اللقاء طرح موضوع المساعدات وكيفية التوظيف السياسي لهذه المساعدات"، وقال: "نرحب بكل مساعدة ذات طابع إنساني واجتماعي للشعب اللبناني وهذا مطلوب، ونوجه نداء إلى كل المؤسسات الدولية والهيئات والنقابات لتقديم المساعدة إلى الشعب اللبناني في ظل هذه الأزمة، إنما في نفس الوقت نرفض استخدام المساعدات لمزيد من التدخل وفرض الضغوط والتوظيف السياسي لضرب الموقع الوطني للبنان في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني الرجعي، وتحويل هذه الأزمة باتجاه اخضاع لبنان للمشاريع الإمبريالية والصهيونية والرجعية".

وأكد غريب أن "لا حل في لبنان إلّا بالخلاص من هذا النظام السياسي القاتل ومن منظومته السياسية المرتهنة للخارج، الحل ليس بحكومات حيادية ولا بحكومات غب الطلب بناء لتدخلات خارجية يجري تركيبها عبر تسويات دولية تفرض على الشعب اللبناني، إنما الحكومة التي نريدها هي الحكومة النابعة من إرادة الانتفاضة من الداخل، حكومة وطنية انتقالية من خارج هذه المنظومة السلطوية التي أوصلت البلد إلى ما أوصلته، ذات صلاحيات استثنائية بالدرجة الأولى، مهمتها الأساسية لوقت محدد تغيير قانون الانتخابات النيابية على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة، هذا هو المدخل، إضافة إلى طرح مشروع انقاذي بان يتحول لبنان من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد وطني منتج يؤمن أكبر قدر ممكن من الاستقلالية في صنع القرار السياسي في البلد".

وأكد أن "المواجهة تكون بالخلاص الكامل من هذه المنظومة وسياستها، وبالتالي لا حياد. نحن جزء من الصراع، لبنان في قلب هذه المنطقة، منتصر للقضية الوطنية الفلسطينية ولكل القضايا العربية المحقة ولشعوبها. وفي هذا المجال، فإن أزمتنا مرتبطة بأزمة المنطقة، وقضيتنا هي قضية واحدة وهي التحرر الوطني والاجتماعي في آن واحد. وأن نتمكن في لبنان وفي كل دولة عربية بإقامة دولة وطنية علمانية مدنية ديمقراطية نطرحها في لبنان ليس كحل في لبنان فقط، بل كحل لكل دول المنطقة للخروج من هذه الأزمة ولمواجهة مشاريع التقسيم والفدرلة وكل اشكال وألوان التبعية للخارج".

وختم: "على هذا الاساس نرحب بالوفد الزائر وبجميع الذين يأتون إلى لبنان لنقول لهم، أننا نتمسك بموقع لبنان الوطني، ومستمرون للنهاية في هذه المواجهة والتي هي فعل تحرر وطني ضد الاستغلال الطبقي والاجتماعي في الداخل وضد الهيمنة والتبعية والاستعمار الذي يحاول اليوم الاستفادة، واستغلال موضوع المساعدات ليحضر من خلالها البوارج والتدخلات العسكرية".