"الميزان" يحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى بعد قرار حرمانهم من لقاح "كورونا"

فلسطين

استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، قرار وزير الأمن الداخلي الصهيوني الصادر بتاريخ 24/12/2020، والموجه إلى مدير عام إدارة مصلحة السجون "الإسرائيلية"، والذي يقضي بالبدء في تقديم اللقاح للعاملين في إدارة مصلحة السجون دون أن يشمل المعتقلين الفلسطينيين.

وأكَّد المركز في بيانٍ له أنّ "هذا القرار يُشكل تهديداً وإنكاراً خطيراً لحقوقهم الصحية المكفولة بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وكذلك القوانين المعمول بها داخل دولة الاحتلال، وبحسب مراجعة المركز لقرار وزير الأمن، فقد تضمن توجيهات للبدء في تقديم اللقاح للعاملين في إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، من ثم نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بتاريخ 27/12/2020، توضيحات صادرة عن مكتب الوزير مساء السبت الموافق 26/12/2020، تقضي بعدم تقديم اللقاح "للسجناء الأمنيين" (المعتقلين الفلسطينيين) دون موافقة الوزارة، كما نشرت رسالة أخرى وجهها مدير عام وزارة الصحة في دولة الاحتلال إلى وزير الأمن الإسرائيلي، حثه من خلالها على وجوب اتباع المعايير المعتمدة في تقديم اللقاح، على أن يشمل اللقاح السجناء ممن هم فوق سن أل60 عاماً، ومن تثبت خطورة حالته الصحية".

وأشار إلى أنّ "محامي المركز أبلغ اليوم الثلاثاء الموافق 29/12/2020، من قبل إدارة سجن ريمون التابع لمصلحة السجون الإسرائيلية، بمنع زيارة المعتقلين بسبب تفشي الفايروس داخله وعزله لمدة أسبوعين، هذا وكان المركز قد حذر بتاريخ 3/11/2020، من استمرار دولة الاحتلال في سياسة الإهمال، وعدم اتخاذ إجراءات كافية بعد الإعلان عن إصابة حوالي (85) معتقل في سجن جلبوع".

وأكَّد المركز على أنّ "القرار الإسرائيلي ينطوي على مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي أفردت تنظيماً خاصاً للتصدي للأمراض المعدية التي قد يتعرض لها المعتقلون داخل مراكز الاحتجاز، حيث فرضت على الدولة الحاجزة بموجب المادة (91) تخصيص عنابر لعزل المصابين بتلك الأمراض، ووجوب توفير عيادة مناسبة في كل معتقل يشرف عليها طبيب مؤهل ويحصل فيها المعتقلون على ما يحتاجونه من رعاية طبية، كما أوجبت المادة (81) من الاتفاقية ذاتها على الدولة الحاجزة توفير الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية، في حين يشوب القرار المذكور الطابع التمييزي على اعتبار أنه اقتصر فيه الاستثناء من تلقي اللقاح على "السجناء الأمنيين" المعتقلين الفلسطينيين دون غيرهم من السجناء، مما يتعارض مع جوهر الحماية التي وفرتها المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الذي حظر ابتداءً وبموجب المادة (2/2) الممارسات القائمة على التمييز، كما يُشكل مخالفة للحقوق الصحية المكفولة بموجب المعايير الدولية، إضافة إلى تعارضها مع قوانين الأساس الإسرائيلية".


وحمّل المركز "دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين الفلسطينيين"، مُطالبًا "المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها ضمان قيام دولة الاحتلال باتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها أن تضمن حماية المعتقلين الفلسطينيين من مخاطر انتشار فايروس كورونا، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة بما في ذلك تقديم اللقاح والتطعيمات المناسبة لهم".

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، بأن إدارة سجن "جلبوع" أبلغت الأسرى بقرار تأجيل إعطائهم اللقاح ضد فيروس "كوفيد-19" لشهر أو شهرين.

وقالت الهيئة، وفق ما أفاد به الأسرى، إن هذا القرار جاء بعد تقديم شكوى من قبل المستوطنين لـ"وزير الأمن الداخلي" الإسرائيلي بمنع "الأسرى الأمنيين" من تلقي اللقاح.

وأشارت إلى أن معتقل "جلبوع" سجل خلال الشهر الماضي إصابة أكثر من 100 أسير بالفيروس، وتم إغلاق أقسامه وإعلانه منطقة حمراء، علماً أن عدد الإصابات بين صفوف الأسرى وصلت إلى 140 إصابة منذ شهر نيسان الماضي.