الشعبية: نتطلّع إلى تنظيم وتطوير دعم الحق الفلسطيني وتصعيد فعالياته

فلسطين

قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنّ "يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يأتي في ظل تصعيد للهجمة الوحشية على شعب فلسطين من قبل العدو الصهيوني، واتساع المخططات والسياسات العدائية الرامية لتصفية الحقوق الفلسطينية، والتي قادتها الولايات المتحدة مع بقية حلفاء العدو الصهيوني، على نحو يناقض كل المبادئ التي أقرتها القوانين ومجموع القرارات الدولية، الداعمة لشعبنا ونضاله وحقوقه على وجه الخصوص".


وأضافت الشعبية، في بيانٍ لها اليوم السبت، "رغم مرور ٤٣ عامًا على إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم ٣٢/٤٠ الخاص بإقرار يوم دولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في ٢٩ نوفمبر من كل عام، لا زالت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الرئيسية تثبت فشلها في الالتزام بمعاني هذا التضامن، ناهيك عن إلزام داعمي العدو الصهيوني به؛ إذ تواصلت عربدة المشروع الاستعماري الصهيوني، بالتحالف مع الكثير من الحكومات والدول الداعمة له ولمخططاته، والانخراط مباشرة في الإجهاز على حقوق الفلسطينيين ومناصبة العداء لمقاومتهم المشروعة و نضالهم التحرري، والانخراط المباشر في حصارهم ومعاقبتهم سياسيًا واقتصاديًا، عوضًا عن معاقبة المُعتدي الصهيوني وعزله دوليًا".

وأكّدت على أنّ "السياسات العدائية التي أكدت على الوجه القبيح للقوى الإمبريالية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وكل تلك الدول والشعوب والقوى التي اختارت مناصرة حقوقه، ورفضت استمرار الاحتلال والتطهير العرقي والاستيطان، وجرائم الحرب المستمرة والسياسات الفاشية والعنصرية، وكانت عونًا وسندًا للشعب الفلسطيني في نضاله التحرري ضد هذا المشروع والوجود المعادي للإنسانية، وساهمت في فضح حقيقة هذا العدو وإيضاح صورة جرائمه الوحشية الإرهابية، وبناء الموقف الإنساني والأخلاقي في مواجهتها".

وتابعت "إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي تُقدّر وتُحيّي الشعوب والحكومات، والمؤسسات التي دعمت ولا تزال الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وتعبّر عن تضامنها معه، تتطلع إلى تنظيم وتطوير هذا الدعم وتوسيع وتصعيد فعالياتها ضد الجرائم الصهيونية المستمرة، والرافضة كذلك لسياسات حلفاء العدو الصهيوني المعادية للشعب الفلسطيني. كما تنظر الجبهة إلى هذه المرحلة باعتبارها مفصليَة في التصدي لمحاولات تصفية الحقوق الفلسطينية، بما يعني اكتساب الجهد التضامني مع الشعب الفلسطيني لأهمية وقيمة خاصة، وارتباطه بمسؤولية قيمية إنسانية تتعلق بالحفاظ على قيم الإخاء والمساواة والحرية والعدالة والحق في تقرير المصير، والتضامن بين الشعوب في وجه الوحشية التي تحاول المنظومة الإمبريالية والقوى الاستعمارية فرضها في هيمنتها على هذا العالم؛ مستندين فيما سبق إلى القرار الأممي (3379) لعام 1975، الذي اعتبر الحركة الصهيونيّة شكلًا من أشكال العنصريّة والتمييز العنصريّ، وطالب جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية، التي حسب القرار تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين، والذي تم إلغاؤه، بموافقة فلسطينية رسمية، بعد انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991".

وفي هذا الإطار، دعت الجبهة إلى "تفعيل جميع أشكال مقاطعة هذا العدو وأدوات التعبير عن رفضه، والعمل على عزله دوليًا، وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، بكل الأدوات والوسائل الممكنة. كما تشدد على ضرورة استمرار وزيادة الزخم في مساندة نضال الشعب الفلسطيني وممارساته الكفاحية؛من أجل الحرية والعودة والاستقلال".

وشدّدت على إدانتها "كل تلك المحاولات والمواقف التي تعادي كفاح شعبنا وتسعى لإدانة أدواته، أو جهود وفعاليات المتضامنين معه، أو وصمها بأي صفات تنتقص منها. وتؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني الباسل بمقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة، وحقه في تحديد استراتيجياته النضالية وأدواتها".

وختمت الشعبية بيانها بالقول "إن تصدّيكم الشجاع لكل أشكال التطبيع الخيانية مع العدو الصهيوني، وسياسات المهادنة معه، ودعمكم المستمر لنضال الشعب الفلسطيني، وتضحياتكم ضمن مسيرته، ستبقى هي الركيزة الأساسية في مواجهة المشروع التصفوي والسياسات الاستسلامية، وبوصلة تشير نحو فلسطين وتُصوّب المسارات وتعيد الاعتبار إلى وحدة وتضامن الشعب العربي في نضاله الموحد ضد العدو الصهيوني، وشريكه الإمبريالي وحلفائه من الأنظمة العربية الرجعية. فعبر المسيرة النضالية الطويلة لشعبنا، كنتم دومًا من يمتلك ناصية الفعل وإرادة الانتصار، التي ستهزم المشروع الصهيوني، وتبني مستقبلًا أفضل لأوطاننا وتجسد وحدتنا".