الجمعة، نيسان/أبريل 26، 2024

الأردن.. عمل فني رافض للهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال (فيديو)

  بوابة الهدف
عربي دولي
أنتج مجموعة من الناشطين الأردنيين في مجال مجابهة التطبيع عملاً فنيًا (كليب غنائي) في سياق الرفض الشعبي للتطبيع الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني.

وتقول مؤدية الأغنية إيناس حباشنة، حين وجدت إعلان فريق العمل على موقع "فيسبوك"، ويبحثون من خلاله عن متطوعٍ لتقديم الأغنية، أنّها "تحمست للفكرة وتقدمت لتجارب الأداء، مدفوعة برغبتي للرد على الأعمال الرخيصة التي كانت تكيل المديح للعدو الذي أدمانا!، وكنت سعيدة بأن يتم اختياري لأن أؤدي الأغنية، ف فلسطين هي قضية الأمة وليست قضية خاصة بالفلسطينيين وحدهم".
وجرى تصوير الكليب في بيت شقير العتيق في جبل عمان الذي قدّم المكان مجانًا لخدمة الفكرة، في حين بدأ عرض العمل على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الثلاثاء وعلى فضائياتٍ عديدة.

القائمون على صناعة العمل يؤكّدون أنّ هدفهم أنّ يكون هذا العمل جزءًا من الجهد الفني والأدبي الشعبي الرافض لإقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني، إذ انطلق هذا العمل بالفعل وبدأ يأخذ مساحته على وسائل التواصل الاجتماعي منذ اعلان الإمارات و البحرين عن نيتهما لإقامة علاقات مع دولة الكيان وتوقيع اتفاقيات "سلام" معها".

بدوره، قال صاحب المبادرة المخرج أحمد عدنان الرمحي، أنّ "فكرة انتاج هذا العمل تأتي كرد فعل على تصاعد التطبيع الرسمي مع دولة الكيان، فالمتتبع لما جرى مؤخرًا لابد أنه استاء من فجاجة الممارسات التطبيعية التي مورست، حيث شاهدنا جميعًا على وسائل الاعلام، استقبال مجرمي الحرب الصهاينة في مطارات عواصم دول عربية ليتم استقبال الأبطال ولتتكلل تلك الزيارات باتفاقيات تطبع العلاقات على مختلف الأصعدة والقطاعات سواء الاقتصادية والسياحي والسياسي وبالمجان في حديقة البيت الأبيض، ولنشاهد لاحقًا أعمال فنية تطبيعية "عربية" مستفزة تمجّد بالعدو تكيل المديح له، ولتحتفل الصفحات (الإسرائيلية) في الفيسبوك وغيره بتلك الأعمال والممارسات، فكان لا بد منّا من ردة فعل بالاتجاه المعاكس تدعو للتعقّل وللتوقّف عن التطبيع مع عدو انتهك العروبة وأبنائها".

وأوضح الرمحي أنّهم بادروا "لفكرة انتاج عمل فني رافض للهرولة نحو التطبيع يقوم على متطوعين، فكانت قصيدة نزار قباني "الحب والنفط" التي كتبت في العام 1958 وبالرغم أن القصيدة كتبت بالعام 1958 لكنك تشعر وأنت تقرأها اليوم كأنها كتبت أمس في نقمة النفط التي ابتلينا فيها بدلاً أن ننهض بها"، لافتًا إلى أنّه "تم انتقاء أبيات من القصيدة ليتم تلحينها من قبل الأستاذ محمد الفار وبمشاركتي المتواضعة، وليتم توزيعها لاحقًا من قبل الفنان عبد الحليم أبو حلتم، الذي قبل بالعمل بلا مقابل مادي، وجُمعت التبرعات ونودي بالمتطوعين لإنجاز العمل، فمثل هذه الأعمال لا تلقى الحماس في التمويل بالعادة، ولأننا كنا ندرك أن من سيقدّم العمل لابد أن يكون شريكًا بالموقف فلجأنا لإرسال دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي باحثين عن صوت قادر وصوت يمتلك الموقف والجرأة على تقديم العمل، فأقبلت السيدة إيناس الحباشنة إبنة الكرك لتُبادر بحماس لأداء القصيدة بصوتها المميز".

من جهته، قال الملحن محمد الفار، إنّ "العمل هو رسالة عتب للأنظمة المهرولة نحو التطبيع، وهو دعوة لفهم الواقع بتروي، فاتفاقيات التسوية السابقة لم تجلب سوى المزيد من الضعف والتشرذم، بل أن كل اتفاقية وقعت من قبل كانت بمثابة الضوء الأخضر للمزيد من الانتهاكات والجرائم الصهيونية بحق فلسطين وبحق أبناء الوطن العربي".

جدير بالذكر أنّ اتفاقيات التطبيع الأخيرة ما بين الإمارات والبحرين من جانب والكيان الصهيوني من جانبٍ آخر، تأتي بعد اتفاقات عربيّة سابقة للتطبيع مع الكيان، إذ كانت اتفاقية كامب ديفد عام 1978 مع مصر، واتفاقية أوسلو في العام 1993 مع منظمة التحرير الفلسطينية، واتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994".