الثلاثاء، آذار/مارس 19، 2024

الشيوعي في النبطية: لا أحد يستطيع أن يمسّ ذكرى الشهيد سهيل حمورة

بيانات
بيان صادر عن الحزب الشيوعي اللبناني - منطقة النبطية:   إن العقولَ وإن تناست والأيادي وإن زوّرت والحقائق وإن طُمست، فصوت الأرض التي ارتوت بالدماء كفيلةٌ بإيقاظ الذاكرة وردّ يدِ العابثين بالتاريخ وإسكات ألسنةِ الزّور الذين أغرضوا احتكارَ الأعمال البطولية والتاريخ...

أهلنا الأحبة..

النبطية مدينةٌ عابقةٌ بالشهادة، مفعمةٌ بالبطولات، زاهيةٌ بالمقاومة منذ انطلاقة الرصاصة الحمراء الأولى بأيدي أبطال الحزب الشيوعي اللبناني الذين وضعوا دماءهم على أكفّهم وواجهوا العدوان الصهيوني الغاصب منذ اليوم الأول للعدوان ليسطّروا على صفحات التاريخ المقاوم أبلغ قصص البطولة والإباء، وليكونوا السطر الأول ونقطة بداية عملٍ مقاوم، لا نُشكك بوجوده وإنجازاته. ولكن اليوم يحاول البعض في مدينة النبطية العبث في هذا الكتاب،  وتمزيق صفحاته الناصعة والمشرقة، لطمس الحقيقة واختزال العمل المقاوم بحقبةٍ او بفئةٍ، وكأن هذا التاريخ ألعوبةٌ بأيديهم يستطيعون أن يغيروا فيه أو يُضيفوا إليه أو يحذفوا منه كما أرادوا.

 إننا اليوم، وفي الحزب الشيوعي اللبناني في النبطية، نحذّر هؤلاء من هذه المحاولة المغرِضة ونقول لهم، إن الشهيد سهيل حمورة بطل انتفاضة النبطية الشهيرة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ليس "مقطوعًا من شجرة"، وليس شهيدًا تائهًا ينتظر التبنّي وليس شخصًا عاديًّا توفاه الله على سرير النوم، إنه بطلٌ ومقاومٌ، أبوه الحزب الشيوعي اللبناني وأمه جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ولا يستطيع أحدٌ أن يمسّ ذكراه وتاريخه بزورٍ أو ببهتان، فكيف بكم اليوم تحاولون قلع صخرة بطولاته ونصبه التذكاري من أرضه ومدينته النبطية التي سقط شهيدًا في ساحتها؟  كيف بكم تدورون اليوم، تطوّعون الأيادي على توقيعات مشتبه بها ومزوّرة للتاريخ. نقول هذا وعلى الملأ ونردفُ الأكثر، فإن استطعتم نزع النصب التذكاري بطريقة أو بأخرى، فهو إلغاء للتاريخ وتنكرا له، ونحن نقسم، بأن مدينة النبطية ستتزيّا زواياها وحاراتها وشوارعها بصور شهداء الحزب الشيوعي وأعلامه الحمراء وهم يدافعون عنها وعن كل الجنوب ولبنان،   وهنا إن اردتم الانزعاج فعليكم أن تنزعجوا.

إننا نحمّل الجهات الرسمية في النبطية والقوى الأمنية والسياسية المسؤولية عن تداعيات هذا الخلاف، الذي سعينا ولا نزال نسعى لعدم تفاقمه، فنحن دعاة مقاومة ومواجهة للدفاع عن شعبنا وارضنا، نحن دعاة سلام وخير ولسنا دعاة فتنة وصدام، والحوار البناء القائم على التفاهم والمساواة والندّية هو غايتنا. فلماذا هذه الاستنسابية عند الجهات الرسمية والقوى السياسية؟ لماذا نصب الشهيد حمورة يرفض وتقام لإزالته عريضة وتوقيعات وغيره من الصور والنصب تبقى في مكانها لا بل تُحمى من قبل هذه الجهات؟ ولماذا؟ ان نزع اي نصب لشهيد مقاوم هو تخلي عن المقاومة ونهجها، وعلى من يعمل على ذلك تحمل تبعات عمله والنتائج المترتبة.

وعليه نقول، إننا على درب المقاومة كنا ولا زلنا مستمرين، وإننا لمن يظن أننا أهل ذمة في هذه المنطقة فهو واهم.. إننا أبناء هذه الأرض... والتاريخ نحن نصنعه لأجل المستقبل ولا نرثه إرثاً وانتفاضة ١٧ تشرين كانت تلك المحطة المجيدة التي حذّرنا فيها الجميع وبالأخص مدينة النبطبة من تفاقم الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية على الشعب اللبناني ، لقد حذرنا من كل ما يجري اليوم ولكن للأسف جوبهنا بالرفض والضرب والتنكيل وها هم اليوم يعودون إلى سياسة القمع والإلغاء بهذه العريضة وهذه المحاولة لنزع نصب الشهيد سهيل حمورة... فهل يعقل أن تتركوا كل ما يجري من غلاء الأسعار ومن ارتفاع الدولار ومن تهديد موجع لبنية المجتمع اللبناني، هل يعقل أن تتركوا كل هذه القضايا المصيرية وتسعون إلى إزالة نصب، إلى تزوير التاريخ؟

نعيد ونكرر إننا دعاة تواصل وحوار ولكن حين تصل الأمور إلى الشهداء فلا وألف لا.

الحزب الشيوعي اللبناني - منطقة النبطية

5 تشرين الأول 2021