الخميس، نيسان/أبريل 25، 2024

ماكنزي وشيّا: لبنان ليس ولاية أميركية

  د. حسن خليل
رأي
 ابن الأصل هو من يفهم بالأصول، هذه تربية تربى عليها معظم شعبنا. في معناها، بأن من يُقدّر الأصول هو من يقوم بها فعلاً، ومن يقوم بعكس ذلك، هو ابن شارع إن لم نقل ابن حرام؛ فالجنرال كينث ماكينزي، قائد القيادة الأميركيّة الوسطى، والسفيرة دوروثي شيا، سفيرة دولة الإرهاب الأولى في العالم – إمبرطورية الشر – لا يتركا مناسبة إلّا ويؤكدون فيها بأنهم ليسا أبناء أصل. لبنان يا سادة، ليس ولاية أميركية، والشعب اللبناني ليس من مواطني دولتكم. هذه حقيقة تعرفونها تماماً، فلماذا لا تتعظون؟


لكم في لبنان حصة من دون شك؛ لاعقوا الجزم، والمتبدلون من وصاية إلى أخرى. لكم من يسبّح بحمدكم صبحاً وعشيا، كما كان يفعل دوماً مع غيركم. لكم في هذه المنظومة الفاسدة والتابعة مريدون، صفر الوجوه، انتهازيون ومتآمرون. لكم من يركض حافياً لاستقبالكم، لينال بسمة رضى منكم ولفتة... وهكذا كان يفعل مع غيركم، وسيفعلها مثنى وثلاث ورباع متى تبدلت الأمور...
تعرفون تماماً مع من تتعاملون، وهذا ليس بجديد؛ دس الدسائس وإثارة الفوضى والعقوبات والحظر والتهديد والغزو والتجويع... هو مساركم ومنطقكم المقلوب، هي ازدواجية المعايير وقلب المفاهيم، بين ما تقولون وما تفعلون. هذا سلوككم وعليه أنتم متابعين: هيروشيما تشهد وفلسطين تشهد وفيتنام أيضاً... العراق وأفغانستان وسوريا واليمن ولبنان... هل تتذكرون فراركم من بيروت إلى عرض البحر مذعورين وتحت جنح الظلام؟ ربما هذا سينشط ذاكرتكم.
لبنان ليس ولاية أميركية أيها السادة: في لبنان شعب طيب فقير لكن بكرامة، يفضّل أن يموت وقوفاً كالأشجار. استبدّت فيه سلطة ممسوكة بأكثريتها منكم، تخاف على مصالحها، فتنساق زرافات ووحدانا إلى الوقوف بالصف، طمعاً بكسب ودكم. هذه هي حصتكم في هذا البلد فخذوها.
في لبنان مواطنون فقراء مسحوقين، بفضل انحيازكم لصبيانكم المعششين في مراكز السلطة والمال. في لبنان رجال ونساء، قاتلوا عندما كان ذلك مطلوباً، وحرروا الأرض بالمقاومة، وسكنوا الشوارع انتصاراً لثورات فقراء العالم وتضامناً معهم. واليوم، وهم يُحَاربون بلقمة عيشهم وصحتهم ومستقبلهم، لن تجدوهم يزحفون إلى أبوابكم يطلبون عونكم، مهما علا صوتك يا ماكينزي ومهما صلتي وجلتي يا شيّا.
في لبنان شعب إن قال فعل، بوصلته واضحة لا تعتليها غشاوة أو اضطراب؛ المعركة بالأساس معكم، مع سياساتكم ومؤسساتكم وبلطجتكم... مع أزلامكم الممسكين زوراً بمفاصل الدولة ومؤسساتها، نظام أصحاب الطوائف ورأس المال الفالت المأزوم والمتفجر. نعلم جيداً بأنكم مسرورون بما يجري في بلادنا، فهذا ما تريدونه، لكن؛ إذا كان للباطل، والذي هو أنتم، جولة، فالشعب اللبناني سيكون الباقي؛ لقد لبى نداء السلاح إلى التحرير وهو حتماً سيلبي نداء التغيير، للخلاص من منظومة تابعة ومرتهنة؛ الشارع لمستحقيه، الشعب وقضاياه، وليس لتبادل الرسائل السلطوية بين أطراف منظومة مكشوفة، متضامنة متكافلة... كسر مساركم وسياساتكم ومشروعكم وأدواتكم ستكون المهمة التي، مهما صَعُبت المواجهة، لا بدّ وأن تنجز...

*   عضو المكتب السياسي، مسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيوعي اللبناني