الخميس، نيسان/أبريل 18، 2024

تحية الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في تظاهرة عيد العمال العالمي 2021

أخبار الحزب
تحيّةً إلى العمالِ في عيدهم، إلى الطبقةِ العاملةِ التي حمل حزبُنا قضيتَها في لبنانَ منذ تأسيسِهِ، كما حملتها الحركةُ الشيوعيةُ في كلِّ انحاءِ العالم، من أجلِ القضاءِ على الرأسماليةِ واستغلالِ الإنسانِ للإنسان وبناءِ الاشتراكية. عيدُ العمالِ هو يومٌ لتشديد النضالِ من أجل تحررهم الوطنيِ والاجتماعي وبناءِ حركةٍ نِقابيةٍ مستقلة تناضلُ من أجلِ حقوقِ العمال والفئاتِ الشعبية.


ولأنه عيدُهم، فهو عيدُنا نحن، عيدُ "الأرضَ والسماءْ" قالها شهيدُنا الكبير حسين مروة في ستينياتِ القرنِ الماضي، ونردّدُها اليومَ أمامَ مرفأِ بيروت، بعد الانفجارِ - الزلزالِ الذي أسالَ بغزارةٍ دماءَ عمالِه وموظفيه ورجالِ الدفاع المدني وأهالي المؤسسات والأحياءِ في واحدةٍ من أفظعِ جرائمِ العصر. هذا لم يعد مرفأً ككل مرافئ الدول، هو مزار جمع الأرضَ والسماء ولا تجوزُ خصخصتُه أو بيعُه لهذه الدولةِ أو تلك.
جئنا إلى مرفأ بيروت انتصاراً لدماءِ عمالِه وانتصاراً لشهداء الطبقةِ العاملةِ اللبنانيةِ وحركتِها النقابية، وللتعهّد لأهالي الشهداءِ والمنكوبينِ بمتابعة المسيرة، وتصعيدِ الانتفاضةِ لمحاسبة منظومةِ الإجرامِ التي قتلتهم.
ومن مرفأ بيروتَ إلى القدس، تحية، إلى مقاومةِ شعبِنا الفلسطيني اليومَ ضد الاحتلالِ الصهيوني، تحيةً لهم من حزبِ المقاومةِ الوطنيةِ اللبنانية (جمّول) وشهداءِ معملِ غندور وشهداءِ مزارعي التبغ وصيادي الأسماك والحركةِ الطلابية وغيرِهم من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن البشرية جمعاء فكان التاسع من أيار، يوماً عالمياً للانتصارِ على الفاشية.
هوعيدُ كلِّ العاملين بأجسادِهم وعقولِهم، عيدُ الذين يبيعون قوّةَ عملِهم كي يعيشوا، هو يومُ الوقوفِ مع المتعطّلينَ عن العمل، مع الذين نُهبت ودائعُهم الصغيرة، مع طلابِ الخارجِ وأهلهم لتأمين الدولار الطالبي ومعَ شرائحَ واسعةٍ من اللبنانيين الذين تهجّروا ليعملوا في الخارج بسبب ارتكاز الاقتصاد على الريعِ وضربِ القطاعاتِ المنتجة.
هو يومٌ للتضامن مع العمالِ الفلسطينيين والسوريين والعربِ ومن مختلفِ الجنسياتِ العاملة في لبنانَ جنباً إلى جنب مع العمال اللبنانيين، تحت أقسى ظروفِ الاستغلال التي تضعهم فيها المنظومةُ الحاكمة بمواجهة بعضِهم بعضاً.
أيّها الوطنيون والتقدميون والعلمانيون والشيوعيون،
لقد بدأت أحزابُ السلطةِ ومصرفُ لبنان برفعِ الدعمِ عن السلع الأساسية بحيث سترتفع معه الأسعارُ بشكل كبير، بحجة أنها لا تريد المسَّ بأموالِ المودعين الـ 15 مليار دولار، وهي التي نهبت أكثرَ من 100 مليارِ دولار. وهو ما يدعونا إلى الاستعدادِ لتصعيدِ الانتفاضة ولاسترجاعِ الأموالِ المنهوبة.
كلُّ ما يقومون به هو إذلالُ الناس بصناديقِ الإعاشة التي ينهبونها من السلعِ المدعومة ليوزعوها على المقربين والمحازبين، فيما البطاقةُ التمويليةُ المزعومةُ هي بمثابة بطاقةٍ انتخابيةٍ ستوزع على المقربين لإعادةِ إنتاج سلطتهم من جديد.
يرهنون قراراتِهم ونفطَنا وسيادتَنا ومالَنا العام لأوصياءِ الخارجِ سعياً وراءَ بعضِ القروضِ والتسهيلات، حيث اعتادوا التسوّلَ على أبوابِ الدول والسفارات، فيعرضون أمنَنا وحقوقَـنا وسيادتَـنا للمساومةِ وعقدِ تسوياتِهم وصفقاتِهم مثلما يجري في ترسيم الحدود.
أمّا حزبُنا فقدّم البرامجَ والبدائل قبل الانهيار وبعده، على قاعدة حلّ أساسُه داخليٍ في إطار دولة تستلهم مُثُلَ العَلمانيةِ والديمقراطيةِ والمساواة والعدالةِ الاجتماعية، وتكونُ متحررةً من سطوةِ تحالفِ الزعامات الطائفيةِ ورأسِ المال الاحتكاريّ، وتبدأ الحلول من الداخل.
هذا هو موقفُنا المعلنُ الذي نقوله للداخلِ والخارج، لذلك اعتذرنا عن عدم تلبيةِ دعوةِ وزيرِ الخارجية الفرنسية لودريان، حيث يرتكز موقفنا على المصلحة الوطنيّة، بعيداً من المراهنة على تسويات إقليمية أو على حلول خارجيّةٍ آتية من سفارات الدول القريبة والبعيدة لطالما دفع لبنان أثماناً باهظة بسببها.
وأمام عجزِ المنظومةِ الحاكمةِ عن معالجة انهيارِ نظامِها السياسي والاقتصاديِ والاجتماعي الذي بنت عليه سلطتَها ومصالحَها الطبقية، وأمام غيابِ التسوياتِ الخارجية بين الأوصياءِ القدامى والجدد، سنتابع المواجهة ولن نتركَ الشارع ْ وسنضاعفُ العملَ على بناء أوسعِ تحالفٍ سياسيٍ واجتماعي للتغييرِ يشكل أداة ً لمشروعٍ سياسي يقدم نفسَه مشروعاً بديلاً من المنظومة الحاكمة، ويتولّى مسؤوليةَ قيادةِ الصراعِ معها ليخلقَ موازينَ قوىً جديدة تفرضُ تأليفَ حكومةِ إنقاذٍ وطني من خارج المنظومة الحاكمة، ذاتِ طابعٍ انتقاليٍ بصلاحياتٍ تشريعيةٍ استثنائية .
عاش الأولُ من أيار، والمجدُ والخلودُ للشهداء.

مرفأ بيروت - 9 أيار 2021