الجمعة، نيسان/أبريل 26، 2024

#انقذوا_الشيخ_جراح

  بوابة الهدف الإخبارية
فلسطين

سعي الاحتلال لإنهاء الوجود الفلسطيني في القدس وإبادته، والذي لم يبدأ الآن؛ فأهمية هذا الوجود.. لا تنبع فقط من أهمية القدس لكل فلسطيني وعربي، ولكن من كونه تمثيل لجوهر وحقيقة المشروع الصهيوني، وسياساته تجاه الشعب الفلسطيني؛ قضية وحقوق.

الشيخ جراح هو نقطة استهداف آلة القمع والتدمير الفاشيّة الصهيونيّة، هذا الحي المقدسي وعائلاته الصامدة؛ يشكّل وجودها الحيوي خطرًا حقيقيًا على الكيان الصهيوني، وتهديدًا جوهريًا لأمنه، لأنه حي فلسطيني، وتعبير عن هوية الضحية، ووجود يرفض الطمس والإبادة، وكل ما هو كذلك هو في عين استهداف المشروع الصهيوني. هنا تتراجع المسببات والذرائع التقنيّة، ويجب علينا أن نلتفت للأسباب الجذرية، وهي ببساطة المشروع الصهيوني، بكل ما يمثله.

إنّ استمرار بقاء الفلسطيني في أرضه لا يعتمد على رغبة هذا الكيان أو اقتناعه، ولكن بالأساس يستند إلى قدرة الفلسطيني على تنظيم نفسه، والمقاومة والقتال، وهذا أمر لن يتاح إلّا وفق ربط لكل مساحات النضال الوطني، ورفض لتقسيم أو تجزئة الحق الفلسطيني؛ الحق في الوجود والبقاء والنمو والازدهار وتقرير المصير، والبناء السياسي والاجتماعي وتحقيق الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

المواجهة مع الاحتلال في الشيخ جراح ضد هدم الحي وطرد سكانه وتهويده واستيطانه، وفي أم الفحم ضد هجمة الاحتلال وعصابات الإرهاب والإجرام المنظم، يربطهما خيط واضح؛ اسمه الدفاع عن فلسطين وقضيتها، ووحدة شعبها، وقطع هذا الخيط يعني التسليم بالبقاء فقط دون معاني الهوية والكرامة والوجود الحي؛ كشعبٍ يناضل لأجل حريته ويواجه جلاديه.

إنّ الحفاظ على المعنى السياسي كما الإنساني لوجود هذا الشعب ونضالاته، هو مسؤوليّة جماعيّة تقع أولًا على عاتق تلك القوى التي أفرزها هذا الشعب وطوع فيها أبناءه وبناته، أي الفصائل الوطنية والجهات التي تدعي أو تمارس أدوار تمثيل هذا الشعب، والواجب هنا لهذه القوى هو الدفاع عن صلة شعبنا لا الإسهام بتقطيعه؛ من خلال الاعتراف بالتقسيمات الاحتلالية أو الخضوع لها، أو مواصلة الاخفاق الكارثي في تقديم المشروع السياسي التحرري الموحد لهذا الشعب.