تصريح صحفي من الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني فتحي الفضل
هذا وتناول الاجتماع الوضع السياسي مشيرا الى ان قوى الثورة في مسيرتها الظافرة تدخل منحنى جديدا في طريقها الصاعد نحو الدفاع واستكمال اهداف ثورة ديسمبر.. وفي هذا الوضع يحتدم الصراع مع قوى الردة وبقايا النظام ومليشياته المسنودة من أطراف عالمية وإقليمية بقصد وقف المسيرة الثورية والارتداد بما أنجزته ملايين الثوار وفرض مشروع الهبوط الناعم..
ومن مظاهر هذا الصراع هو تغيير المواقف والمواقع للقوى المترددة داخل وخارج قوى الحرية والتغيير.. فتقف تلك القوى – والتي وصلت الى حدود أهدافها – في منتصف الطريق طارحة مشاريع وهياكل بقصد صرف النظر عن القضايا الأساسية وكيفية مواجهتها وحلها.. وتستمر القوى الوطنية والديمقراطية داخل وخارج قحت مع الجماهير المنظمة في سعيها الى المزيد من المكاسب بتنفيذ برنامج الحد الأدنى المتفق عليه في اعلان الحرية والتغيير وبقية المواثيق المبرمة.. كما تسعى هذه القوى الى اجراء التعديلات اللازمة لتفعيل نشاط قحت في خدمة مطالب الجماهير الشعبية..
ولاحظ المكتب السياسي أن قرار قيادة حزب الأمة بتجميد نشاطها في الوعاء الواسع يسير في اتجاه الخروج من الجبهة العريضة التي وحدت قوى الثورة منذ بداية الحراك الجماهيري.. بدعاوي حول الهيكلة وطرح برنامج مغاير لما اتفق عليه بقصد بناء اصطفاف جديد.. مقابل لقحت.. وهي دعوة جربت في الماضي – البعيد القريب – وأثبتت فشلها.. وكانت ولازالت خطوة تلعب في ايدي المعادين للثورة وتساهم – بقصد او غير قصد – في عرقلة المسيرة الثورية للحراك الجماهيري.. فلا العقد الاجتماعي ولا الدعوة الى قوى جديدة تساعد في حل القضايا الملحة التي تواجهها الجماهير..
وأكد المكتب السياسي انه مازالت التحديات المتمثلة في حل الضائقة المعيشية وتنفيذ البرنامج الاقتصادي الاسعافي لقحت.. والوصول الى سلام عادل وشامل.. واحقاق مبادئ العدالة وتوسيع الوعاء الديمقراطي واستكمال بناء السلطة المدنية تراوح نفس المكان بل تتفاقم عبر الأداء البطيء والمتناقض من قبل الحكومة المدنية.. كما يستمر المكون العسكري وبعض المدنيين في مجلس السيادة في التغول على دور الحكومة المدنية والتدخل في مسؤولياتها في اغلب المجالات التي حددتها الوثيقة الدستورية.. وبجانب ذلك يفشل المكون العسكري بعد فرض مسؤوليته على وزارتي الدفاع والداخلية في استتباب الامن ونشر الاستقرار حيث تشهد البلاد تدهورا واضحا ينعكس في المواجهات المسلحة والفتن القبلية.. وقد وصلت الحد في المواجهة الدامية بين أطراف القوات المسلحة كما تم في كادقلي..
في ظل هذا الوضع يؤكد المكتب السياسي على أهمية وحدة قوى الثورة في جبهة عريضة لحماية الثورة.. حيث تصبح الواجبات الأساسية من تدعيم وحدة الجماهير وتعبئتها وتنظيمها للمشاركة الفعالة في النشاط للسير قدما تجاه ضرب وتصفية مواقع الثورة المضادة.. كما يعني ذلك المزيد من الوحدة النضالية في إطار قحت وتجمع المهنيين.. وبنفس المستوى لا بدّ من فتح الطريق امام القوى التي ناضلت وساهمت بتقديم الغالي والنفيس في تدعيم مسيرة الثورة السودانية.. فلجان المقاومة وتيار الانتفاضة ومتضرري السدود ومصادرة الأراضي وأصحاب المصلحة وسكان المعسكرات في مناطق النزاعات ولجان التسيير لا بدّ أن مكانها الطبيعي في النشاط العام المشترك والأوعية المسؤولة من اتخاذ القرار وتنفيذه..
فتحي الفضل
الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني
18 مايو 2020