هناك فئة من الشيوعيين يصعب علينا ان نحدد فاصلا بين زمن انخراطهم في النضال الوطني وزمن انتسابهم الى الحزب الشيوعي. مع هؤلاء تتماهى حدود مراحل الطفولة والنضج الإنساني في سيرتهم. هم ولدوا وفي نفسهم هذا الإحساس الفطري بالعدالة الاجتماعية الذي طبع كل مسيرتهم في الحياة. طه صافية كان واحدا منهم. عرفته ساحات النضال منذ كان في العاشرة من عمره حين شارك مع شقيقه المناضل محمد صافية في مظاهرة ضد الانتداب الفرنسي للمطالبة باستقلال لبنان، حيث تعرض المتظاهرين للقمع الشديد خلال الصدامات مع الجيش الفرنسي ومدرعاته التي دهست أحدهم فسقط نتيجة هذه المواجهة ثلاثة شهداء وسبعة عشرة جريح. اما هو – الطفل المقاوم، فلولا تدخل شقيقه وسحبه من تحت الدبابة لكان أصبح في عداد أولئك الشهداء. لكن جرحا على جبينه سيبقى ليذكره طيلة حياته بأنه سوف يبقى حاملا لقضية الانسان أينما حلً.
Read more...