الإثنين، كانون(۱)/ديسمبر 23، 2024

الشيوعي في الذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاقة جمول: المواجهة مستمرة

  المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
بيانات
سنخوض معركة التغيير كما خضنا معركة التحرير

هي مناسبة وتاريخ، نعود إليهما كل عام كي نجدد العهد والوعد لمن خطّوا بمداد قرارهم الجريء والثوري، تاريخاً جديداً لواقع بدا يومذاك مهزوماً، وبدمائهم مساراً لرحلة التحرير، كرد على الاحتلال الصهيوني الذي احتل بيروت. تلك الرصاصات البكر، التي أرّخت لبداية الهزيمة التي تحققت وحررت الأرض؛ فالتحية كل التحية لتلك الرصاصات ولمطلقيها، وللشهداء والجرحى والأسرى والمقاومين الوطنيين اللبنانيين والعرب، الذين لبوا نداء السلاح إلى التحرير الذي أطلقه أميننا العام الشهيد جورج حاوي والراحل محسن ابراهيم، لتنطلق بعده تلك المسيرة العظيمة التي سجلت الانتصارات، والتي أدخلت لبنان ومقاومته في عصر جديد، وأفق تحرري، بقبضات لا تزال مرفوعة وهامات لمّا تزل واقفة صامدة، تقبض على جمر التحدي والمواجهة، في كل قرية وشارع وساحة ومنطقة، غير آبهة بنظام سياسي متسلط ومتخاذل، والذي لم يكن يوماً من الأيام على مستوى التضحيات التي قدمها شعبنا اللبناني، بفقرائه ومناضليه، بعمّاله وفلاحيه وموظفيه. هو خيار جمول، خيار التحرير وبالسلاح في وجه عدو صهيوني لا يزال يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، بالإضافة إلى أطماعه الدائمة والمعلنة بأرضنا وحدودنا البحرية وتهديداته المتكررة، ما يدعونا اليوم إلى التمسك بذلك الخيار كرد طبيعي على أي اعتداء وبكل الوسائل المتاحة.

هي مناسبة أيضاً لتحصين الوضع الداخلي وحماية مصالح شعبنا وحقوقه، والذي يرزح اليوم تحت ثقل سياسات من تحكموا بالبلد، ومن سلطة سياسية أودت به إلى الانهيار: الفقر يقرع كل الأبواب وطوابير الذل هي المشهد اليومي المتكرر أمام كل المرافق الحيوية لمعيشة المواطن، من محروقات ودواء وأفران... واللائحة تطول ولا تنتهي، فيما سلطة نظامه، التي أنتجت اليوم حكومة بعد أكثر من سنة على استقالة سابقتها، وبعد تعطيل البلد والقتال على الحصص واستجداء الخارج والتوترات، غير آبهة بآلام الشعب اللبناني المكلوم والمحروم والمنتهكة يومياته، وهو الواقع اليوم تحت خط الفقر والعوز والخائف على غده؛ فشعبنا، الذي قدّم التضحيات وصمد وتحمّل وحمل السلاح دفاعاً عن كل لبنان، يستحق الاهتمام على قدر التضحيات، ولكن ما يحصده اليوم من قبل حكّامه وسياستهم ليس إلّا المشقّات والهجرة والموت على أبواب الحياة، التي أصبحت معدومة في بلد قدّم من التضحيات ما يفوق طاقاته، فلشعبنا نقول: لقد ابتليتم بنظام سياسي عاجز ومشتبه فيه وبسياساته، وليس الحل إلّا باقتلاعه من جذوره، فلتكن معركة إسقاطه المهمة التي يجب أن تقف خلفها كل قوى الاعتراض الوطني وللتغيير الديمقراطي.

16 أيلول هي مناسبة ومحطّة كي نجدد العهد، لكل من مضى على تلك الدرب ومن ينتظر، بأن يبقى نداء الدفاع عن لبنان في وجه أي عدوان خارجي، وتحديداً الصهيوني، وعن شعبه ومستقبله وأمنه، عن فقرائه وعمّاله وموظفيه، المهمة التي من أجلها سنخوض معركة التغيير كما خضنا معركة التحرير. فكسر نظام المحاصّة الطائفية وسياساته، نظام الإفقار والتجويع والتبعية، هي مهمة أساسية ولا بديل عنها، فلتكن ساحات لبنان وقراه ومدنه ومناطقه ساحات للاعتراض الوطني ضد تلك المنظومة وسياساتها وولاءاتها؛ فلننتظم جميعاً ضمن الأطر الشعبية واللجان والساحات لخوض ذلك الاستحقاق، متسلحين بالوعي والبرنامج وبالموقف الجريء. هي مواجهة مطلوبة، إلى جانب كل القوى المعنية بخوضها وفي كل الميادين. والى الشيوعيين نقول: اجعلوا من هذه المناسبة محطة ليس فقط للاحتفال بقدر ما هي الإيذان بانطلاقة المواجهة الشعبية والتي أصبحت اليوم ضرورية؛ فلتتحول كل قرية أو شارع أو منطقة أو ذكرى كل شهيد، أو مكان أي عملية... إلى أماكن نقف عندها لتأكيد خياراتنا التي ناضل من أجلها الشيوعيون والوطنيون اللبنانيون مؤكدين بأن درب جمول هو، للتغيير أيضاً كما للتحرير.

بيروت في 15 أيلول 2021

المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني

# موسومة تحت : :