السبت، تشرين(۲)/نوفمبر 23، 2024

تاريخ الحركة الطلابية.

رأي
الجامعة..جامعتناتشهد الجامعة اللبنانية منذ ما يُقارب الشهرين، حراكاً نقابياً كبيراً، يقوده الأساتذة والطلاب دفاعاً عن أحد أهم مراكز إنتاج المعرفة والثقافة الوطنية. هذه الجامعة التي أُنشئَت كنتيجة مباشرة لنضال الأساتذة والطلاب، في وجه البرجوازية الحاكمة، الرافضة لتطوير البلد أولاً، ولحقِّ فقراء الوطن في أن يحصلوا على تعليمهم ثانياً، وكذلك للتحرر من الاستعمار عبر إنتاج ثقافة وطنية ترفض التبعية وتؤسّس لاستقلال حقيقي. بالرغم من مرور أكثر من 60 عاماً على تأسيس الجامعة إلّا أنها لا تزال تعاني من محاولات ضربها وتهميش دورها من قِبل السلطة السياسية ونظامها المتخلّف، عبر ضرب استقلاليتها وتقليص موازنتها والسيطرة على قرارها وبخاصة لجهة ملفات تعيين الأساتذة الذي يتم على أساس محاصصات طائفية ومذهبية وسياسية.تخصّص "النداء" في هذا العدد منبراً لطلابٍ من الجامعة اللبنانية، يُعبّرون من خلاله عن آرائهم.

تاريخ الحركة الطلابية.

لطالما كان الطلاب في الجامعات رأس الحربة في أي عمل نضالي أو مطلبي، باعتبار عنصر الشباب هو المحرك الأساسي للمجتمع.
على الصعيد الداخلي، يشهد لبنان اليوم بدء نواة لحركة طلابية تدافع عن الجامعة اللبنانية، التي نُهش لحمها بأسنان السلطة، ورمت الأخيرة بثقل عجزها على هذا الصرح التعليمي الذي يضم أكثر من ثمانين ألف طالب. ولا يسعنا اليوم سوى تسليح أنفسنا بتاريخ الحركة الطلابية والاستفادة منها لمراكمة عملنا الطلابي الحالي.
بدأت رحلة الحركة الطلابية عام ١٩٢٨ مع تأسيس اتحاد الطلاب العام، القائد الفعلي لتأسيس دار المعلمين العليا، لتُؤخذ التوصية عام ١٩٥٠ بتأسيس الجامعة اللبنانية التي لم يُخصّص لها في جلسة الموازنة مبلغاً كافٍ، دافعين طلاب الجامعة اليسوعية للإحتجاج وتوجيه إنذار بالإضراب العام في حال عدم رفع قيمة هذا المبلغ.
وفي العام ١٩٥١، أُعلن الإضراب المفتوح الذي شهد مظاهراتٍ حاشدة شارك فيها آلاف الطلاب بمؤازرة من الأساتذة واستمرّت التحركات المطلبية والإضرابات بوتيرة متصاعدة من جهة الضغط على السلطة وتوسيع سلّة المطالب.
في السابع عشر من شباط عام ١٩٥٣، عمّت شوارع بيروت تظاهرات كبيرة، تحديّاً لإقفال الجامعة اللبنانية بالشمع الأحمر، ممّا أدّى إلى صدور مرسوم اشتراعي يحمل رقم ٣٤، ويعطي الطلاب كامل مرتّباتهم دون حل مشكلة مطالب الأساتذة.
لم يكن حينها تحقيق مطالب الطلاب كافياً، فبعد إضراب الأساتذة في التاسع من حزيران من العام نفسه، رفع الطلاب بياناً شديد اللهجة لوزارة التربية مؤيّدين إضراب الأساتذة لحين تحقيق مطالبهم.
عام ١٩٥٩ اعتُبِر العام الفعلي لتأسيس الجامعة اللبنانية، ولكن بقي الكثير كي تكتمل كمؤسسة تحتوي على كل حاجات الوطن من كليات تطبيقية واستقلالٍ ماليّ وإداريّ وغيرها من المطالب.
أوج الحركة الطلابية كان في فترة الستينيّات عندما أعلن الطلاب الإضراب الشامل بعد استقالة عميد كلية العلوم الدكتور حسن مشيرفة الذي يئس من تحقيق الإصلاحات في عهد رئيس الجامعة عام ١٩٦٢، لتستمر الإضرابات ويستمر تصعيد الطلاب والأساتذة حتى عام ١٩٦٥ حيث وعد رئيس الجمهورية شارل حلو آنذاك بتحقيق المطالب، والتي كان أهمّها شراء أرض لبناء مدينة جامعية.
في الثالث والعشرين من آذارعام ١٩٦٥ صدر مرسوم شراء الأرض وتسجيلها باسم الجامعة اللبنانية، لتكن بداية بناء كلية العلوم في نيسان ١٩٦٧ النواة الأولى للمدينة الجامعية في الحدت.
ما قاله مشيرفة للطلاب "في كل مرة كنتم تضربون كنا معكم، فلتقفوا معنا عندما نضرب" ليس سوى تأكيداً على أن مطالب الأساتذة والطلاب خطّان متوازيان، يسيران في نفس الوتيرة تحت سقف الجامعة اللبنانية، ليقف الأساتذة والطلاب مسنودي الأكتف بوجه كل من يمسّ بحقوق الجامعة الوطنية.
فليكن تاريخ الحركة الطلابية المشرّف مصباحاً لنا، ينير درب نضالنا ونسير على خطاه طلابّاً وأساتذة نحو جامعة تليق بأبناء الوطن.

*كلية الاعلام الفرع الثاني