تظاهرة شعبية حاشدة في الأول من أيار...
بعلبكي...
بدأ المهرجان بالنشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني، وقدّمته الاعلاميات ألين حلاق، فاديا بزي وفاتن حموي.وافتتح بكلمةلمنسقة التيار النقابي المستقل بهية بعلبكي عرضت فيها أمثلة عن فساد السلطة والتي حمّلتها "مسؤولية أي اعتداء على حقوق الناس ومكتسباتهم التاريخية أو التعرّض للقمة عيشهم الكريم". كما دعت "هيئة التنسيق وكل المتضررين من إجراءات السلسلة التي توجع الفقراء ومتوسطي الدخل الوقوف سدّاً منيعًا في وجه ما سيتخذ من إجراءات مع إقرار السلسلة، ووضع خطة تحرك تصعيدية واضحة تتدرج من إضراب يوم مع اعتصام إلى إضراب لعدة أيام وصولاً للإضراب المفتوح ومقاطعة التصحيح في الامتحانات الرسمية. وختمت "لقد أعلنوا الحرب الاقتصادية علينا... حرب التجويع والإفقار، فليكن ردّنا على قدر الهجوم".
عبدالله...
ثم ألقى رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله، كلمة، لفت فيها إلى أن "لبنان لم يعد يحتمل استمرار الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فقد أضحت تهدد البناء الوطني بالتفكك"، معتبراً أن"إنقاذ بلادنا لا يكون عبر المزيد من الديون والسياسات التقشفية بل عبر انتاج تغيير سياسي جذري وشامل، وعبر إنتاج سياسات اقتصادية وطنية بديلة، تؤمّن العمل اللائق والعيش بكرامة انسانية لجميع المواطنين"، مؤكّداً أننا "بحاجة إلى تغيير وطني ديمقراطي تكون الطبقة العاملة وممثليها الحقيقيين في أساسه، تغيير هو الوحيد القادر أن يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة للجميع".
وختم "لنعمل جميعاً من أجل بناء حركة نقابية ديمقراطية وممثلة، وحدها، تستطيع عبر التحالف مع القوى السياسية الوطنية والتقدمية إلى تحقيق تطلعات عمالنا بالتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية".
سعد...
بدوره، ألقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب د. أسامة سعد كلمة توجه فيها إلى عمال لبنان، إلى الكادحين والمنتجين بالزنود المفتولة والعقول المبدعة، وإلى مناضلي الحراك الشعبي وكل المتظاهرين والمعتصمين في الساحات والشوارع، وإلى الشباب والمعلمين والموظفين والمستخدمين، وإلى المتقاعدين المدنيين والعسكريين، وإلى كل المطالبين بحقهم في العيش الكريم.
كما وجّه "تحيّة إلى الشباب والرجال والنساء المقاومين والمنتفضين في فلسطين المحتلة، وإلى انتفاضة الجزائر وانتفاضة السودان وإلى كل العمال والمناضلين الأحرار على امتداد الأرض العربية وفي كل بلدان العالم".
وقال "نظام التبعية والطائفية والاستغلال والفساد دفع لبنان نحو خطر الانهيار ودفع اللبنانيين إلى الحاجة والبطالة والهجرة، السلطة تعمل على إضعاف مؤسسات الدولة وبيع القطاع العام بأبخس الأثمان، وعلى رهن لبنان للمصارف والشركات والدول الأجنبية، والسلطة تريد تحميل اللبنانيين النتائج الكارثية لسياساتها وممارساتها وتريد تدفيع ذوي الدخل المحدود تبعات الأزمة والإنهيار، لكن الحراك الشعبي والقطاعات المعنية يقفون لهم بالمرصاد والشعب اللبناني لن يسمح لهم بذلك". وأضاف "قسماً بتعب العمال وعرق الكادحين، قسماً بالجباه الشامخة والزنود السمراء، لن نسمح لمافيات السلطة والمال بسلب لقمة العيش من أفواه العمال والكادحين والعجزة والأطفال، لن نسمح لهم بمد اليد إلى جيوب محدودي الدخل والفقراء، وسنبقى في الشوارع والساحات من أجل تامين العيش الكريم والضمانات الصحية والاجتماعية واستعادة الحقوق لكل الناس".
وختم سعد "من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين، لا بدّ من بناء الحركة الشعبية الجماهيرية والمعارضة الوطنية الفاعلة، ولا بدّ من تصعيد النضال من أجل التغيير الشامل في كل المجالات، وبناء الاقتصاد المنتج بديلاً عن اقتصاد الريوع والمضاربات والاحتكارات وإقامة دولة الرعاية الاجتماعية، ولا بدّ من الكفاح من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية العصرية بديلاً عن نظام المحاصصة الطائفية والاستغلال والفساد. فإلى الشارع أيها اللبنانيون، إلى الشارع يا شباب لبنان، وعمال لبنان، وكل الأحرار والمنتجين في لبنان، إلى الشارع من أجل الإنقاذ، ومن أجل التغيير الشامل في لبنان".
غريب...
كما ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة اعتبر فيها أن"عيد العمال العالمي غيّر وجه العالم ودخل التاريخ باسم الطبقة العاملة صانعة تحرير البشرية والمجتمع بدون ظلم واستغلال طبقي واجتماعي." موجّهاً تحيّة إجلال وإكبار "من حزب الطبقة العاملةوحزب المقاومة للتحرير والتغيير الديمقراطي، حزب كل الذين يأكلون لقمة عيشهم من كدحهم وعرق جبينهم، عمالاً، أُجراءً، مزارعين، موظفين، مدنيين وعسكريين متقاعدين متعاقدين متعطّلين عن العمل نساءً، شباباً وطلّاباً، إليهم جميعاً من حزبهم، الحزب الشيوعي اللبناني، إلى شهداء الطبقة العاملة اللبنانية وشهداء مزارعي التبغ في الجنوب ومعمل الغندور وشركة الريجي والحركة الطلابية وشهيد صيادي الأسماك معروف سعد وكل الثائرين الذين رووا بدمائهم أرض الوطن منذ ثورة الفلاحين ضد حكم الإقطاع إلى شهداء 6 أيار، إلى شهداء وحدة لبنان ضد مشاريع التقسيم والفدرلة وشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية وكل القوى المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني واعتداءات الإرهابيين". كما وجّه تحيّة "إلى شهداء الشعب الفلسطيني وانتفاضاته البطولية بوجه الاحتلال الصهيوني، وإلى عمال وشعوب الدول العربية في انتفاضاتهم ونضالاتهم بوجه أنظمة القهر والاستبداد والاستغلال، وإلى كل العمال والشعوب المضطهدة المكافحة ضد الإمبريالية والصهيونية وأنظمة الخيانة والرجعية".
وأضاف "في هذه الساحة، ساحة النضال الوطني والطبقي والاجتماعي ضد النظام السياسي الطائفي، نستمر في متابعة المسيرة اليوم ضد نظام المحاصصة والفساد والاستزلام لتحريره من التبعية والوصايات الخارجية وتحرير كل اللبنانيين من معتقلات هذا النظام من أجل بناء دولة ديمقراطية علمانية ذات اقتصاد وطني منتج قادر على تحقيق النمو وتأمين فرص العمل وإخراج لبنان من خطر الإنهيار المالي ومنفتح على إمكانية التكامل مع الاقتصاديات العربية خدمة لشعوب المنطقة وتنمية لمجتمعاتها وللخلاص من هذا الاقتصاد الريعي التابع الذي شكل أداة من أدوات ارتهان قرارنا الوطني والسياسي والاقتصادي للضغوط الأميركية والغربية عبر أذرعها في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومن خلال سياسات الحكومات المتعاقبة على مدى ثلاثين عامًا عبر مسلسل مؤتمرات باريس 1 و 2 و3 واليوم باريس 4 المسمّى سيدر".
وتابع "في هذا العيد تقدم لنا السلطة عيديّتها فتجتمع لإقرار مشروع موازنة تقشفية تضرب فيها حقوق العمال بدلاً من تحقيقها فلا تتردّد في محاولة باقتطاع أجزاء من أجور العمال والموظفين والمعلمين والعسكريين والمتقاعدين والحرفيين ومن سائر شرائح الطبقات الشعبية..."، معتبراً أن "الموازنة تفرض الضرائب في عملية نصب غير مسبوقة لأجور المواطنين ومداخيلهم، فهي تخدم الأثرياء في المصارف والشركات الاحتكارية لأنها تعفيهم من الضريبة التصاعدية وتزيد الدين العام وخدمته ومن أرباح المانحين الغربيين وعبر خصخصة، كما تزيد الركود والانكماش في الدورة الاقتصادية وتضاعف من تدهور الزراعة والصناعة والخدمات المنتجة".
وأضاف "لا بديل لكم ولنا سوى النضال من أجل تحقيق سياسات بديلة تقوم على تعديل النظام الضريبي الجائر بحق العمال وأصحاب الدخل المحدود ومكافحة مزاريب الهدر والفساد السياسي والمحاصصة وباتجاه تحميل الذين استفادوا وكدّسوا الأرباح الطائلة تبعات الأزمة التي تسببوا بها عن طريق فرض الضرائب التصاعدية على الأرباح لتصل إلى 30% وضريبة على الفوائد المصرفية تصل إلى 15% وإلغاء كل أشكال الاعفاءات الضريبية عن حيتان المال وخفض الفائدة 1% لتخفيض كلفة خدمة الدين العام، لا بديل لكم إلاّ رفض أي رسوم وضرائب جديدة على لقمة عيشكم، ندعوكم للوقوف سوياً لرفض أي زيادة على أسعار المحروقات ورفض أي مس بأجوركم وسلسلة الرتب والرواتب ونظام التقاعد للعاملين في القطاع العام، ورفض أي مس بتعويضات ومعاشات المتقاعدين في الدولة وفي الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي والإدارات العامة".
وأكّد غريب أن "القضية قضيةُ إنقاذ شعب وإنقاذ وطن، قبل أن تكون قضية مطلبية تخصّ هذا القطاع أو ذاك ومن هذا المفهوم"، ودعا إلى "تجميع وتوحيد كل الطاقات في تعزيز وتنظيم أطر وتشكيل لجان شعبية للحراك الشعبي للإنقاذ في المناطق والقطاعات كافة من أجل تغيير موازين القوى وبناء الكتلة الشعبية وتصعيد كل أشكال المواجهة إذا ما أقدمت الحكومة والمجلس النيابي في ليلة ليلاء على إقرار موازنتها التقشفية"، معتبراً أن الاعتصام التحذيري والتصعيد بشتّى أشكال التحركات الشعبية المتزامنة مع الجلسات الحكومية "خطوةٌ في هذا الاتجاه"، مؤكّداً الدعم لكل التحركات النقابية والشعبية التي "لا بدّ من تصعيدها كواجب وطني واجتماعي ودفاعاً عن حقوق كل المتضررين".
وفي الختام، نظّم المتظاهرون احتفالاً شارك فيه الفنانون؛ سامي حواط، ربيع الزهر، فرج حنا، فرقة كردية للرقص الشعبي نيروز، و"فرقت ع نوتة". ثم توجّهوا إلى ساحة رياض الصلح للبدء بتنفيذ اعتصاماً تحذيريّاً مفتوحاً أمام السراي الحكومي، بالتوازي مع جلسات مناقشة الموازنة.
"الشارع بوج موازنتكم"...
نظّم المشاركون في الاعتصام التحذيري المفتوح تحت عنوان "الشارع بوج موازنتكم"، تجمعاً شبابياً، السبت الماضي، أعلنوا خلاله التوجّهات لتصعيد المواجهة مع السياسات الحكوميةرفضاً لموازنة الإفقار".
وتلا علي اسماعيل مسؤول الطلاب في الهيئة المركزية لقطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني بياناً باسم المعتصميناعتبر فيه أن "الاعتصام امتدادٌ للمواجهة التي بدأت من أشهر، ولن تنتهي إلاّ بتغيير سياسات السلطة والسياسات المولّدة للأزمات المتتالية المتلازمة مع مصالح المصارف، والشركات الكبرى، التي تنتج علاقات زبائنية تضمن لهذه السلطة تأبيد سيطرتها على الحكم، والتي ترمي البلد اليوم إلى شفير الإنهيار... فهذه السياسات دمّرت طموحات الفئات الشبابية ووضعتهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما العيش تحت خط الفقر؛ أو تصدير شبابنا إلى الخارج". وأكّد اسماعيل عدم الخضوع لخيارات السلطة والالتزام بـ "خيار المواجهة مراكمة الحراكات الثورية، وكسر حاجز الخوف لتشكيل حراك شعبي جامع ينظر فيه الجميع إلى الأفق الوحيد الممكن: أفق التغيير".
وأضاف "كان هذا الاعتصام إذاً، تحذيريًا، متزامنًا مع جلسات مناقشة الموازنة؛ مطلبنا الأساسي هو عدم تحميل المواطنين ثمن فساد السلطة، وسرقاتها، وسياستها المنحازة بشكل كامل للطبقة المستغلة التي ينتمون إليها.ومن هنا نطرح البدائل فنقول لأرباب السلطة: المال في المصارف، المال معكم، فلتدفعوا أنتم ثمن عجزكم، فنحن لسنا بدافعين"، مؤكّدًا أن "هذا الإستهتار بمصالح الناس، وهذا التسليم بتبعية المواطنين لكم تحت أي ظرف، لم يعد مقبولاً. ونحن مستمرون بمتابعة تحركاتنا وفق برنامج تصعيدي ومتدرّج بتنفيذ اعتصامات وتظاهرات أمام مراكز الفساد والهدر الرافضة لإعادة المال العام المنهوب. وتتوّج الخطوات بتحركات في المناطق والقطاعات خلال مناقشة الموازنة في المجلس النيابي".
يذكر أن الاعتصام تخلّله حلقات نقاش وحوارات يومية منها:"الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي" مع د.علي الموسوي ود. وليد دكروب، "مشروع الموازنة" مع المدير التنفيذي لمؤسسة البحوث والاستشارات د. كمال حمدان، و"مشروع الموازنة الحالي وطرح الموازنة البديلة مع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي د. غسّان ديبة، وجلسة حوارية مع الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، تطرقت إلى ضرورة بناء ائتلاف شعبي واسع، إضافة إلى تقييم الحركات السابقة ومناقشة خطوات المواجهة المقبلة.