تصريح مسؤول العلاقات الخارجية في الشيوعي اللبناني عمر الديب على اذاعة صوت الشعب
لكن على صعيد آخر، وفي الجانب المحقّق من الزيارة، جددت أميركا تعهداتها بحماية أمن "اسرائيل" وضمان تفوقها العسكري والتكنولوجي في المنطقة كما نص إعلان القدس، مع ما تعنيه رمزية الاعلان من القدس بتأكيد الادارة الأميركية الحالية على الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الذي قامت به الادارة السابقة. كما شكّل اعلان المملكة العربية السعودية السماح للطيران "الاسرائيلي" بعبور أجوائها الاقليمية خطوة جديدة على طريق التطبيع السياسي والاقتصادي الذي تنتهجه دول الخليج.
وعلى الصعيد اللبناني، اعتبر الديب أنّ المسألة السيادية الأساسية اليوم هي موضوع حقوق لبنان بالنفط والغاز في مياهه الاقليمية، وفي هذا الاطار تتحمّل قوى السلطة مجتمعةً، وتحديداً الرؤساء الثلاثة، مسؤولية التنازل عن حقوق لبنان البحرية السيادية عبر التزامها بسقف الخط 23 وتخليها عن الخط 29، وهو ما يعطي العدو السيادة الكاملة على حقل كاريش النفطي، ليخرج لبنان خالي الوفاض منه.
كما رأى أن المسألة الكبرى تبقى في كيفية توزيع الخسائر التي تفوق 70 مليار دولار، والتي يجب أن يتحملها بالدرجة الأولى أصحاب المصارف وكبار المودعين، فيما تقوم قوى السلطة بكل المراوغات والألاعيب لحمايتهم ونقل الخسائر وتحميلها إلى كل اللبنانيين. وفي هذا المناخ، هناك ضرورة قصوى لاستعادة زخم التحركات الشعبية، خاصة في المناطق في ظلّ صعوبة تحمل المواطنين لكلفة التنقل نحو ساحات التجمع في بيروت، وابتداع أساليب عمل ومواجهة لتخطي العصوبات القائمة. ولذلك، لا بد من بناء جبهة سياسية تشمل بعض النواب من داخل المجلس وعدد من الأحزاب والقوى والمجموعات من خارجه، لتكون المبادرة في المواجهة الشعبية والسياسية.
وفي سؤال أخير، اعتبر أنّ المواجهة المطلوبة اليوم في موضوع بلدية بيروت لا يكون بتقسيمها إلى "شرقية" و"غربية" كما يطالب نواب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية الشريكين أصلاً في المجلس البلدي القائم الئي يهدر المال العام ويفشل بالقيام بمهماته الانمائية، إلى جانب تيار المستقبل وحركة أمل وحـ.ــزب اللـ.ـ.ـه. إن المطلوب اليوم هو تحرير المجلس البلدي من هيمنة القوى المذهبية الفاشلة واستعادة السلطة المحلية في كل البلديات كي تكون قادرة على اداء المهمات الانمائية المطلوبة منها إلى جانب الناس، وهذا جزء من المواجهة الشعبية والسياسية الشاملة المطلوبة.