عبد العال: الموقعون على صك الهزيمة هم من يستحقون الهزيمة!
رأى مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال، أنّ "عبارات مثل التطبيع والسلام والرفاه وإلخ، هي مجرّد مساحيق تستخدم لتزيين سلوك أنظمة الذل وعبارات ترويجيّة لخداع الرأي العام، والأخطر دخولها في حظيرة التبعية للصهيونية كي تمنح الكيان الصهيوني الحق في التمسّك والسيطرة على شرياني الاقتصاد وبالأمن لهذه الأنظمة".
وأوضح عبد العال في مقابلة إذاعية، أنّه "ونتيجة للشكّ المتعلّق بمدى رغبة الإدارة الأمريكية في البقاء باعتبارها الفاعل الأساسي في تشكيل المشهد السياسي والأمني في الإقليم، لذلك صفقة القرن جاءت بوليصة تأمين للكيان ورعايته لقيادة الحلف الاقليمي الرجعي في المنطقة"، لافتًا إلى أنّ "الأمن القومي الصهيوني يعتبر نفسه ضرورة امبريالية إلى التفوّق والقوة والعنف وتسعى لبلقنة المنطقة وتفتيتها ودمج أنظمة التبعية في نطاق استراتيجيتها لضمان استمرار وجودها الاستعماري".
وأكَّد على أنّ "الاستسلام المهين في الخليج يمثل المحوّر الأول في استراتيجيتها، بعد صناعة الخوف الوهمي من إيران، لدفعهم نحو الحضن الأمني الصهيوني، ثم الآن اتفاق العار في السودان هو طعنة جديدة ولكنه في نفس الوقت التطبيع اهانة كبرى والشعوب الحية قادرة على اسقاطها".
وعبًّر عبد العال عن أسفه "لما يقوم به جنرالات الذل بخطوات تطبيعية جريًا وراء فتات أمراء النفط من اغراءات المال والسلطة، وبدل أن يصونوا هؤلاء شرف الأمة قاموا بإدارة الظهر للكرامة الوطنية وتسليم مفاتيح السودان لأعدائه الذين عم أعداء الأمة بأسرها وأعداء فلسطين بكل رموزها الوطنية وروايتها التاريخية وتضحيات وكفاح شعبها المديد من أجل الحرية".
ودعا عبد العال إلى "الرد على المهزلة، ويجب الانطلاق من المقدمات وليس النتائج، بمغادرة السياسات الهابطة التي اعتمدت منذ عقود، وابرمت اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو.. والنظام الرسمي العربي دمّر نفسه، منذ أن استهان بالأمن القومي العربي، وأسقطت أسس ومعايير الدفاع المشترك وتورط بعضه بتغطية مؤامرات لإسقاط دول عربية وتفتيتها وذلك خدمة "للبلقنة"، كما جرى من تجزئة في السودان ويجري من حروب غادرة في اليمن و ليبيا ومحاولاتهم لكسر سوريا والاعتداء على أمنها ووحدة أراضيها وهدر وتقسيم وحدة وامكانيات العراق".
وأضاف عبد العال، إنّ "دائرة الصراع تتسع وتفرض علينا تعزيز وحدة المقاومة بكل أشكالها وأبعادها، عندما تكون وسائل القوة الناعمة كأدوات حرب جديدة تسعى للدخول إلى الشارع العربي والبيت وكل أسرة عربية، عبر الميديا والدراما والإعلام بكافة أنواعه واللغة والمفردات كما بوسائل ومغريات أخرى".
وفي ختام حديثه، أكَّد عبد العال على أنّ "المقاومة أجدى أشكال البقاء. فهي موجودة رغم الظلم والطغيان والاحتلال والعدوان، وأهميتها في استعادة جبهة الوعي والثقافة والكلمة، وهذه، فالحقيقة تأبى أن تندثر أو تموت بتقادم الزمن، وإذا كانت التبعية للاستعمار أبقتهم وأعطتهم الحُكم، فإن التبعية للصهيونية لن تبقيهم طويلاً فيه، والذين يعلنون اليوم الهزيمة دون حرب أولئك يستحقون هزيمتهم فعلاً، أمّا الشعوب فهي قادرة أن تسترد الوطن ممن باعوه بثمن بخس".