يشهد التاريخ المتداول للبشرية بأن العنف هو أحد أهم السلوكيات التي تلجأ إليها السلطات أو الجماعات أو المكونات الاجتماعية حين تشعر بانسداد أفقها السياسي أو مسارها اليومي. لقد أصبح ذلك التقليد المتوارث جاهزاً عندما تدعو الحاجة إليه، أو حين تستنفره القوى المأزومة. لبنان بتاريخه القديم والحديث لم يشذ عن ذلك المسار؛ فالمكتوب من ذلك التاريخ يدل على أن البحث عن السند والعضد كان من يوميات أمراء الجبل وزعماء ملله. وذلك الإرث تتابع واستدام مع استجلاب كل العالم لكي يكون الفيصل أو الحامي أو المحتل... سيان ما كانت وظيفته؛ المهم هو تأمين المراد من وجوده، بغض النظر عن الثمن المدفوع أو النتائج المترتبة. وها هو التاريخ المنظور لمنظومة سياسية متحكمة، لم تتردّد يوماً في استجلاب من تريد كي يعبث في ملاعب التناقضات السياسية والاستثمار بها.
Read more...