الخميس، نيسان/أبريل 18، 2024

شي جينبيغ في مئوية الحزب الشيوعي الصيني: لن نسمح لأي قوة أجنبية بإخضاعنا

  النهار
عربي دولي
شي جينبينغ: الحزب الشيوعي الصيني "يهتم بمستقبل البشرية، ويرغب في المضي قدما جنبا إلى جنب مع جميع القوى التقدمية في جميع أنحاء العالم"

انطلقت الاحتفالات في بيجينغ بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الحاكم في الصين صباح الخميس بطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر في ميدان تيانانمين بوسط العاصمة.

رسمت حوالي 30 طائرة تشكيلا للرقم مئة فيما هتفت الحشود تحت أنظار قادة البلاد بمن فيهم الرئيس شي جينبينغ، وهم يجلسون عند الأسوار الجنوبية للمدينة المحرمة.

وفي خطاب نقله التلفزيون من الميدان، قال شي إن الصين حققت هدفها المئوي المتمثل في بناء "مجتمع رغيد الحياة باعتدال".

وقال شي، وهو أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ، إن الفكرة الشاملة لعمل الحزب خلال المئة عام الماضية كانت تجديد شباب الأمة.

وأضاف: "لا يجيد الشعب الصيني تدمير العالم القديم فحسب، بل خلق عالم جديد أيضا... الاشتراكية فحسب يمكنها إنقاذ الصين".

ويحقق شي والحزب نجاحا بينما تتعافى الصين سريعا من جائحة كوفيد-19 وتتخذ موقفا أكثر حزما على الساحة العالمية برغم أن بيجينغ تواجه أيضا انتقادات بسبب تصرفاتها في هونج كونج وشينجيانغ.

وقال شي إن الشعب الصيني لن يسمح أبدا لأي قوة أجنبية بالتسلط عليه أو قمعه أو إخضاعه.

وأردف قائلا :"كل من يجرؤ على القيام بذلك ستسحق رأسه وتخضب بالدماء على سور الفولاذ العظيم الذي صنعه ما يربو على 1.4 مليار صيني".

وقام الحزب الشيوعي الصيني، الذي وصل إلى السلطة في عام 1949 تحت قيادة ماو، في البداية بتجنيد الفلاحين والعمال لكنه تطور لتبني الأسواق وريادة الأعمال على أساس "الاشتراكية بخصائص صينية" مع الاحتفاظ بنموذج لينين للحكم الشمولي.

وقال شي في خطابه إن الصين ستعمل على تعزيز جيشها لحماية سيادتها وأمنها وتنميتها وصعودها إلى مستوى المعايير العالمية.

وقال شي، وهو أيضا رئيس اللجنة العسكرية المركزية التي تسيطر على القوات المسلحة في البلاد، "يجب أن نسرع في تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة".

وأردف قائلا إن أي محاولة لفصل الحزب عن الشعب الصيني أو لتحريض الشعب ضده مآلها الفشل. وأضاف: "أعضاء الحزب الذين يزيد عددهم على 95 مليونا والشعب الصيني الذي يزيد على 1.4 مليار نسمة لن يسمحوا مطلقا بمثل هذا السيناريو".

وقال شي أمام حشد غفير في ساحة تيان أنمين في قلب العاصمة بكين "لقد ولّى إلى غير رجعة الزمن الذي كان يُمكن فيه أن يُداس الشعب الصيني وأن يُعاني وأن يُضطهد".

وغاص الرئيس الصيني في خطابه في أعماق التاريخ مذكّراً مواطنيه بما شهدته بلادهم من حروب أفيون واستعمار غربي وغزو ياباني، ليشيد من ثم بما حقّقه الحزب الشيوعي الصيني لهم من تحسين في مستويات الحياة واستعادة للفخر الوطني.

وقال شي إنّ "الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني يقولان للعالم رسمياً: الشعب الصيني نهض"، مشيراً إلى ما تمكّنت بلاده من تحقيقه على هذا الصعيد لجهة انتشال مئات ملايين المواطنين من وهدة الفقر المدقع في غضون بضعة عقود.

وأضاف: " لم نتنمر أو نضطهد أو نقهر شعب أي بلد آخر مطلقا، ولن نفعل ذلك أبدا". وقال إن "الأمة الصينية لا تحمل سمات عدوانية أو مهيمنة في جيناتها"، مشيرا إلى أن الحزب الشيوعي الصيني "يهتم بمستقبل البشرية، ويرغب في المضي قدما جنبا إلى جنب مع جميع القوى التقدمية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف أن الصين "عملت دائما على حماية السلام العالمي والإسهام في التنمية العالمية والحفاظ على النظام الدولي"، داعيا إلى بذل جهود مستمرة لتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وقال: "ينبغي لنا تسريع تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة"، حتى "نكون مزودين بقدرات أكبر ووسائل أكثر موثوقية لحماية سيادتنا وأمننا ومصالحنا التنموية الوطنية".

ووصف الجيش الشعبي بأنه "عماد قوي لحماية الدولة الاشتراكية وحفظ الكرامة الوطنية"، و"قوة كبيرة لحماية السلام الإقليمي والعالمي".

 

تهنئة من بوتين

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وشدد على أن بيجينغ تلعب دورا بناءً في مواجهة التهديدات العالمية.

وأضاف، في البرقية التي نشرت على موقع الكرملين: " السيد الرئيس الموقر وصديقي العزيز، أرجو أن تتقبل تهنئتي الصادقة في مناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني. حيث تستقبل بلادكم هذه المناسبة المهمة، بتحقيق نجاحات جديدة مبهرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية".

وأكد أن "الصين تلعب دورها البناء والهام، في معالجة القضايا الملحة على جدول الأعمال الدولي، وفي مواجهة التهديدات والتحديات العالمية في عصرنا".

وأشار إلى أن روسيا قدمت خلال سنوات النضال الثوري الصعبة وأثناء تشكيل الصين الجديدة، الدعم الشامل للحزب الشيوعي الصيني. وأضاف أن روسيا تحافظ على ذكرى التاريخ المشترك، ولا سيما المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الصيني، الذي عقد عام 1928 في قرية بيرفومايسكوي بالقرب من موسكو.

وشدد على أهمية العلاقات بين الأحزاب في الدولتين التي تعتبر عنصرا مهما في العلاقات الروسية- الصينية التي تتسم بالشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي. وأعرب عن ثقته في أن الحوار بين حزب "روسيا الموحدة" والحزب الشيوعي الصيني، سيستمر لاحقا في التطور بشكل بناء.

واختتم بوتين برقيته بالقول: "أتمنى بكل إخلاص لكم ياصديقي العزيز، الصحة الجيدة والنجاحات الجديدة في نشاطات الحزب والدولة".

 

النهار

2/تموز /2021