الجمعة، آذار/مارس 29، 2024

الشيوعي: لمواجهة كل أشكال التطبيع والتفريط بحقوق لبنان في النفط والغاز

  المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
بيانات
   ناقش المكتب السياسي  للحزب الشيوعي اللبناني ، ما وصلت اليه المفاوضات الجارية مع الوسيط الاميركي – الاسرائيلي هوكشتين حول موضوع ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني، وتوقف عند حفلة التطبيل والتزمير التي تقوم بها السلطة اللبنانية لطمس الحقائق والتهرّب من تحمّل المسؤولية والمحاسبة، بادعاءاتها الكاذبة بأن لبنان حقق انتصارا سياسيا واقتصاديا في مشروع الاتفاق المزمع توقيعه، في حين تثبت الوقائع عكس ذلك وفق الآتي : 

اولا : لقد بدأت مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني بإتفاق الإطار المعلن "كأتفاق بين دولة لبنان ودولة اسرائيل" ، واستمرت بالقبول  بوساطة هوكشتين المستوطن " الأسرائيلي" الذي خدم في جيش الاحتلال بين عامي 92 و94، والذي جال في قصور الرئاسات الثلاث، مبتسماً ، معانقاً ومطاعاً. فكيف يمكن اعتبار التطبيع انتصارا، ونحن من لا يعترف بهذا الكيان الصهيوني بالأساس، فكيف لنا ان نعترف بحدود وحقوق له معنا؟ انها حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، ونفطها وغازها هي ملك للشعب الفلسطيني؟ عليه انها فعل تطبيع  سياسي واقتصادي مدان ارتكبته السلطة اللبنانية برؤسائها الثلاثة وسط صمت وتواطؤ من قبل اطرافها.

ثانيا: ان اعتماد  السلطة اللبنانية الخط 23  بدلا من الخط 29 ، ورفضها تعديل المرسوم 6433، هو تنازل عن سيادة لبنان على اراضيه وتفريط بحقوقه وثروته النفطية والغازية.  فالخط  29 هو الذي يحفظ الحقوق وهو ليس خطا للتفاوض أو للتنازل عنه كما حصل. لقد قدّمت السلطة اللبنانية حقل كاريش هدية مجانية للكيان الصهيوني، و قدّمت له فوق ذلك ما سمي " بتعويضات " من حقل قانا. وبذلك  أصبح بامكان العدو وضع لبنان امام خيارين : اما الشراكة والتطبيع معه ولو عبر شركة توتال بداية، واما استخدام هذه "التعويضات "حجة لخلق النزاع وعرقلة استخراج لبنان لنفطه وغازه من قانا.

-ثالثا:  في ظل غياب تنويع العقود مع شركات التنقيب عن النفط والغاز على وجه العموم، وبعدما خرجت شركة نوفاتيك الروسية من الكونسرتيوم الذي جرى تلزيمه الاستكشاف سابقاً، ومع تحكم الأميركي بقرار الشركتين اللتين تتوليان الآن التنقيب عن النفط والغاز، تصبح عملية تنقيب لبنان عن نفطه وغازه عرضة دائمة للضغط الأميركي و"الاسرائيلي". 

-رابعا:  نسال  الرؤساء الثلاثة وكل الذين يهلّلون بتحقيق "انتصار": طالما انتم منتصرون، فلماذا تخافون  ولا تعلنون على الملأ هذا الاتفاق، حيث تقومون بتهريبه وإصباغ صفة السرية على أوراقه العشرة فلا يطرح للنقاش امام الرأي العام ولا في المجلس النيابي والحكومة؟ ونسأل ايضا مع السائلين عن مدى صحة التعهدات الأمنية المقدمة لعقود زمنية مقبلة كضمانة لتوفير الهدوء على طرفي الحدود؟ 

     إن الحزب الشيوعي اللبناني يعتبر ثروة لبنان النفطية  والغازية ملك للشعب اللبناني، وهي ليست ملكا للمنظومة السلطوية الفاسدة العاملة لنهبها مع رعاتها الدوليين، كما نهبت المال العام . وهو يجدد وقوفه ضد النهب الأميركي – الصهيوني، وضد تفريط المنظومة الحاكمة بسيادة لبنان وحقوقه الوطنية،  وهو يدعو الى التمسك باتفاق الهدنة عام 1949، وادانة كل اشكال التطبيع رافضا التخلي عن أي حق للبنان في النفط  والغاز والمياه الإقليمية للعدو الصهيوني، كما يعتبر ان عائدات النفط والغاز، ليست لدفع الديون التي يجب أن تسدد عبر إعادة الأموال المنهوبة والمهرّبة ، وعبر تحميل الذين إستفادوا من سياسة التثبيت النقدي ، ومن خلال زيادة الضرائب التصاعدية على الشركات المالية إلى 30 % . إن عائدات النفط  يجب أن تكون للتنمية وللخدمات العامة والبنية التحتية من ماء وكهرباء ونقل وصحة وتعليم . 

بيروت في 4/10/2022              

المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني.