الخميس، نيسان/أبريل 25، 2024

"الشيوعي" في الشمال يدق ناقوس الخطر:"الشعب يمهل ولا يهمل"

  الحزب الشيوعي اللبناني في الشمال
بيانات
مع اشتداد الخناق على أعناق اللبنانيين وخصوصاً الفئات الفقيرة والمتوسّطة منهم، جراء تراكم الأزمات على أنواعها، ومع دخول وباء كورونا على خطّ تعميق هذه الأزمات وكشف عورات السلطة السياسية بكافة مكوناتها، وجد اللبنانيون أنفسهم متروكين للقدر ولا من حسيب أو رقيب.


وبدل أن تلجأ السلطة إلى اتخاذ الإجراءات المالية الكفيلة بالخروج من الأزمة، وهي باتت معروفة، نراها تتردد وتنصاع لضغوط المصارف وحيتان المال في الداخل، ولإملاءات الخارج، والخضوع لشروطهم واستعدادها لبيع املاك الدولة وضرب القطاع العام والانتقال إلى الخصخصة الشاملة للتحكّم أكثر في أمور البلاد والعباد، رغم أن هذه السياسات اثبتت فشلها الذريع في كافة انحاء المعمورة.
وليس من شأن هكذا سياسات إلّا تعميق الازمات والدفع بالأمور نحو الانفجار الكبير والفوضى وتهديد السلم الأهلي واستحضار النزاعات الأهلية لتمرير وتغطية هذه السياسات المجرمة.
إن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في الشمال وأمام هذا الواقع المزري الذي وصلنا إليه لا يسعها إلًا أن تدقّ ناقوس الخطر وتهيب بكل القوى الشريفة والمتضررة تحمّل كامل المسؤولية والتصدّي لهذه السياسات المتّبعة من قبل السلطات السياسية المتعاقبة وتصويب المسار وعدم الانجرار وراء الصراعات والمواقف العبثيّة التي تمتهنها أطراف السلطة للتغطية على ارتكاباتها والهروب من التزاماتها تجاه مصلحة الشعب والوطن.
كما تهيب أيضاً، بكافة الفعاليات النقابية والشعبية والمدنية أن ترتقي بمواقفها إلى المستوى المطلوب وتوحّد صفوفها وتمسك قضيتها بيدها وتتحرك، ليس من باب رفع العتب أو غسل اليدين، أو حسابات ضيّقة، بل بغية اجبار السلطة السياسية على اخذ التدابير الصحيحة لحلّ هذه الأزمات وتدفيع ثمن الأزمة للذين حققوا الأرباح الطائلة على مدى سنين طويلة ونهبوا المال العام وحرموا أهلنا خصوصاً في الشمال من ابسط حقوقهم في السكن والعمل والصحّة والتعليم وتركوهم لقمةً سائغة للفقر والجوع والحرمان والهجرة والمرض والبطالة وأهملوا مرافق طرابلس والشمال الاقتصاديّة و الصناعيّة والزراعيّة والسياحيّة والثقافية وما أكثرها وأغناها.
إن ما لجأ إليه أركان السلطة من سياسات نيولبيرالية ليست سوى هيركات يضاف إلى الهيركات المتعلّق بالإرتفاع الجنوني للأسعار والإرتفاع المتواصل للدولار وتثبيت الأجور أو اقتطاعها والصرف التعسّفي للعمال ووقف التوظيفات وغيرها من مساوئ، وينسى هؤلاء أن هذا النوع من الهيركات امتهنوا ممارسته على الشعب على مدى عقود من الزمن دون ان يطال ثرواتهم الطائلة ومصالحهم الضيّقة.
إن ما جرى ويجري اليوم من استغلال لكورونا عبر إفراغ ساحات انتفاضة السابع عشر من تشرين من جهة، ومن تقاعس وفساد ومحسوبيات وجشع وزبائنية من جهة أخرى لا ينبغي أن يدخلنا في حالة من اليأس والاحباط بل ويجب أن يشكّل حافزاً جديداً لجميع الشرفاء والمخلصين ولكافة المتضرّرين من هذا الواقع الأليم لتشديد وتصويب النضال والاستعداد بهمّة أكبر وبزخم أقوى وبأساليب مبتكرة ومتنوّعة لتحقيق آمال الشعب، في تغيير نظام المحاصصة الطائفية وسلطته الفاسدة، فالشعب يمهل ولا يهمل.
معاً من أجل وطن حرّ وشعب سعيد
الحزب الشيوعي اللبناني – هيئة الشمال
طرابلس في 16-4-2020