الخميس، آذار/مارس 28، 2024

من أين نأتي لكم بالثقة؟!

  أول الكلام - مجلة النداء
رأي
خلال تسلّمه مهامه كوزير للعمل، شنّ الوزير وائل أبو فاعور هجوماً حادّاً على زميله في الحكومة الوزير جبران باسيل، وهذا يبشّرنا بأننا مقبلون على تجاذب إعلامي يبدو أن هدفه إبعاد الأنظار عن صفقات ستجري على حساب اللبنانيين.


إلاّ أن أهم ما استخدمه أبو فاعور في هجومه على باسيل هو اتهامه له بأنه يتخطّى النظام اللبناني، ويعرّضه للخطر، وهذا بحسب رأيه من المحرّمات، فاستقرار النظام خط أحمر.
هكذا إذاً، وليد بيك يبشّرنا بأنه سيكون معارضاً لكل من يعرّض النظام للخطر، خاصة أنه يرى في الحريري وباسيل أطفالاً في السياسة اللبنانية، غير مؤهّلين لحماية النظام مثله.
هذا يعني أن خلافهم هو على من يجيد لعبة النظام أكثر، التي هي لعبة النهب والتبعيّة لأسيادهم في الخارج. واليوم سيكون "سيدر" هو الملعب الجديد، الذي يمارسون من خلاله تبعيتهم الاقتصادية وبالتالي السياسية. فهل هناك من إمكانية لفصل الأولى عن الثانية...؟
ونحن بدورنا نقول لهذه الحكومة، وحتماً قبل البيان الوزاري: لا ثقة بكم. أنتم تعِدوننا بنفس الخطط التي أدّت على مدار سنوات ما بعد الحرب إلى دمار بلدنا اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. أنتم أنفسكم حكمتم هذا البلد على مدى الـ 29 سنة الماضية، أنتم من وضعتم هذا النهج الاقتصادي التبعي المتخلّف، واليوم هدفكم الأول الحفاظ عليه.
أما لكلّ من سيعطي ثقته لهذه الحكومة الفاشلة بخلافاتها قبل أن تبدأ، نقول: سنواجهكم في الشارع، وسيكون ردّنا عالياً مدوّياً. فالناس اليوم، أكثر جاهزيّة للمواجهة، ونحن لا نملك ما نخسره، سوى الأغلال التي كبّلتم بها مستقبلنا وحلمنا بحياة أفضل.
نعم، جوابنا "لا ثقة..."، بحكومة "سيدر" وسياساتها الضريبة المرتقبة والمعروفة كسياسات أسلافها.
"لا ثقة" هو تصويت سجّله حراك "إلى الشارع"، قبيل تشكيل حكومة "إلى العمل"، وستعلو صرخاته لتخرق أسوار البرلمان وجلسات مناقشة البيان الوزاري المعروفة مسبقاً بنوده المستنسخة عن البيان السابق.