السبت، نيسان/أبريل 27، 2024

كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب  في تأبين المقاوم البطل الرفيق جان فواز "أبو يوسف"

  ادارة الموقع
أخبار الحزب
      في وداعك اليوم يا أبا يوسف: عرفناك، كشفك الموت اللعين في يوم رحيلك أيها البطل.  يا من قاومت بقوة ارادتك الفولاذية وعنفوان القضية يا كاتم الأسرار عن حكايات ، هي أغلى من كل كنوز الأرض وما عليها من ذهب وياقوت ومرمر. خبّأتها دهرا، لتكون لنا ذخرا ، وتبقى لحزبك وشعبك تاريخا ومجدا.  على اسمك سافر العمر وبقيت الطلقات كفاحا حتى تعب التعب وتمكّن المرض من جسدك ايها المقاوم الوطني المجهول،  أبو يوسف، لا يشبه الا أمثاله من الرفاق الذين رحلوا فاِشتاق لرؤياهم : أبو جمال  ( قاسم بدران) ، كمال البقاعي ، حسن إسماعيل ، قاسم بركات، جهاد الحجيري وغيرهم الكثير ممن رحلوا من دون ضجيج ولا ضوضاء.

خاض أبو يوسف حربه على طريقته الخاصة،  فأبدع في عملياته البطولية ضد العدو الصهيوني. كيف لا ، وهو ابن هذه البلدة المقاومة دير ميماس، بلدة البطلة المقاومة سهى بشارة، بلدة ككل بلدات الجنوب التي سطّرت بمقاوميها صفحات مشرقة في العمل المقاوم، هم المؤسسون وبناة المقاومة، هم السبّاقون، هم الأوائل، هم الذين رووا بدمائهم الطاهرة وساهموا مساهمة كبرى في تحقيق انجاز التحرير ،  في مواجهة الاعتداءات الصهيونية على قرى الجنوب وفي مقاومات الحرس الشعبي وقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول"، التي نستعد للاحتفال بالذكرى الواحدة والأربعين لانطلاقتها في 16 أيلول امام صيدلية بسترس ، مكان العملية الأولى ضد قوات الاحتلال الصهيوني.

أبو يوسف ، ابن الحزب الشيوعي اللبناني ، عرفه العدو بعملياته البطولية ولم يتعرّف عليه. منذ سبعينيات القرن الماضي وما سبقها أيام العمل السرّي كان أبو يوسف في الطليعة مواكبا ومتابعا لكل التقنيات التي استخدمها العدو الصهيوني وأدواته، فعمل باجتهاد وابداع لتعطيلها عبر تطوير اجهزته الالكترونية .

مهما قلنا وكتبنا عن أبي يوسف لن نستطيع تعداد إنجازاته التي خاضها حربا مفتوحة لا هوادة فيها مع رفاقه المقاومين، 

رفضنا يا أبا يوسف ونرفض، بيع تضحياتك وانجازاتك التي قدمتها مع كل الشهداء المقاومين من مختلف القوى السياسية . أدنّا وندين بيع انجاز التحرير بالتطبيع مع الكيان الصهيوني التي تتوالى حلقاته الواحدة تلو الأخرى من اتفاق الاطار الى ترسيم الحدود البحرية الى توريد الغاز اللبناني عبر انابيب الغاز لمنتدى المتوسط الذي يضم الكيان الصهيوني، هذا واقع لا اتهام فيه. نحن لا نعفي أي طرف من اطراف السلطة من المسؤولية. 

مقاومتك يا أبا يوسف لم تكن  يوما تحت سقف الحفاظ على النظام السياسي، فحمايته  حماية لأداة الأمبريالية وحلفائها. مقاومتك كانت دوما لتحرير الأرض والأنسان وتغيير هذا النظام السياسي التابع للأمبريالية برأسماليته وطائفيته.

مقاومتك كانت وستبقى، ضد إعادة انتاج سلطة هذا النظام القاتل عبر تسوية طائفية جديدة تكرّس تبعيتها إلى رعاتها في الخارج عبر زيارات الموفدين هذه الايام  الى لبنان، ومن كل حدب وصوب.

مقاومتك كانت وستبقى، ضد نهج التضليل والافقار والتهجير السلطوي، ضد نهج الانهيار المعيشي الذي يعيشه اللبنانيون والضرائب الجديدة التي ستطالهم في الموازنة الجديدة، ضد التوتير الأمني المتنقل، ضد الانقضاض على الحريات العامة والخاصة وضد مخاطر التوظيف السياسي المشبوه لموجة النزوح السوري الجديدة الى لبنان. 

على طريق راحلنا الكبير أبي يوسف ، سنبقى نسير ونسير من أجل وطن حرّ وشعب سعيد. اليك أيها الرفيق البطل من شعبك وحزبك ، كل الحب والتقدير، لك الشكر، لك المجد، لك الخلود، والعزاء مشترك لرفاقك وعائلتك الكريمة والى عموم أهالي دير ميماس ولمنظمة الحزب فيها وفي منطقة مرجعيون – حاصبيا.

دير ميماس 9/9/ 2023

.