الجمعة، نيسان/أبريل 19، 2024

حنا غريب في ذكرى سهيل حمورة في النبطية: التغيير يبدأ بتعديل موازين القوى الكفيلة والقادرة على تشكيل حكومة انتقاليّة بصلاحيات استثنائيّة من خارج المنظومة الحاكمة

أخبار الحزب
قال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب خلال احياء ذكرى استشهاد سهيل حمورة بطل "عملية عاشوراء" في النبطية: "سهيل حمّورة، نجمة حمراء من نجوم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ابن الحزب الشيوعي اللبناني ابن بلدة ميس الجبل المقاومة منها نزح إلى بيروت مع عائلته بعد اجتياح العدو الصهيوني للجنوب عام 1978، وفي العاصمة ناضل في صفوف الحزب وانتسب اليه وأمضى فتوة عمرة بائعا لجريدة النداء اليومية، حاملاً للسلاح وملبياً نداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عام 1982. في مثل هذا اليوم في 16 تشرين الأول سقط سهيل حمورة شهيدا في هذه المدينة المقاومة مدينة النبطية في عملية بطولية نفذتها جمول وانتصرت لها انتفاضة أهلنا في النبطية ضد المحتلين الصهاينة مترجمين معاني التضحية والشهادة في ذكرى عاشوراء.


فتكريم سهيل حمّورة تكريم لشهيد مقاوم، وتكريم الشهداء واجب على الجميع وبكل المقاييس، ولو وضعت نصب الشهداء المقاومين كل المقاومين ضد الاحتلال الصهيوني وأدواته، لأنارت وجوههم سماء لبنان وتلألأت شوارعه وساحاته وجباله وتغير وجهه وبانت صورته الحقيقية وغطّت على كل الوجوه الفاسدة. فتحية إلى الشهيد سهيل حمورة وإلى كل شهداء مدينة النبطية الذي سقطوا على درب التحرير".
وأضاف "تكريم سهيل هو تأكيد على أننا على درب جمّول .... مستمرون، مستمرون على ذلك القرار الثوري التاريخي لحزبنا في اطلاق جمّول وعلى بيانها الأول الذي خطه بيده الرفيق الشهيد جورج حاوي مع الرفيق محسن ابراهيم، تكريم لانتفاضة اهلنا في النبطية والجنوب ضد المحتل، تكريم للمقاومة ضد العدو الصهيوني بأحزابها كافة. انه تمسك ببوصلة الصراع مع العدو الصهيوني مهما بلغ التطبيع مبلغه، وعلى المساهمة في كسر قيد عدوان صفقة القرن الذي تحاول الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني وأمراء التطبيع والخيانة العربية وضعه على عنق شعوبنا العربية الحرة المقاومة والمنتفضة على حكامها . هو تأكيد على التمسك بقضية فلسطين كل فلسطين، و رفع راية التحرير والتغيير التي حملتها جمول راية للتحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا اللبناني العظيم.
وكما نحيي اليوم في 16 تشرين الأول ذكرى استشهاد الرفيق المقاوم سهيل حمورة الذي سقط على درب التحرير، سنحيي غدا الذكرى الأولى لانتفاضة 17 تشرين الاول على درب التغيير، تلك هي قضية جمّول التي سنبقى نحملها حتى تحقيق كامل اهدافها وفاء لشهدائها وكل الشهداء المقاومين".
وتابع "هكذا كنا وسنبقى مقاومون وطنيون ضد العدو الصهيوني واعتداءاته واطماعه في ارضنا ومياهنا وثروتنا النفطية، ومناضلون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاسقاط النظام السياسي الطائفي وفي قلب انتفاضة شعبنا. من هنا نحن لا نرى مبرراً للتفاوض على ترسيم الحدود مع العدو الصهيوني ولبنان يعيش حالة انهيار شاملة، بل نرى في ذلك خضوعاً مكشوفاً للبنان أمام العقوبات والضغوطات الأميركية السياسية والاقتصادية والمالية، اذ كيف أصبح الأميركي بين ليلة وضحاها، وسيطاً في مفاوضات ترسيم الحدود وهو الحليف الداعم للكيان الصهيوني ولا يهمه سوى حمايته ونهب ثروتنا النفطية؟"
وأكد "إن ثروة لبنان النفطية هي لشعبه وتنميته، وليست بديلاً عن استرجاع الأموال المنهوبة والمهرّبة للخارج من قبل المنظومة السلطوية الفاسدة، التي تسعى اليوم للتفريط بالثروة النفطية وتقاسمها مع رعاتها الدوليين بحجة سد الديون التي نهبتها. سنبقى على خيار المقاومة الطريق الوحيد للتحرير، محذرين من التنازل عن السيادة الوطنيّة وعن أي جزء من ثروة لبنان المائيّة والنفطيّة، امام هذه المخاطر نطلق شعارنا المرحلي في الذكرى الأولى للانتفاضة: "لا تغيير بدون مواجهة، ولا مواجهة مستمرة، بدون بديل وطني ديمقراطي".
كما شدّد على أن "التغيير يبدأ بتعديل موازين القوى الكفيلة والقادرة على تشكيل حكومة انتقاليّة بصلاحيات استثنائيّة من خارج المنظومة الحاكمة ولمدة محددة ترسي بناء دولة وطنية ديمقراطية مقاومة انها المواجهة الواحدة التي لا تتجزأ ضد الضغوط الأميركية من الخارج وضد منظومة التبعية الخاضعة لها في الداخل عبر نظامها الطائفي المذهبي، انها المنظومة التي تحاول حماية فسادها ونهبها للمال العام عبر التنازل للخارج وقمع الانتفاضة في الداخل، وتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي مهددين بخطر انفجار اجتماعي تحت غطاء ما يسمونه " اصلاحات " التي ليست سوى اجراءات تأخذ البلد إلى الجحيم عبر خطر التحرير الكامل لسعر صرف الدولار وتوقف دعم السلع الحيوية كالقمح والمحروقات والأدوية، وزيادة الضرائب غبر المباشرة (ضريبة القيمة المضافة) وتعرفات الخدمات العامة الأساسية (الكهرباء)، وتقلّص عطاءات أنظمة التقاعد والتقديمات الاجتماعية، وبيع ما تبقى من المؤسسات العامة لمصلحة المصارف والقطاع الخاص المحلي والخارجي"، مشيراً إلى أن "هذا ما ينتظر اللبنانيون إذا ما نجحوا في تشكيل حكومة بحجة أن المواطن لم يعد يتحمل، والحقيقة أنه لم يعد يتحملهم ولم يعد يصدق وعودهم. ثلاثون عاماً وهم يبيعونه الوعود لهذا المواطن بتحسين اوضاعه المعيشية وهي إلى مزيد من الانهيار وعدوا بالكهرباء ولا كهرباء وعدوا بالمياه ولا مياه وعدوا بفرص العمل فهجروا الشباب وعدوا برواتب وأجور وعدوا بالليرة بخير وعدوا ببيئة نظيفة وشعبنا يموت بامراض السرطان والكورونا بفعل من سرطان نظامهم السياسي الطائفي.
وختم: "نراهم اليوم ضائعون يفتش كل منهم على وصي له بالخارج ليبيعه ما لا يملكه من هذا الوطن طلبا للسترة وعدم كشف دفتر حساباته المالية وامواله المهربة والمنهوبة، فلا خيار أمام شعبنا إلّا الانتفاضة والعمل على تثويرها فتحية إلى المنتفضين اليوم في ساحاتها في كل المناطق وندعوكم إلى أوسع مشاركة في التظاهرة الشعبية المركزية التي ستنطلق يوم غد من ساحة الشهداء في بيروت الساعة الثالثة بعد الظهر تحت شعار: لا تغيير من دون مواجهة ولا مواجهة مستمرة من دون بديل وطني ديمقراطي.
عاشت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. عاشت الانتفاضة الشعبية. والمجد والخلود للشهداء الأبرار".