الجمعة، آذار/مارس 29، 2024

كمال البقاعي... نضال حزبك ومقاومته مستمران... "المعلم"... شهادات من رفاق السلاح

أخبار الحزب
فقدت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، أحد أبرز قادتها، نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، كمال البقاعي. هو القائد الأول الذي خطط وأنجز كافة العمليات التي نفذتها "جمول" في منطقة البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون. التحق منذ حداثة سنه في قوات الحرس الشعبي التي أسسها الحزب الشيوعي عام 1970 دفاعاً عن الجنوب، وعن القرى الأمامية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وشارك في مهماتها القتالية في منطقة العرقوب وفي معسكر قبريخا. وأن نسمع رفاق دربه، يروون بفخر سيرته النضالية والرفاقية والإنسانية، فلا يسعنا إلاّ أن نطمع بالمزيد عن القائد "المعلم" الصلب، الحازم والحذر... الرفيق الهادئ المتواضع، والمبتسم. لم نعرفه نحن الجيل الجديد، وكأنه عاد بهذا النشاط مع مرضه، لينتشلنا من مرض الاستسلام، لاستكمال نضاله ورفاقه؛ ليقوينا. فحتى في فترة مرضه لم يكن ضعيفاً ويردّد لرفاقه بإصرار "متل ما واجهت العدو الإسرائيلي بدي واجه المرض".

"المعلم" في عيون رفاقه
"النداء" التقت عدداً من رفاق "المعلم" الذين سطّروا معاً ملاحم بطولية، لقنت العدو وعملائه دروساً ما زالت آثارها ترعبهم.

"الحاج" المسؤول الثاني بعد القائد كمال بالعمل المقاوم بالمنطقة. كان والشهيد جورج نصر الله نائبيْ "المعلم". وشكّلا صلة الوصل بينه وبين مجموعات المقاومة. التقى بالقائد سنة 84 بمنطقة سعدنايل في البقاع، أثناء تسيير دوريات من بيروت عبر الشوف حتى البقاع، و"كان هو يسيّر دوريات من سعدنايل حتى مناطق البقاع الغربي والأوسط والشرقي، وبعد سلسلة دوريات، وحدّنا القطاع وتم الاتفاق بالتنسيق معاً بمحور البقاع الغربي ــ راشيا، وبدأنا نرسل دوريات استطلاع على المناطق نحن من ضمنها، تُقدّم بعد عودتها تقريراً، أرسله إلى الرفيق كمال، والذي يقوم بوضع ملاحظاته عليه ثم يرسله بدوره إلى القيادة العليا في الحزب".


حذر القائد...
عُرف "المعلم" بشدة الحذر والحرص، إذ كان العدو يطلب رأسه. لذا فقط كان القلائل من الرفاق يعرفونه... وهم "الحاج" والشهيد "جورج نصر الله"، وثالثهما "وسام" و"سيمون"- الذين يجمعون أنه كان "قبضاي" يتخذ القرارات المنطقية والسليمة وبحرصٍ شديد عند تنفيذ العمليات. وعند التخطيط لتنفيذ عملية أو إحدى المهمات. يتابع الحاج "عندما آخذ الرفاق إليه، يجتمع معهم من خلف ستار أو يكون مقنعاً. ويختار رفيقاً من كل مجموعة، حسب نوع قدراتهم المطلوبة للمهمة (اللياقة البدنية، قدرة على استخدام نوع معين من الأسلحة...)".
يروي "الحاج" الذي شارك كمال 1774 مهمة عسكرية كيفية حرص "المعلم" الشديد لعدم سقوط جرحى أو شهداء أيضاً، و"كان دائماً يعقد محاضرات للرفاق، ويشدّد عليهم بضرب العدو بأكثر خسائر له وأقل خسائر لنا، ويردد دائماً "عليكم أن تعودوا أحياء وأبطال من المهمة"، فالأولوية عنده الحفاظ على سلامتنا، وإصراره على مواجهة العدو بكل الوسائل المتاحة، وإلحاق الأذى به بالدرجة الأولى لأن عناصر لحد برأيه مصيرهم الزوال وهذا ما حصل فعلاً".
أبرز العمليات...
في جعبة القائد كمال البقاعي كافة العمليات التي نفذت في المنطقة، وأبرزها نوعية، يتطرق "الحاج" إلى البعض منها:
ـ عملية تدمير إذاعة العميل لحد بمنطقة الدردارة في سهل الخيام (17/10/1985). "اختار كمال 6 رفاق لتنفيذ المهمة، وتم تدريبهم بدير الغزال، وكان يراقب التدريب عن بعد، وكيفية دخولهم إلى المبنى، وآداء كل واحد مهمته بشكل جيد تجنباً لوقوع الأخطاء". وقد استشهد بالعملية كل من إلياس حرب وميشال صليبا وحسام حجازي، فيما وقع في الأسر كل من ناصر خرفان وسليمان رمضان.
ومن أصعب العمليات التي نفذت "عملية "أبو النور" الجنرال الإسرائيلي في مجدل بلهيص ـ البقاع الغربي في 23/9/1984ـ الذي نكل بالأهالي بمناطق البقاع الغربي، وكان يداهم يومياً المنازل ويقوم باعتقال رفاقنا وانتهاك عرضة المنازل، فقرر "المعلم" بالتنسيق مع القيادة تنفيذ عملية أسره، ونجح في تجنيد عميل مزدوج تمكن من استدراج "أبو النور" من مركز قيادته ببعلول بالبقاع الغربي إلى مجدل بلهيص، بنية أسره ونقله إلى منطقة البقاع الأوسط، وعندما لم يستسلم هو وعددٌ من عناصر حمايته، قررت المجموعة تنفيذ حكم الإعدام بهم.
عملية الشهيد جمال ساطي 6/8/1985. يروي "الحاج" كيفية إصرار جمال ساطي "تفجير نفسه في مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في حاصبيا، "وجلس "المعلم" معه أكثر من ساعتين، محاولاً إقناعه العدول عنها، ثم أرسلنا لإقناعه بتنفيذ عدة عمليات بدلاً من عملية واحدة واستشهاده. حتى تأجيل كمال للعملية 24 ساعة، في محاولة أخيرة لإلغائها، وبإصرار جمال، أعطى كمال "أبو سمير المجدل" المال لشراء البغل وتم تجهيزه بالمتفجرات من مشغرة. ثم تنكّر ساطي، بثياب رجل مسن وقاد البغل إلى مقر الحاكم العسكري في تلة زغلة في حاصيبا ودمّره على من فيه، واعترف العدو بمقتل ثمانية ضباط".
ـ عملية روبنسون تعتبر عملية إعدام رجل المخابرات الأميركي روبنسون الذي كان يخطط لبناء أول مستوطنة إسرائيلية في جنوب لبنان، من أكثر العمليات سرية حتى على المقربين من "المعلم". وتمكنت المجموعة من اقتحام مدرسة يقيم فيها روبنسون وتنفيذ حكم الإعدام به في راشيا الفخار في 27/3/1990".
-عمليات 16 أيلول ،1986 بالذكرى الرابعة لانطلاقة "جمول" أبلغ كمال "الحاج" أن الرفيق جورج حاوي سيزور المنطقة ليلتقي بالمقاومين، "فعقدنا الاجتماع بموقع النبي صفا، بحضور 150 رفيقاً من الشباب البارزين بعمل المقاومة، وخلال محاضرته أعلن حاوي أن غداً 16 أيلول وعلينا تنفيذ عمليات عدة بذكرى الانطلاقة، وفعلاً نفذنا 28 عملية بيوم واحد من منطقة كفرشوبا حتى منطقة صور الناقورة، وتم خلالها الهجوم على مواقع العدو".
وصية "المعلم"...
يروي "الحاج" كيفية حماسة لقاء "المعلم" برفاق دربه أمثاله، قبل بدء أعمال المؤتمر الحادي عشر للحزب، "كان هدفه الأساسي إعادة احياء المقاومة الوطنية ونحن لم نوقفها أصلاً وكل عام نحتفل بانطلاقة "جمول"، والعام الماضي شارك الرفيق كمال بالاحتفال وكان مسروراً جداً، وفي المؤتمر تكلم باسم الشباب وعاد على أساس أنشاء لجنة أهالي الشهداء والمعتقلين. أما خوفه وهمه الأخير إعادة توحيد الحزب واسترجاع كافة طاقته، واتصل ببعض الرفاق وعادوا إلى التنظيم".
وأكد "الحاج" أنهم وكمال كانوا دوماً ضد توقيف "جمول" وما زالوا، واستمروا بالعمل المقاوم حتى التحرير 2000 "فلما قطعت عنا الامدادات، جمعنا المال من بعضنا وأمنا بعض مستلزمات إرسال دوريات وعمليات الاستطلاع. ويوم التحرير عام 2000 دخلنا مجموعة من الشيوعيين إلى الجنوب عبر الجبال والطرقات الوعرة، وكان الرفيق كمال وصل إلى بلدته إبل السقي، فالتقيناه وكان عددنا حوالي 100 مقاوم واتجهنا بقيادته علناً إلى ثكنة مرجعيون حيث منزل العميل أنطوان لحد، وأخذنا الوثائق التي كانت بحوزته عن الشيوعيين، ولم نأخذ أي شيء آخر، حتى الأسلحة. وسلمنا العملاء الذين حجزناهم إلى الجيش اللبناني".
"وليد الخالد"... هو "وسام" المناضل الثالث الذي كان يعرف من هو كمال البقاعي. "الجندي المجهول" كما كان يسميه "المعلم، لأنه شبيهٌ بدرب نضال وتواضع قائده، وتخرج من مدرسته النضالية، إذ كان يقاوم العدو ويمتنع من الظهور للإعلام وما زال. وعن "المعلم" يقول "من الصعب التحدث عن كمال واجتزاء مسيرته النضالية ببضع كلمات. الرفيق كمال هو البصمة بالتاريخ الحافل للمقاومة. رفيق كمال، عندما سنروي لأولادنا عن المقاومة، سيكون هو المفخرة والعز والعنفوان فيها".
عرف "وليد" كمال منذ الطفولة، عندما كان بسن العاشرة، رأى "المعلم" ورفاقه الشيوعيين الأوائل في قريته على الجبهات، "فمن يرى الرفيق كمال يعشقه يقول.. أخاً وصديقاً ورفيقا. وبعد الطفولة تطورت علاقتي بكمال، بعد اجتياح الـ 78 التقيته في منطقة البقاع وعملنا سوياً في الجبهات والمحاور، ثم اعتقلت وعندما حررت سنة 85 التقيته مجدداً، وكان همه أن أكون بصحة جيدة ومعنوياتي مرتفعة، لمتابعة درب المقاومة، وهذا ما حصل وعملنا في صفوف المقاومة معاً حتى يوم التحرير عام 2000. وبصمة كمال متواجدة بأدق التفاصيل في العمليات كافة.
ويتابع "قبل الاجتياح كان الحزب متواجداً على كافة الجبهات من بيروت إلى الجنوب والجبل، وعند وقوع الاجتياح كنا على قدر من الجهوزية للمواجهة. وطلب ممن يستطيع الدخول إلى الأراضي المحتلة للقتال، وذهب كل مقاوم إلى منطقته، وفي الداخل انتظرنا وصول المعلومات من القيادة آنذاك. وبدأنا فوراً بعمليات الاستطلاع لمواقع العدو ودورياته وحركاتهم وتجهيز أماكن تخزين الأسلحة وكيفية إيصالها. وكنا نرسل المعلومات إلى القيادة بالبقاع بمنطقة العرقوب حاصبيا، وكان مسؤولنا القيادي كمال البقاعي. بعد أشهر بدأنا بالعمل الجدي، بعد استلام الأسلحة، وتم تخزينها. وبدأنا بتنفيذ العمليات.
وعشية العيد الـ 34 لانطلاقة "جمول" يستذكر "وليد" حرص المعلم إلى تنفيذ سلسلة عمليات في 16 أيلول، "كنا ننفذ عمليات ضخمة، ونمنا في إحداها 4 أيام بالجبل، لتجهيز العملية، كان يتم مواجهة مواقع وقصف مدفعي ومحاولات أسر مستمرة للعدو، كي يتم تبادل الأسرى، ومنها العملية التي استشهد فيها جورج نصر الله وعددٌ من الرفاق".

 

"حسان" صديق ورفيق درب كمال منذ 42 عاماً، تكسر الكلمات صمت عبراته ليحدثنا عن "أبو عامر" اسم كمال بالعمل السري، والذي كان محبباً إلى قلبه في السبعينيات. ويشرح قائلاً "كمال الإنسان يختلف عن القائد العسكري بالحياة المدنية، كان يهتم بالأناقة والهندام ويقوم بأعمال البيت. كان يتقمص شخصيتين؛ مدنية وعسكرية، ولا مرة يشعرك أن هذا الإنسان اللطيف هو هذا القائد العسكري.
وأضاف "عشنا سوياً فترات طويلة، التحدث عن كمال هو التحدث عن إرث واسع بالعمل العسكري ومتعدد، فلا يوجد أي تلة بمنطقة العرقوب – حاصبيا إلاّ وتعرف كمال ورفاقه الذين عملوا بالمقاومة، وحمتهم صخورها، وروت دماءهم ترابهم".
عام 1976 بدأ الرفيقان المقاومة ونفذا عدة عمليات ضد جماعة سعد حداد وشنت إذاعة لحد هجوماً إعلامياً ذاكرة الأسماء (كمال، "حسان"، مجلي الشماس سكرتير المنطقية). وقال "كبر عملنا وعملنا على تأسيس مؤسسة عسكرية وتم إعداد كادر قيادي للعمل العسكري، وانتقلنا لهذه المرحلة بعد اجتياح الـ 78 وامتلك الحزب أسلحة نوعية مدفعية وغيرها وكان كمال رامي ممتاز على الراجمات. وبدأت التعبئة العسكرية، وكان هو مسؤول ثكنة الروضة للإعداد والتدريب العسكري لفترة طويلة، وكان يستلم كافة الأسلحة والذخائر العسكرية ويقوم بتوزيعها على مراكز الحزب وأيضاً الأحزاب الوطنية الأخرى".
سنة 82 تغيرت الظروف وتوسّع الاحتلال على لبنان فأعاد "المعلم" تشكيل هيئة عسكرية جديدة، ضمت كادارت بشرية جديدة، وكان دوره تلك الفترة صلة الوصل، يقوم بالتنسيق بين منطقية الداخل والناس المقيمين بالداخل، وإعداد الكادرات وتأمين المستلزمات العسكرية لكل عملية التي تتم بسرية مطلقة وفردية، إذ يشارك فيها شخص أو اثنان فقط نظراً لطابعها الأمني، "كنا نتخذ كافة المحاذير ونستخدم مراسلات سرية دقيقة جداً للاتصالات واعتمدنا على العنصر البشري الذي كان أساسياً بنقل المعلومات والتواصل، والذي يعرف بـ "المراسل الحربي، وامتدت هذه الطفرة بعظمة المقاومة حتى 84 وامتلكت "جمول" إمكانيات عالية مادياً وعسكرياً وبشرياً، وأصبح هناك قسم خاص بالعمليات وآخر للكادر البشري المدرب، وتشكلت قيادة للمنطقة وكان كمال الدينمو الرئيسي بين المجموعات المتواجدة بإطار إنجاح العمل"، مشيراً إلى ان "جمول" "نفذت عدة عمليات نوعية في المنطقة كان كمال المنسق الأساسي لها وبالتنسيق مع القيادة المركزية للحزب التي كانت تتابع العمليات بشكل دوري، واستمر العمل المقاوم حتى التحرير".


المؤتمر الوطني
حزبياً، يقول "حسان" "عنى المؤتمر الوطني الـ 11 الكثير لكمال، و"يوجد فترة غير مضيئة من حياته أثر عليه بعض الناس سلباً، بالرغم من تاريخه العريق والمهم. ولكنه عاد واستنهض نفسيته واشتغل بجديته وحماسته المعهودة، ووضع رسالة نقد ذاتي وقدمها للحزب.
كمال كان طموحه أن يتعرف كل الناس وخاصة الأجيال والدم الجديد الوافدة إلى الحزب على إنجازات مقاومتنا وتربيتهم على نفس الخطى، وكان يشعر بأنه سيرحل قريباً، وكان يشد عزيمتنا. ففي الزيارة الأخيرة التي قام بها كمال والحزب للمواقع التي سقط بها رفاقنا الشهداء بمنطقة حاصبيا والشريط أثبتت إننا بحاجة إلى استمرارية عمل المقاومة حتى تحرير باقي الأرض، التي كان هدفنا تحريرها منذ كنا أول من أطلق المقاومة".
يعاهد "حسان" المعلم بمتابعة درب "جمول" واستنهاض الحزب وتوحيد صفوفه.


علي رمضان
عرف مؤخراً أن كمال بعمر الـ 14 سنة حاول السفر إلى سوريا كي يتدرب ليقاتل مع المقاومة الفلسطينية ضد "إسرائيل". التقاه بالسادسة عشر من عمره، في إحدى الألعاب الرياضية، ولاحظ يومها امتلاكه صفة القائد بكل معنى الكلمة، "يوزع الأدوار في اللعبة، وطريقة تعاطيه مع الفريق وتبديل المجموعة. ثم التقيا بعدها، عام 74 بمنطقة مرجعيون عندما كان المسؤول العسكري للحزب، و"أيضاً شاركت بدورة عسكرية في نهر الليطاني سنة 76، وكان كمال هو المدرب العسكري.
كان العمل السري أبرز تعاليمه للرفاق، فالهدف ليس المباهاة، بل نجاح المقاومة، عبر اعتماد السرية وممنوع الغلط، لأنه يضر بحياتنا وبالحزب، حتى أسماءنا ممنوع أن نحفظها ولا نردِّدها، بخاصة للشباب الذين أرسلوا للداخل، والرفيقات المكلفات بالمراسلة. حتى إذا استشهد الرفاق بالعمليات كان يدرس الغلط ويحلل لماذا استشهد هذا الرفيق، وينبه الآخرين.
كان لا ينام ويتصل بأي وقت وطقس ويدعونا للحضور إلى البقاع لعقد اجتماع، ويخطط لعدة مهام. وبالـ 2000 كان همه كيفية متابعة المقاومة، لأننا أصلاً لم ننقطع. حتى قبل دخوله بالغيبوبة قال لي "رفيق العمر، بدنا نكمل، اللي بيهمنا أنه عملنا لجنة أهالي الشهداء، ولازم نكمل، حط كتف معي لكمل أنا وياك، أنا مش قادر أمشي، أنت عصايتي".

المقاومة الشعبية...
"كنا جميعاً نؤمن وكمال ان المقاومة ليست بالسلاح فقط، بل للمقاومة أشكالاً متعددة، أساسها الصمود داخل الأرض المحتلة، ورفض املاءات العدو من أجل انتفاضة بالداخل، كتبنا على الجدران بكفر حمام والهبارية ووزعنا مناشير ووضعنا تسجيلات بمآذن الجوامع. كانت الشعارات تدعو لرحيل العدو، وثانياً دعوة الشعب للوقوف بوجهه، ورفض أوامره كي لا يكون سياجاً له، ونقول له أنت غير مرغوب بك شعبياً ومقاومة.
ثالثاً كنا نعيش مع الناس في الداخل عبر إرسال رفيقات للإطلاع على أهالي الرفاق والأسرى وندرس خطوات تحرك كالاعتصام أمام المعتقلات. وكنا نترصد الوافد من المنطقة للخارج ونستنطقه، ونرسل الرفاق إلى الداخل لتنفيذ عدة مهام".

"محجوبة" اسم حركي لإحدى الرفيقات اللآتي ناضلن في صفوف جمول، عن عملها مع "المعلم" تقول "كمال هو الشخص الذي التقيته بيوم انتسابي لجمول عام 85، والقائد الذي حاول بكلامه المصيغ الرائع اختبار قناعاتي وقدرتي على التحمل والاستمرار بالعمل المقاوم. كان القائد الصارم، بالوقت عينه كان ليناً وقابلاً للنقاش. ولم يميز بمعاملته بين الرفيق والرفيقة".
وأضافت "ولا مرة رأينا كمال ضعيفاً، حتى بمرضه كان أقوى من السابق.
وعن ضرورة "جمول" تؤكد ان "النضال ضد عدو ما زال بأرضك لا ينتهي، للأسف دور المقاومة الوطنية لم ينتهِ ولكننا نختزل بالقوة، فنحن حورِبنا من الخارج والداخل، ولما العدو يحاربك تفتخري ولكن لما يحاربك القريب تتألمي، وعندما كانت إسرائيل تحاربنا كنا نفرح لأن ضرباتنا تأذيها ونواجهها، وللعلم إسرائيل كانت أذكى أوقفت محاربتها لنا وأدخلت لنا عامل داخلي لمحاربتنا وإيقافنا فنحن لم نمتلك إمكانيات مادية".

المصدر: مجلة النداء أيلول 2016