الشيوعي: ينعي القائد المقاوم الشهيد يحيى السنوار
لقد كرّس الشهيد يحيى السنوار حياته للنضال والمقاومة وفي الحركة الأسيرة فأمضى في الأسر 23 عاماً إلى جانب قادةً مقاومين مثل الأسير مروان البرغوثي قائد كتائب شهداء الأقصى والأسير الرفيق احمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فجسّدوا جميعا مع قادة الحركة الأسيرة، مثالأ للوحدة الوطنية الفلسطينية على طريق المقاومة من أجل التحرّر الوطني لشعبهم ، ومن أجل فلسطين، كل فلسطين.
لقد أدت العملية البطولية التي قادها الشهيد السنوار في 7 أوكتوبر 2023، بهدف تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون العدو وتبييض السجون وفك الحصار عن قطاع غزة إلى ضرب وظيفة هذا الكيان الاستيطاني في المنطقة، والى اعادة القضية الفلسطينية القضية الأولى في العالم. فكان للفشل الذريع الذي منيت به حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية أن أثار غضب الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأطلسيين، فهرعوا جميعا لأنقاذ هذا الكيان باساطيلهم لحمايته ودعمه في حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها منذ عام ويزيد على قطاع غزة والمستمر في عدوانه على لبنان والضفة الغربية وعدد من دول المنطقة.
عشرات آلاف الشهداء وأكثر من مئة ألف جريح وأكثر من مليوني مهجّر ونازح في قطاع غزّة ومعهم آلاف الشهداء والجرحى اللبنانيين ومليون وثلاثمئة الف نازح لبناني، والعدوان مستمر دون رادع دولي وعربي وأقليمي وسط صمت عربي رسمي مخزي، ودعم وتواطؤ من الأنظمة العربية المطبّّعة مع العدو.
لكنّ القائد المقاوم يحيى السنوار ظل واقفا ولم يتراجع، ولم يرضخ للضغوط والشروط الصهيونية ، واستمرّ في قيادة المقاومة في قطاع غزة رغم صعوبة الظروف الميدانية ورغم الإجرام الصهيوني الوحشي، ومارس المقاومة قولاً وفعلاً وبشجاعة نادرة، إلى أن استشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال الصهيوني، ببذته العسكرية وسلاحه المقاوم فسقط شهيداً وتحوّل إلى رمز كبير من رموز المقاومة الفلسطينية .
إنّ رحيل القائد الشهيد يحيى السنوار سيكون دافعا للاستمرار بمقاومة العدو وحافزا لأجيال جديدة قادمة من الوطنيين المدافعين عن فلسطين والمناضلين من أجل حريّتها وحق شعبها في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته الوطنية على كامل التراب الوطني، وعاصمتها القدس وحق العودة لجميع اللاجئين إليها.