الشيوعي اللبناني يدين أهداف زيارة بايدن لإقامة ناتو التطبيع والسيطرة على النفط والغاز
وتأتي هذه السياسة الاميركية لحل أزمة النظام الرأسمالي في سياق النزعة العسكرية العدوانية المتزايدة للاداراة الأميركية، من توسيع حلف الناتو نحو محيط روسيا وفضاء الاتحاد السوفياتي السابق، الى الاستفزازات في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، إلى التدخلات والعقوبات والحصار في أميركا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم. وهذا ما يؤكد على طبيعة الولايات المتحدة كقوّة امبريالية توسعية ذات أذرع عسكرية وأمنية واقتصادية عدوانية، يجب مقاومتها والتصدي لها دفاعاً عن سيادة واستقلال وثروات دولنا وشعوبنا.
ان الحزب الشيوعي اللبناني يدين هذا التوجه الاميركي وجميع المشاريع والطروحات الاقليمية والمحلية التي من شأنها تعزيز الانقسامات والصراعات المذهبية والقومية والاثنية والدينية بين دول وشعوب المنطقة وداخل بلدانها، والتي تؤدي الى مزيد من الضعف العربي على جميع المستويات. ولذلك يدعو جميع الشعوب العربية وقواها الوطنية والتقدمية الى مواجهة هذه السياسات التي تزيد من تفتيت المنطقة العربية وتفتيت بلدانها طائفيا وعرقياً.
ان الخطر الآخر في زيارة بايدن هو الدعم المطلق للعدو الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية الذي جددت الادارة الأميركية الالتزام به، من خلال التوقيع على اعلان القدس اذ يؤكد هذا الاعلان على استمرارية الدعم الأميركي الكامل لضمان التفوق النوعي الاسرائيلي أمنياً وعسكرياً، ويصنف فعلياً مقاومة الشعب الفلسطيني "بالإرهابية"، ويجري اعلانه من مدينة القدس مع ما يعنيه ذلك من تأكيد الاعتراف السابق الذي قامت به ادارة ترامب كعاصمة لدولة الاحتلال ضاربة بعرض الحائط بحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والسيادية. ان هذا الامر يهدف الى الانهاء الفعلي للقضية الفلسطينية التي لا حل لها الا بقيام الدولة العلمانية الفلسطينية على جميع اراضي فلسطين التاريخية.
أما في الخليج العربي وباقي دول المنطقة، فتهدف الزيارة أيضاً إلى استكمال مسار التطبيع العلني. ولعلّ أولى "ثمار" الزيارة كانت في إعلان المملكة العربية السعودية عن السماح لخطوط الطيران المدني الاسرائيلي بعبور الأجواء السعودية في رحلاتها، لتكون بداية التطبيع الرسمي السعودي الذي سبقتها إليه عدد من دول الخليج.
آخيراً يؤكد الحزب الشيوعي اللبناني على أحقية لبنان في الخط 29 ويرفض منحى المفاوضات التي يرعاها الموفد الأميركي-الصهيوني هوكشتاين التي تهدف إلى قضم الحقوق الوطنية اللبنانية بموافقة أصحاب القرار قي السلطة السياسية اللبنانية التي تفرّط بالثروات الوطنية وتقدم التنازلات المجانية لأميركا والعدو الصهيوني بالتراجع الى الخط 23 بدلا من التمسك بالخط 29 ، كما يؤكد الحزب على ان تحرير حقوقنا في النفط والغاز هو حق مشروع ، وهو يجدد في الوقت نفسه ،رفضه تحويل اي ثروة طبيعية للبنان الى اداة لانقاذ النظام الطائفي المتهالك والابقاء على السياسات الاقتصادية التي أوصلت البلاد إلى الازمة الكبرى الحالية داعيا الى استعمال الثروات كأداة للتنمية الحقيقية وإقامة دولة الرعاية الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ما يستوجب تصعيد المواجهة لتحقيق اهداف انتفاضة 17 تشرين في التغيير السياسي وترسيخ السياسات الاقتصادية والاجتماعية التنموية الجديدة.
بيروت في 16 – 7 – 2022 المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني