الجمعة، كانون(۱)/ديسمبر 06، 2024

كلمة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق اجود الجردي خلال اللقاء النقابي الفلسطيني اللبناني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني..

  ادارة الموقع
أخبار الحزب
ممثلي القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية، الرفيقات والرفاق، الأخوات والأخوة، في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، لا بدّ لنا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لشهداء الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة والقدس وعلى امتداد فلسطين، وحيثما في كان في مخيمات الشتات وبلدان العالم، ولشهداء المقاومة  في لبنان ضد العدو الصهيوني في لبنان بفصائلها كافة في هذه المرحلة المصيرية التي تمرّ بها منطقتنا. كما نتوجّه أيضاً بالتحية للجرحى والأسرى والمهجّرين، ولكل المناضلين الذين نزلوا الى الشوارع في كل انحاء العالم انتصارا لأطفال فلسطين ولنسائها وشيوخها الذين بتضحياتها الغالية اسقطوا مشروع تصفية القضية الفلسطينية ورفعوها عاليا قضية اممية أولى على المستوى الدولي والاقليمي.

إنّ عدوّنا المجرم هذا يعيش على الدماء والحروب والدمار، فهو يقف عاجزاً أمام إصرار وثبات المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها، فينتقم لفشله بالمجازر الوحشية ضد المدنيين في قطاع غزّة البطولة والاباء وفي الضفة والقدس  وها هو اليوم يحاول اقتحام مخيم جنين. هذا العدو يشنّ حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بتغطية ودعم سياسي وعسكري اطلسي أميركي وبريطاني والماني وفرنسي جميعهم هرولوا واحتشدوا بأساطيلهم لأنقاذ هذا الكيان العنصري الفاشي  .

إلّا أن التصدي البطولي للمقاومة وللشعب الفلسطيني تمكّن بالفعل من هزيمة جيش العدو سياسياً ومعنوياً وعسكرياً، حيث أفقد الكيان مكانته كقيمة مضافة ترتكز إليها حكومات الغرب ودول الناتو في منطقتنا لشنّ الحروب وتطويع الشعوب وتمرير ما تريده من مشاريع. فمع الفشل الذريع واضطرار أميركا وحلفائها للتدخل المباشر لإنقاذ الكيان، صار واضحاً أن المقاومة قد حوّلت العدو من قيمة مضافة بالنسبة لداعميه إلى عبء ثقيل عليهم، بحيث سيحتاج كلّما وقفت شعوبنا في مواجهته للعون والمساعدة والتدخّل. ولعلّ هذا التحوّل هو المكسب الأول الذي حققته المقاومة منذ اللحظة الأولى في 7 أوكتوبر، لتفتح مرحلةً جديدةً من تاريخ منطقتنا وتاريخ فلسطين: عصر الهزيمة الفعليّة المحقّقة لجيش الاحتلال.

لقد أمعنت حكومات اليمين التي تزداد تطرّفاً وعنصريّةً في قتل وإذلال وإهانة الشعب الفلسطيني عبر الاستيطان وتهجير أهالي القدس واقتحام المقدّسات الدينية وحصار غزّة وإقرار قانون يهودية الدولة والتحضير لتهجير (ترانسفير) جديد ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، ولقيت دعماً دولياً من بعض الحكومات التي نقلت سفاراتها إلى القدس وأعلنت دعمها لقانون يهودية الدولة، فجاء الردّ الفلسطيني بالمقاومة والصمود والتمسّك بالأرض والحقوق. وما كان هذا العدو يستمر في عدوانه لولا مسار التطبيع لبعض الأنظمة العربية لا بل تواطؤها معه في ضرب المقاومة الفلسطينية

لقد أظهر العدوان الأخير على غزة وفلسطين ولبنان من هم حلفاء القضية الفلسطينية حول العالم، حيث نزلت الشعوب بمواجهة حكوماتها، ولنا كلّ الفخر أن الأحزاب الشيوعية واليساريّة والتقدميّة الحليفة لنا حول العالم كانت مكوناً أساسياً في التظاهرات المليونية التي جابت شوارع أميركا وأوروبا وأميركا اللاتينية وصولاً إلى جنوب أفريقيا إلى جانب النقابات وحملات المقاطعة والجاليات العربية ومنظماتنا في الخارج لتعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة ولتتصدّر قضايا النضال حول العالم. وهكذا نراهم اليوم، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يناضلون معنا وإلى جانبنا من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان المجرم ورفع الحصار وتحرير جميع الأسرى والمعتقلين لدى الاحتلال.

ولنا أيضاً كل الفخر أنّنا كنا في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في طليعة قوى المقاومة التي حررت بيروت من الاحتلال الصهيوني وأكملت طريق التحرير إلى الجبل وصيدا والبقاع الغربي حتى الشريط الحدودي، وأنّنا اليوم جاهزون للانخراط في معركة الدفاع عن لبنان ومقاومة أي احتلال قد يتعرّض إليه ضمن إمكاناتنا المتاحة وبما تيسّر لنا من موارد كما أعلنّا في النداء الأخير للجنتنا المركزية.

إنّه عالم جديد يرتسم أمامنا اليوم، حيث تتصدى الشعوب وحركات المقاومة للاحتلال، وتناصرها الشعوب والحركات الشعبية حول العالم لتشكّل قطباً سياسياً وشعبياً جديداً يقف نداً للحكومات والجيوش والهيئات الداعمة للاحتلال فتكون فلسطين قضية الفلسطينيين وقضية العرب وقضيّة أمميّة ستتشابك فيها السواعد حتى تحرير أرضها وكسر الاحتلال وإقامة الدولة الوطنيّة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين إلى الأراضي التي هجروا منها. كلنا معا من اجل وقف اطلاق النار وفك الحصار واطلاق الاسرى ، الحرية لجميع الاسرى ولجورج إبراهيم عبدالله ولجثامين شهداء حزبنا التسعة الموجودة في مقابر الأرقام الصهيونية. 

عاش نضال الشعب الفلسطيني، عاشت المقاومة الفلسطينية، 

 

بيروت في 29 تشرين الثاني 2023

أجود الجردي – عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني