الثلاثاء، تشرين(۲)/نوفمبر 19، 2024

غريب: المقاومة هي أيضاً تحرير القرار السياسي في الدولة كي يصبح قراراً وطنياً مقاوماً بامتياز

أخبار الحزب
2017 عام الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني ** غريب: المقاومة هي أيضاً تحرير القرار السياسي في الدولة كي يصبح قراراً وطنياً مقاوماً بامتياز


أقام قطاع الشباب والطلاب في "الحزب الشيوعي اللبناني"، حفل تعارف للمنتسبين الجدد وأعضاء القطاع، شارك فيه حوالي 400 محازبة ومحازباً، تحت شعار "2017 عام الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني"، في حضور الأمين العام للحزب حنا غريب، وهيئة القطاع وأعضاء من اللجنة المركزية في الحزب ومحازبين من المناطق.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب الشيوعي، ألقى غريب كلمة، توجه خلالها بالتحية للحضور وهيئة القطاع، منوها بدور الشباب كقوة تغييرية على الصعد كافة. وقال: "الشباب والطلاب هم الأساس لبناء المستقبل. ونحن إذا كنا نقدر تاريخنا وماضينا وكبارنا وشهداءنا الذين بنوا وأسسوا هذا الحزب، وقدموا دماءهم من أجله، فهذا واجب وطني وحزبي، وعلى هذا الأساس نحن ننطلق لمتابعة مسيرتهم النضالية انطلاقاً من هذه الذخيرة، نتطلع إلى المستقبل، ولأننا لا نكتفي بتاريخنا، فالتغني بالتاريخ وحده لا يكفي، بل علينا نحن في هذا الحاضر أن نبني تاريخا مجيدا لهذا الوطن ولهذا الحزب في المستقبل".

أضاف: "ومثلما اهتمينا بالمرحلة السابقة بشهدائنا وكبارنا وبالمنكفئين عن الحزب والقابعين في منازلهم ينتظرون من يناديهم ليكملوا المسيرة، نحن اليوم نوجه النداء الثاني كي يكملا بعضهم البعض، ولمتابعة مسيرة هذا الحزب وخطه السياسي من الموقع السياسي المعارض، والمستقبل بوجه هذه السلطة السياسية الفاسدة، هذا هو موقع النضال لهذا الحزب، هكذا كان في الماضي وهكذا سيبقى الآن وفي المستقبل أيضاً".

وقال للرفاق "شعار مؤتمركم، ليس للتغني به فقط، شعار مؤتمر الحزب الوطني الحادي عشر "من أجل بناء دولة ديمقراطية وطنية مقاومة" يتطلب من الشباب ومن كل القطاعات في الحزب والمنظمات والهيئات، أن تترجمه إلى برامج عمل ومهام ودليل حسي ملموس في كل موقع من مواقع النضال، أينما كان الشيوعيون وأينما وجدوا في المواقع والقطاعات، ولاسيما قطاع الشباب بين الشباب وفي المهنيات والمدارس والجامعات، هذه هي مهمتنا الأساسية الأولى كي نبني بهذا البلد وطنا لأبنائه كافة، على أساس بناء مشروع تغييري، وأن نضع مفهوماً جديداً للمقاومة، المقاومة بمفهومها الوطني بالمعنى الكامل للكلمة، فهي ليست فقط بحمل السلاح ضد العدو الإسرائيلي، والمجموعات الإرهابية".

وأردف غريب "تحية للجيش اللبناني وللقوى الأمنية التي كشفت البارحة العملية الإرهابية، وأوقفت المخطط الإرهابي، ووجهت ضربة للمشروع الإرهابي ومجموعاته. نحن اليوم بهذا الموقع الوطني سنقاتل ونواجه وسنضع مفهوماً وطنياً لبناء دولة مقاومة، والمقاومة ليست هي فقط مقاومة أحزاب، بل هي مقاومة بالسياسة، أي تحرير القرار السياسي في الدولة كي يصبح قراراً سياسياً وطنياً مقاوماً بامتياز، وليست فقط أن تبقى المقاومة، مقاومة هذا الحزب أو ذاك، أو مقاومة هذا المذهب أو ذاك، وعلى هذا الأساس نطالب بتسليح الجيش اللبناني وتأمين كل الإمكانيات المتاحة له وللقوى الأمنية بالإضافة للقرار السياسي، حتى الشعب اللبناني كله يكون مقاومة شعبية وطنية شاملة، وهذا واجب على كل اللبنانيين والأحزاب على اختلافهم بالمواقف والمذاهب ومشاربهم السياسية ومواقعهم، هذا هو واجبهم في الدولة".

وتابع: "نلتقي اليوم في ظروف المعركة الدائرة حول الملف المرتبط بالتغيير والإصلاح، ولكن وفقاً لمفهوم الإصلاح الذي نريده، كنا نتمنى أن يقدم هذا العهد ببدايته بياناً وزارياً يفتح الأفق بشكل فعلي أمام التغيير الديمقراطي الفعلي. ولكن الصفقة السياسية التي تمت برئاسة الجمهورية أو برئاسة الحكومة وتسهيل هذه الحكومة، أو بصياغة البيان الوزاري، هي التي كانت وراء إطلاق الحزب الشيوعي اللبناني "البيان الوزاري البديل"، لنقول أن بوابة الإصلاح وطريق الإصلاح هنا، والذي يريد أن يغير، نقول له أن قانون الانتخاب هو المفتاح الحقيقي للإصلاح من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية على انقاض هذه الدولة الطائفية والمذهبية الفاسدة، مما أوصل البلد إلى هذه الأزمات والواقع المتردي الذي نعيش به اليوم.

لذلك نطالب بإقرار قانون النسبية، خارج القيد الطائفي، ولبنان دائرة واحدة، ولا تنفصل هذه الأقانيم الثلاثة عن بعضها البعض كي نستطيع أن نحدث خرقاً في هذا النظام السياسي الطائفي والمذهبي الذي يولد لنا كل هذه الأزمات".

كما طالب غريب "في مقدمة هذا الثالوث إلغاء القيد الطائفي والطائفية والمذهبية، فهي أصل البلاء والمشكلة بهذا البلد، والذي يريد التغيير الحقيقي في هذا البلد لا يلجأ لكل ثنائيات مذهبية وطائفية هنا وهناك، بل يضع الإصبع على الجرح ويقول نريد دولة مدنية علمانية وطنية ديمقراطية شاملة، ومن هنا يبدأ الإصلاح. ومن هنا على الشباب خوض غمار معركة التغيير كي يحفظ دورهم بهذا البلد، بدلاً من تهجيرهم إلى بقاع الأرض كافة من قبل هذا النظام الطائفي".

وتوجه إلى الشباب الشيوعي قائلاً "لكي يكون لنا دور وموقع، أوصيكم بالعودة إلى الأرض، ارجعوا إلى الأرض، ابتعدنا كثيراً عن الأرض، عن القواعد، عن التلامذة في الثانويات المدرسية، ابتعدنا عن الجامعات، عودوا إلى الجامعات تواصلوا مع الزملاء والطلاب ورفاقكم وإبنوا خلايا ديمقراطية وحملات على قضايا تربوية، وطنية، مطلبية، اجتماعية، ونقابية كي نعيد إحياء بناء حركة طلابية موحدة".

وختاماً دعا غريب الجميع ولاسيما الشباب إلى المشاركة الكثيفة بكافة التحركات وأيضاً في التظاهرة التي دعا إليها الحزب والذي ستقام الأحد 29 الجاري، من أجل إقرار النسبية ضمن الدائرة الواحدة وخارج القيد الطائفي.


كلمة القطاع...

بدوره ألقى أدهم السيد كلمة باسم هيئة قطاع الشباب والطلاب، قال فيها إن اللقاء "يأتي في إطار خطة الحزب التي وضعت مهمة استنهاض الحزب وإعادته للعب دوره الوظيفي في طليعة المهام الواجب إنجازها. هذه الخطة التي بدأ بتنفيذها منذ الأسبوع الأول لانتخاب القيادة الجديدة للحزب، وتوجت منذ أسبوعين بالبيان الوزاري البديل، وهي مستمرة ولن تتوقف رغم الصعاب والتحديات الكبيرة والمعوقات، واليوم هذا اللقاء يهدف الى استنهاض طاقات الحزب على مستوى الشباب والطلاب الذين تتوقف عليهم بالدرجة الاولى مهمة استنهاض الحزب، وتنفيذ وتطوير خطته للتغيير الشامل في بنية النظام اللبناني المتخلف".

أضاف: "نحن كقطاع شباب وطلاب لم نكن يوماً ولن نكون، من دعاة صراع الأجيال في الحزب، ولم نقبل أبداً بالقطع مع تاريخ الحزب، بل نحن نفتخر ونعتز ونتعلم من هذا التاريخ. بهذا المعنى نحن لن نكون إلاّ استمرارية لكل نهج مر على الحزب، وكان يهدف إلى العمل والنضال والسعي لتغيير هذا النظام، وفي الوقت نفسه سنكون في طليعة الساعين إلى تغيير أي نهج داخل الحزب يكون عكس ذلك، فهذا الحزب له دور وظيفي لا يمكن له أن يستمر دون القيام به، وفي هذا الإطار يقول شهيدنا الكبير مهدي عامل "إن الطابع الثوري لحزب الطبقة العاملة لا يأتيه من اسم يحمله أو يرثه، فالحزب هذا يكتسب في النضال طابعه الثوري"".

واستطرد: "بناء على هذه الرؤية، نحن نسير على نهج شهيدنا الأمين العام الأول فرج الله الحلو، نهج النقد والنقد الذاتي، نهج الالتزام الحزبي، نهج مقاومة المحتل والمستعمر، نهج الدفاع عن حقوق الفئات المستغَلة. كما إننا نتعلم من فرج الله الحلو كيف يكون القادة الحزبيون متفانين متواضعين ملتزمين خط حزبهم، دون أن يعني ذلك السكوت عن الأخطاء. كما أننا لا ننسى وصيته حول الثقافة والتثقيف الحزبي، وفي هذا الإطار نحيي رفاقنا في المدرسة الحزبية من مشرفين على هذه المدرسة ومنتسبين لها، وندعو الجميع للانخراط في هذه المدرسة لاحقاً، لما لها من أهمية للحزب والرفاق على حد سواء".

وتابع: "نحن نسير على نهج الشهيد الأول للجامعة اللبنانية الرفيق فرج الله حنين، الذي دفع حياته من أجل إنشاء هذه الجامعة التي تعتبر الوجهة الأولى والوحيدة لأبناء فقراء هذا البلد كي يتمكنوا من تحصيلهم العلمي، هذه الجامعة التي تعاني اليوم من التراجع على المستوى الأكاديمي والبحث العلمي، وكذلك تعاني من الفساد والمحسوبيات ومن دكاكين التعليم الخاص، كل ذلك ضمن سياسة ممنهجة بدأت بعد الحرب وتهدف إلى ضرب دور هذه الجامعة على المستوى الأكاديمي والوطني، لمصلحة دكاكين التعليم ولمصلحة أحزاب الطوائف بحيث تصبح فروع الجامعة جزرا معزولة تسيطر عليها قوى الأمر الواقع وتفرض أفكارها على الطلاب. لذا فهناك الكثير الكثير للقيام به في هذا الملف، ونحن مدعوون لصياغة خطة شاملة للدفاع عن الجامعة اللبنانية وتطويرها".

وقال: "فخرنا الأكبر هم شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، هؤلاء الذين دفعوا أغلى ما يملكون من أجل أن نحيا بكرامة، هؤلاء يجب أن يكونوا هم منارتنا وبوصلتنا، هؤلاء الذين استشهدوا وهم في عمر الشباب لم يكونوا أطفالاً لأنهم شباب، بل كانوا أبطالاً تحملوا مسؤولية قرار الحزب بالمقاومة، ومسؤولية تحرير وطن وشعب، وكانوا النصر للإنسانية والحرية في وجه الصهيونية والفاشية.

لم يكن لهؤلاء الرفاق وصية إلا وصية استكمال الطريق الذي بدأوه، وأن لا نترك السلاح، هذا اليقين بأن لهم رفاقا سيتابعون الطريق كان منبع قوتهم واندفاعهم حتى الاستشهاد، لذا كان قرار المؤتمر الحادي عشر بالعمل الجدي على إعادة تنظيم المقاومة المسلحة في الحزب من أجل تحرير الأراضي المحتلة واستعادة جثامين الشهداء وللتصدي لأي عدوان خارجي. ونحن ندعو قيادة الحزب والأمين العام إلى تنفيذ قرار المؤتمر هذا لما له من أهمية، وخاصة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتفجرة".

وتوجه إلى غريب قائلاً "من حق كل الموجودين هنا أن يحظوا بشرف لقب مقاوم، فلا تحرمونا هذا الحق"، مشيراً إلى أن هذا اللقاء هو بداية الورشة التي سيقيمها قطاع الشباب والطلاب من أجل صياغة برنامج عمله في هذا الميدان وستتوج بعقد مؤتمر القطاع...

واختتم الحفل، بعرض فيلم تحية عن عمل قطاع الشباب والطلاب، فقصائد من الشاعر عبد الله الجعيد، وحفل فني وكوكتيل.