الأربعاء، تشرين(۲)/نوفمبر 20، 2024

تظاهرة حاشدة للحزب الشيوعي في بيروت رفضاً لسياسات الحكومة

  عباس صباغ
أخبار الحزب
نظم الحزب الشيوعي اللبناني تظاهرة حاشدة في بيروت لمواجهة "الانهيار الاقتصادي". وحمّل الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب السلطة مسؤولية الانهيار المرتقب داعياً لمزيد من التحركات الاحتجاجية. وبدوره أكد الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد أن الازمة السياسية هي أزمة النظام اللبناني وليست أزمة تأليف حكومة.

أكد الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب أن "الدين العام هو سرقة موصوفة موجودة في جيوب الطبقة الحاكمة "، ملوّحاً بسلسة تحركات احتجاجية ضد الطبقة السياسية اللبنانية.

وبدوره لفت الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد إلى أنه "هناك عجز وفشل في ادارة ملفات الدولة، وأن استمرار الفراغ الحكومي يضاعف الازمات وعلى المرجعيات تحمل مسؤولياتها في هذا المجال".

المواقف التي أطلقها غريب وسعد جاءت خلال تظاهرة حاضدة نظمها الحزب الشيوعي تحت شعار "إلى الشارع للإنقاذ...في مواجهة سياسة الإنهيار"، بمشاركة التنظيم الشعبي الناصري والاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، ومنظمات يسارية ونقابية وحشد من المناصرين.

وجابت التظاهرة شوارع بيروت انطلاقاً من أمام المصرف المركزي في إشارة للاعتراض على سياسته النقدية والمالية، ووصلت إلى ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة حيث تجمع المتظاهرون قبالة السرايا الحكومية وسط اجراءات امنية مشددة.

ورفع المتظاهرون لافتات منددة بسياسات الطبقة الحاكمة محملين اياها المسؤولية عن ارتفاع الدين العام والذي ناهز الـ100 مليار دولار، وهتفوا ضد الفساد من دون أن يوفروا أحداً من أركان السلطة. كما ورفعوا الأعلام اللبنانية والرايات الشيوعية، ولافتات تطالب بمحاكمة السلطة السياسية الفاسدة، وكتبوا على بعضها "لا للدولة الفاشلة"، و"كفى خطابات مذهبية"، و"لإعادة النظر بحكم الدولة المنهوبة والفاسدة".

وشارك في التظاهرة حشد غفير من المواطنين وممثلو النقابات والاتحادات وممثلو القوى الحزبية، وعلى وقع الأغاني والأناشيد الوطنية والثورية احتشدوا في وسط العاصمة قبل أن يتحدث كم من غريب وسعد.

غريب: الدين العام هو سرقة موصوفة وتحركنا سيتواصل

ولفت غريب في كلمة حماسية إلى أن "الدين العام هو سرقة موصوفة موجودة في جيوبكم أيها الطبقة الحاكمة وهذا التحرك هو خطوة أولى في سياق تحرك تصاعدي وتدريجي".

وتوجه للمسؤولين "سنواجهكم ونحملكم تبعة الانهيار الذي وصلنا إليه، هناك مساران لا ثالث بينهما إمّا أن ينهار ​الاقتصاد​ على رؤوسنا أو أن ينهار على رؤوسهم فتعالوا ندعه يسقط على رؤوسهم فعلى المسؤولين أن يدفعوا الثمن".

وشدد على أن "هذه التظاهرة هي باب الدخول إلى بناء حركة شعبية ديمقراطية اليوم أكثر من أي يوم مضى، تعالوا نقول لهم بالفم الملآن ان ​الدين العام​ سرقة موصوفة موجودة في جيابكم أيها التحالف السلطوي المالي".

وأضاف: "ليس عدلاً ن يستمر الفقراء بدفع 70% من قيمة الدين العام وحيتان المال لا تدفع سوى 30%".

كما وأكد أنه "لن نستكين عند هذه الخطوة، بل هي خطوة أولى في سياق تحرك متصاعد وتدريجي"، وقال: "سنتجه لمزيد من التصعيد وصولا إلى العصيان المدني وليتحمل المسؤولون مسؤولتهم".

وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "اخرجوا من متاريس الطائفية والمذهبية واذهبوا إلى رحاب الوطنية وانزلوا إلى الشارع في كل المناطق".

سعد: الأزمة السياسية عي أزمة نظام

بدوره أكد سعد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، أن "استمرار الفراغ الحكومي يضاعف الازمات وعلى المرجعيات تحمل مسؤولياتها في هذا المجال"، وشدد على "أننا نعاني في لبنان من نظام الزبائنية والمحاصصات الطائفية وهو نظام عاجز عن مواجهة الاخطار المحدقة بلبنان وعن حل المشاكل الاقتصادية الناتجة عن نظام الاحتكارات والمضاربات".

ولفت سعد الى أن "الشهداء استشهدوا من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية واقامة سلطة وطنية فوق أرضهم ولكن واقعنا يشير الى أن سلطة ​المحاصصة​ المذهبية تمارس القهر الاجتماعي الذي يطال غالبية الشعب، وهي عاجزة وفاشلة عن ادارة ملفات الدولة، بعد كل التضحيات التي قدمها شعبنا، هي سلطة اسقطت البلد حصانته الوطنية ووحدته الوطنية واضعفت قدرة لبنان على مواجهة التحديات والمخاطر".

وأكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أن "هناك عجز وفشل في ادارة ملفات الدولة والازمة السياسية هي ازمة النظام اللبناني وليست ازمة تشكيل حكومة".

وتابع: "الأزمة السياسية اليوم هي ازمة نظام عميقة وليست ازمة عابرة سياسية، فوضعنا السياسي مهترئ متعفن يقوم على الفيتوهات وقد تحول نظامنا الى كونفدرالية طائفية داخل السلطة، فهذه القوى تشكل تهديدا لوحدة الدولة التي باتت مرتعا للزبائنية و​الفساد​، فحياة اللبنانيين في قبضة هذه القوى الفاسدة".

وتساءل سعد: "أين قوى الوطنية التغييرية وأين الشباب في مواجهة الواقع المذري وبناء مستقبل يلبي طموحاته؟"، محذراً المسؤولين من أن "التمرد الشعبي بات قريبا لواقع لم يعد يحتمل"، داعياً "الحركة الشعبية الى استعادة دورها وحيويتها وتأثيرها، والاهم تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي، الذي بلغ مداه فيما السلطة السياسية مصرة على الاستمرار في سياسات ​البنك الدولي​ منذ الطائف حتى اليوم".

وأعلن سعد أنه "باقون في الشارع من اجل تحصيل الحقوق في الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل وحق الشباب في السكن وفي مستوى معيشي لائق وبعدالة اجتماعية وضريبية وضمانات اجتماعية وضمان السشيخوخة وفي ​الكهرباء​ والماء وفي بيئة سليمة، كما من حقه ان يملك ادارة شفافة غير فاسدة"، وشدّد على أن "استمرار الفراغ الحكومي يؤدي الى مضاعفة الازمات ونطالب ب​تشكيل الحكومة​ اليوم قبل الغد ، كما نطالب المرجعيات بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال".

ولم يسجل خلال التظاهرة أيّ حادث أو إشكال مع القوى الامنية التي عملت على تسهيل حركة المتظاهرين من امام مصرف لبنان في منطقة الصنائع وصولاً إلى وسط بيروت.