الجمعة، تشرين(۲)/نوفمبر 22، 2024

بيان الجبهة الديمقراطية في لبنان في الذكرى السنوية الـ (104) لوعد بلفور المشؤوم

  الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
فلسطين

- ندعو لاستراتيجية فلسطينية ثابتها الوحدة والمقاومة والشراكة لدحر الوعد وتداعياته

- المجتمع الدولي مطالب بتصحيح خطأه التاريخي بسياسة جديدة تعيد الاعتبار لحقوقنا

يحل يوم غد (02 تشرين الثاني) الذكرى السنوية الـ (104) لوعد بلفور، الذي شكل ترجمة فعلية لمصالح القوى الاستعمارية وعلاقاتها بالحركة الصهيونية، التي اوعزت لعصاباتها بالتواطؤ مع الانتداب البريطاني والقوى الاستعمارية الاوروبية لاحتلال فلسطين، وهؤلاء جميعا، اضافة الى الولايات المتحدة الامريكية، يتحملون كامل المسؤولية عن جريمة العصر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وارضه بدءا من وعد بلفور وما تلا ذلك..

اكثر من مائة عام ومسلسل المأساة الفلسطينية ما زال متواصلا، وبفعل نضال الشعب الفلسطيني تهاوت سياقات الخطاب الاستعماري الصهيوني لفلسطين، وتداعت رواية الحقد المتمثلةً في الاساطير والمزاعم التاريخية والدينية للحركة الصهيونية.. وان اعلان بعض المسؤوليين البريطانيين بشعورهم بالفخر لمساهتمهم في انشاء "اسرائيل" لهو ادانة لجميع المتشدقين بالديمقراطية وبحقوق انسان تنتهك يوميا في فلسطين!

ان الحقيقة التي لا يجب ان تغيب عن تفاصيل عملنا الوطني، الفردي والجماعي، هي اننا نعيش في عالم لا مكان فيه للضعفاء، عالم لا يعترف بمناشدات وشكاوى وبكائيات، بل هو عالم لا يقوم سوى على المصالح التي كلما شعر اصحابها انها في خطر كلما كانوا اكثر توازنا وموضوعية في تعاطيهم مع القضايا الدولية. لذلك، فان المواقف الدولية تتأسس على قوة وصلابة الموقف الفلسطيني، الذي يجب ان يستمثر وطنيا كل انجاز يتحقق، وعلى هذا ندعو لاستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها احدى اهم ركائز مشروعنا الوطني، وتوفير الحماية السياسية لحركة المقاومة الشعبية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزه، وتكريس مبدأ الشراكة الوطنية على قاعدة اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني والالتزام بما توافقت عليه الهيئات الوطنية الجامعة سواء قرارات المجلسين الوطني والمركزي او قرارات الامناء العامين التي تؤسس جميعها لاستراتيجية نضالية جديدة بديلة عن استراتيجية اوسلو التي كانت سببا في اطالة امد المعاناة الفلسطينية.

في هذه المناسبة، ندعو الحكومة البريطانية الى التراجع عن خطيئتها التاريخية بأن تتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية من خلال الاعتذار الرسمي والعلني عن كل المآسي التي نتجت عن وعد بلفور وسياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصري، وتعويض الشعب الفلسطيني عن معاناته خلال اكثر من قرن..

كما ندعو المجتمع الدولي، الذي ساهم بولادة دولة اسرائيل الارهابية، الى تصحيح خطأه بسياسة جديدة تعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية وتعمل على رفع المعاناة الراهنة الناتجة عن استمرار الاحتلال، وصولاً إلى ازالة الاستيطان والاستعمار ودعم قيام دولة فلسطين كاملة السيادة على ارضها المحتلة بعدوان عام 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.

سيبقى وعد بلفور عنوانا حيا لمأساتنا لن تنتهي الا بانتهاء دولة الآبارتهيد العنصرية، كما سيبقى جزءا من الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني الذي سيظل متجذرا فوق أرضه يواصل مقاومته باعتبارها السبيل لدحر الاحتلال والانتصار عليه..

بيروت في 01 تشرين الثاني 2021