في ذكرى النكبة.. الشعبية تدعو للتمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين
دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، إلى "التمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة، مما يتطلب من القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الكيان الصهيوني، الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء هذه الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن، إلى جانب تحمل قوى شعبنا الفلسطيني لمسؤوليتها التاريخية في الخروج من واقع الحال المأزوم الذي وصلنا إليه والذي يتطلب دون تأجيل الدعوة لإجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وتحقيق وحدة وطنية تعددية على قاعدة مشروع التحرير الكامل، وبناء إستراتيجية مواجهة شاملة، تنهي عقودًا من التشتت والانقسام، ومن أوهام التسوية التي أعطت قوة دفع للمشروع الصهيوني كي يستكمل مخططاته بحق شعبنا وأمتنا".
وأكَّدت الجبهة في بيانٍ لها بمُناسبة الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية أصدرته اليوم، أنّ "المقاومة الموحدة والشاملة للمخططات الصهيونية، مسألة ملحة ومصيرية، خاصة وأن العدو يعمل دون هوادة على تنفيذ بنود صفقة ترامب – نتنياهو، والتي ستتسارع خطواتها في ظل تشكيل حكومة الوحدة الصهيونية، واعتبرت أن أهم خطواتها الرئيسية هي ضم نحو 30 بالمئة من أراضي الضفة والأغوار، لتعيد التأكيد أن المشروع الصهيوني وبمختلف مكوناته الحزبية والسياسية، متفقون على استراتيجية نفي وتصفية حقوقنا ووجودنا والتوسع والسيطرة والإمعان في تنفيذ أهدافه العدوانية".
"بوابة الهدف" تنشر بيان الجبهة الشعبية بذكرى النكبة كاملاً كما وصل:
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة
يا أبناء شعبنا الفلسطيني.. أبناء أمتنا العربية.. يا كل أحرار العالم
اثنان وسبعون عامًا مرت على النكبة - المؤامرة التي حاكها الاستعمار الإمبريالي الغربي بالشراكة مع الحركة الصهيونية، والتي أُسس لها في اتفاقية سايكس بيكو التقسيمية للوطن العربي، ثم وعد بلفور الذي اقتطع منه فلسطين ليمنحها للحركة الصهيونية، مرورًا بالجريمة المنظمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وأرضه عام 1948، من تقتيل ومذابح وتهجير وتطهير عرقي وتدمير لقراه ومدنه، وإقامة الكيان الصهيوني على أنقاضها، ليشكل قاعدة عدوان ونهب وهيمنة ليس ضد فلسطين وشعبها فحسب، بل ضد الوطن والأمة العربية.
إن الكيان الصهيوني ورغم ما حققه على الأرض من وقائع منذ اثنان وسبعين عامًا، لا يزال يعمل وبقوة على استكمال مشروعه وتغيير موازين القوة في المنطقة، بما يضمن له استمرار التفوق والاندفاع لتحقيق مزيد من أهدافه في التوسع والسيطرة والهيمنة، ليصبح دولة المركز في منطقة "الشرق الأوسط"، وبالأخص منها الوطن العربي. وفي هذا السياق، تأتي صفقة ترامب – نتنياهو، المسماة "صفقة القرن"، كجزء رئيسي لاستكمال حلقات هذا المشروع الهادف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، كما الوجود الفلسطيني، والولوج إلى عمق الوطن العربي من خلال التطبيع مع العدو الصهيوني بمختلف أشكاله، والذي وجد استجابة من العديد من الأنظمة الرجعية مستغلةً انقسام وضعف الحالة الفلسطينية، واستمرار رهان القيادة الفلسطينية المهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية على وهم التسوية السياسية التي وظفها العدو في خدمة أهدافه ومخططاته الاحتلالية – التوسعية.
وإذا كان هناك ما هو مشرق في وسط عتمة المشهد العربي ومنه الفلسطيني، هو إرادة المقاومة المستمرة للمشروع والمخططات الصهيونية التي جسدها شعبنا الفلسطيني بتلاحمه مع جماهير أمتنا العربية وقواها التحررية، منذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني، واستمرت بأشكال مختلفة من؛ هبَّات وثورات وانتفاضات ومقاطعة وممانعة ومقاومة للاحتلال ووجوده ومشاريعه، وضد التطبيع وأنظمته ومؤسساته وشخوصه ممن ارتضوا أن يكونوا جزءًا من هذا المشروع المعادي على حساب حقوق وآمال وطموحات وأهداف أمتنا العربية في التحرر والانعتاق والعدالة والمساواة والوحدة والتقدم الحضاري، كما ضد مخططات تصفية حقوق وآمال وطموحات وأهداف شعبنا الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني. هذه المقاومة وبأشكالها - العنفية وغير العنفية – التي ستبقى تتغذى باستمرار من طبيعة وبنية المشروع الصهيوني الاستعماري الإمبريالي العنصري، لن تخبو إشراقتها وستظل تنهل من معين شعبنا وأمتنا الذي لا ينضب، مجددة باستمرار طريق كفاحها الثوري وطنيًا وقوميًا.
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تنحني إجلالاً وإكبارًا لشهداء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم الذين قدموا أرواحهم قربانًا لحرية فلسطين وشعبها وحرية الإنسانية جمعاء، وتقدم تحية الفخر والاعتزاز للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وكل معتقلي الحرية في أرجاء العالم، وتنحني أمام تضحيات ونضالات شعبنا الفلسطيني المستمرة في داخل الوطن المحتل وفي مواقع اللجوء، وتضحيات ونضالات كل الشعوب الطامحة للحرية والانعتاق والعدالة، فإنها تدعو إلى التالي:
أولاً: التمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة، مما يتطلب من القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الكيان الصهيوني، الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء هذه الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن، إلى جانب تحمل قوى شعبنا الفلسطيني لمسؤوليتها التاريخية في الخروج من واقع الحال المأزوم الذي وصلنا إليه والذي يتطلب دون تأجيل الدعوة لإجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وتحقيق وحدة وطنية تعددية على قاعدة مشروع التحرير الكامل، وبناء إستراتيجية مواجهة شاملة، تنهي عقودًا من التشتت والانقسام، ومن أوهام التسوية التي أعطت قوة دفع للمشروع الصهيوني كي يستكمل مخططاته بحق شعبنا وأمتنا.
إن المقاومة الموحدة والشاملة للمخططات الصهيونية، مسألة ملحة ومصيرية، خاصة وأن العدو يعمل دون هوادة على تنفيذ بنود صفقة ترامب – نتنياهو، والتي ستتسارع خطواتها في ظل تشكيل حكومة الوحدة الصهيونية، واعتبرت أن أهم خطواتها الرئيسية هي ضم نحو 30 بالمئة من أراضي الضفة والأغوار، لتعيد التأكيد أن المشروع الصهيوني وبمختلف مكوناته الحزبية والسياسية، متفقون على استراتيجية نفي وتصفية حقوقنا ووجودنا والتوسع والسيطرة والإمعان في تنفيذ أهدافه العدوانية.
ثانيًا: التمسك بحق العودة وحمايته، ومقاومة المحاولات الرامية إلى المسّ بهذا الحق التاريخي، باعتباره أحد أبرز القضايا الجوهرية للصراع، وأحد أهم الشواهد على أكبر جريمة منظمة ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني، وهذا يتطلب وضع الخطط الكفيلة بإبقاء هذا الحق قائمًا ومستمرًا، وبما يتجاوز خطر التحول إلى مجتمعات متباعدة ومحاصرة ومتنافرة من خلال مخططات التوطين، وتصفية المخيمات ومؤسسة الأونروا وسن القوانين العنصرية ضد شعبنا في الـ48. وهذا بدوره يعيد طرح المسؤولية التي تتحملها منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ومظلة سياسية وقانونية، وأداة تحريرية تجمع الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم وتحافظ على وحدتهم، بما يتطلب ضرورة إعادة الاعتبار لدورها الوطني، وبناء مؤسساتها ديمقراطيًا، وتحقيق الشراكة في قيادتها، وإنهاء سياسات التفرد والهيمنة والاستئثار والتوظيف وتغييب وظيفتها الوطنية التحريرية.
ثالثًا: إنّ مهمة حفظ الرواية التاريخية الفلسطينية والمَظلمة التي تعرض لها شعبنا على مدى أكثر من قرن من الزمان، تعد أولوية رئيسية في مواجهة المحاولات الحثيثة التي تجري من قبل العدو في تناغم وانسجام مع الإدارة الأمريكية ومن يدور في فلكهما، وتهدف إلى تزوير التاريخ وتزييف الوعي وإنكار الحق الفلسطيني في أرض وطنه، وتشويه نضال شعبنا ووصمه بالإرهاب، والتعاطي مع الرواية الدينية التوراتية المُختلقة، باعتبارها حقيقية تاريخية، وهذا ما يجري تسويقه أيضًا من أنظمة الرجعية العربية؛ من خلال أوسع عملية استدخال للتطبيع الثقافي والفني بمختلف أشكاله إلى جماهير أمتنا العربية، إلى جانب التطبيع السياسي والاقتصادي وغيره.
رابعًا: إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية قومية عربية مركزية، من خلال مد جسور التواصل والالتحام مع جماهير أمتنا العربية؛ عبر الأحزاب والنقابات والمؤسسات المجتمعية التي لا زالت تناضل وتقاوم وتمانع كل المحاولات التي تستهدف الحقوق العربية وفي القلب منها الحق الفلسطيني، والعمل على تشكيل الأطر ال قطر ية والقومية المناصرة والداعمة لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه، والرافضة والمقاومة للتطبيع، والعمل على استنهاض حركة التحرر العربية لذاتها، وشحذ أدواتها في المواجهة المشتركة للمشروع الأمريكي - الصهيوني الامبريالي.
خامسًا: القضية الفلسطينية التي تتجاوز في أبعادها البعدين الوطني والقومي إلى البعد الأممي والإنساني، بفعل المؤامرة والمخططات الغربية الاستعمارية التي حيكت ضدها، ولا تزال، تدعونا إلى مد جسور العلاقة والتواصل مع القوى التقدمية وحركات المقاطعة للعدو والداعمة لشعبنا الفلسطيني والمتضامنة مع نضاله الوطني في الحرية والعودة الاستقلال وتقرير المصير.
شعبنا الفلسطيني الصامد المقاوم..
إننا على ثقة بأن كفاح شعبنا الوطني، سيستمر في كتابة التاريخ العربي الفلسطيني في سِفر لا يمكن أن تمحوه كل مخططات ومحاولات التزوير والتزييف والتصفية والإلغاء، وستبقى قضيتنا الوطنية عصية على كل تلك المخططات والمحاولات، وستبقى المقاومة بأشكالها كافة هي الوسيلة الأنجع لـتحقيق أهدافنا وطموحاتنا وأمالنا وتطلعاتنا الوطنية والقومية والإنسانية.
المجد للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى
والنصر حتمًا حليف شعبنا
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي