الأربعاء، كانون(۱)/ديسمبر 25، 2024

الاستيطان يتصاعد في القدس.. ومساعٍ حثيثة لتثبيت مخططات الضمّ

  بزابة الهدف
فلسطين

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، يوم أمس السبت، إن مدينة القدس المحتلة في عين عاصفة المخططات الاستيطانية، مؤكدًا أنّ الاحتلال يواصل استغلال أزمة "كورونا" لتثبيت أقدامه ومخططاته لضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة من جهة، واتخاذ الخطوات التمهيدية لبسط "السيادة الإسرائيلية" على غور الأردن وشمال البحر الميت من جهة أخرى.


وأوضح المكتب الوطني، في تقريره الأسبوعي، أنّ حكومة الاحتلال تعتزم الربط بين مستوطناتها في مدينة القدس عبر مد خط سكة حديد للقطار الخفيف، حيث تفيد المصادر أن مداولات أجرتها ما تسمى بـ "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" تظهر دخول القطار الخفيف لمستوطنة (أرمون هنتسيف) المقامة على جبل المكبر شرقي القدس في خطة تهدف إلى زيادة وتكثيف البناء الاستيطاني بنسبة كبيرة، وجذب مزيد من المستوطنين عن طريق توسيع بناء المنازل الاستيطانية.
وكان المركز العربي للتخطيط البديل كشف قبل أيام عن مخطط تهويدي بدأ الاحتلال التحضير له لبناء خطي سكة حديد تربط التجمعات اليهودية بتخوم المسجد الأقصى المبارك، الخط الأول تحت الأرض يصل ما بين الجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة ومنطقة باب المغاربة وصولًا إلى تخوم المسجد الأقصى، والثاني سكة حديد فوق الأرض تجوب أحياء القدس المختلفة.
وينضم هذا المخطط إلى سلسلة مشاريع أخرى تنفذ بالخفاء في القدس، مثل "نفق الهيكل" الذي يمتدّ تحت أحياء البلدة القديمة ويهدد سلامتها واستقرارها، ومشروع "مدينة داود" الذي تهدد منشآته المختلفة حيّ سلوان ومنطقة باب المغاربة.
وبين التقرير أن "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" في بلدية الاحتلال في القدس كشفت عن مشروع استيطاني على أراضي جبل المكبر بواقع 410 وحدات استيطانية، ومرافق عامة وفندق 100 غرفة، وربط الحي الاستيطاني الجديد بشبكة القطار الخفيف وتلك الشبكة العامة بسكة الحديد في البلاد حتى 2024.
كما قررت تلك اللجنة ضمن مخططاتها الاستيطانية، التي لا تتوقف ايداع مخطط استيطاني في مستوطنة "جيلو" جنوب المدينة.
ويتضمن المخطط الذي يركز على بناء 1300 وحدة سكنية استيطانية و100 ألف متر مربع للمباني العامة و25 ألف متر مربع مناطق تجارية و20 ألف متر مربع لمشاغل و15 الف دونم مناطق مفتوحة، ومخطط بمساحة (83 دونمًا) شمال شرق المستوطنة قرب مسارين للقطار الخفيف لإقامة مدرسة ونادي رياضي وثقافي.
كما يتضمن المخطط إقامة ثلاثة دواوير تشكل مدخل الحي الجديد تقام في محيطها محال تجارية ومشاغل ويتضمن المشروع بناء عشرة مبان سكنية بارتفاع 10 -12 طابقا وسبعة أبراج من 25-35 طابقاً تشكل بديلاً عن مركز الاستيعاب القديم المكون من نحو 290 وحدة سكنية.
وأوضح التقرير أنه في الوقت نفسه تواصل سلطات الاحتلال سياسة التضييق على المواطنين الفلسطينيين في القدس، فقد حررت شرطة الاحتلال، نهاية الأسبوع مخالفات مالية للمشاركين في المظاهرة الأسبوعية في حي الشيخ جراح، قيمة كل مخالفة خمسة آلاف شيقل.
وعلى خلفية ممارسات الاحتلال، حذرت قيادات مقدسية من استغلال الاحتلال وصول فيروس "كورونا" إلى الفلسطينيين في شرقي القدس؛ لإعلانها مناطق "موبوءة" وبالتالي إغلاقها بشكلٍ كامل، الأمر الذي يمكن أن يمهد في المستقبل لتطهير عرقي وديمغرافي صامت للفلسطينيين في عدد من أحياء المدينة.
وبحسب التقرير، فإن هناك مناطق مستهدفة على المستوى السياسي والأمني في القدس كـمنطقة سلوان والبلدة القديمة والطور ومناطق مكتظة أخرى ومساحاتها ضيقة بمخيم شعفاط وقلنديا وكفر عقب، هذه المناطق بالتحديد إضافة إلى كافة الأحياء العربية الفلسطينية، تسعى "إسرائيل" للوصول لإفراغها من سكانها بمبررات كثيرة.
وأضاف أن الخطر الكبير هو استغلال الاحتلال فيروس "كورونا" وانتشاره في هذه المناطق للإعلان عنها كمناطق موبوءة وصولًا إلى مبرر لتطهير عرقي واسع وسريع لهذه المناطق.
وأشار التقرير إلى أن المستوطنين يواصلون استفزازاتهم ضد المواطنين الفلسطينيين مستغلين في ذلك حالة الطوارئ التي تعيشها الاراضي الفلسطينية.
وبين أنه في الوقت الذي يتم فيه تقييد حركة المواطنين في وادي قانا في ضوء تعليمات حالة الطوارئ، ضمن الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس "كورونا" الخطير، إلا أن المستوطنين من المستوطنات المحيطة يستغلون ذلك للتواجد المكثف في الوادي، ما بات يشكل خطرًا على صحة المواطنين في تلك المنطقة.
وفي تطور لافت وغريب، اعتدى مستوطنون ينتمون إلى منظمة "شبيبة التلال" الإرهابية على مواطنين فلسطينيين الأسبوع الماضي وأحرقوا سيارتين كانتا في المكان قرب شارع 90 في الأغوار المحتلّة.
وأشار المكتب الوطني في تقريره إلى أن مستوطنين من "غوش عصيون" أغرقوا الأسبوع الماضي بالمياه العادمة أراضي المواطنين في منطقة وادي اشخيت شمال بيت أمر ب الخليل المزروعة بالعنب، والتي تقدر مساحة الأرض التي تم إغراقها بأكثر من 20 دونمًا.