السبت، تشرين(۲)/نوفمبر 23، 2024

فلسطين والفاشية اللبنانية

فلسطين

خلال الحرب اللبنانية، حاول اليمين اللبناني ونظامه المتخلف، إظهار الحرب بأنها حربٌ طائفية، بين مسلمين ومسيحيين، وبين من يتحالف مع "غريب" ومن يدافع عن "الأصالة اللبنانية".

وبالرغم من أن منطق اليمين اللبناني كان منطق الفاشية نفسه، في كلّ مكان، من ألمانيا إلى إيطاليا وإسبانيا، وكذلك منطقها في الكيان الصهيوني الذي وجد فيه هذا اليمين حليفاً وقدوةً لممارسة فاشيّته. وبهذا الإطار أتى مصطلح الغريب، فبتعريفهم الغريب هو الآخر المختلف معهم، أيّاً كان هذا الآخر، وأيّاً كانت جنسيّته وطائفته وعرقه. لذا كان الصهيوني من "أهل بيتهم" لأنهم يحملون نفس المشروع، بينما اللبناني الذي يختلف معهم ولأي جهة انتمى فهو غريب ويجب القضاء عليه.
في المقابل، كان اليسار اللبناني يؤكّد دائماً على الطبيعة الطبقية-التحررية لهذه الحرب، فهي ليست حرباً طائفية ولا مذهبية، وأيضاً هي ليست بحربٍ من أجل إخراج "الغرباء" من لبنان. بل هذه الحرب في عمقها هي حرب من أجل تغيير نظام التبعية والذل. فهذا النظام كان وما يزال منحازاً بشكلٍ كاملٍ لمصالح الطغمة المالية اللبنانية، ومعادياً بشكل كامل لفقراء لبنان. ومن جهة أخرى، فهو نظام عميل بالضرورة، وكان وسيبقى هكذا، لأنّ مصالح الطبقة المسيطرة ترتبط بشكلٍ وثيقٍ بمصالح الاستعمار.
لذا، فإن ما نشهده في هذه الأيّام من عودة قوية لمنطق اليمين، وما يحمله من عداء لفقراء لبنان عبر موازنة الإفقار، ومن دفاع عن العملاء الفارّين والتهجم على أهلنا الفلسطينيين، ما هو إلّا تعبير عن الأزمة التي يعيشها هذا النظام، فهو يلجأ إلى تأزيم الوضع الاجتماعي والأمني كلما كبُرَت أزمته، وفي حال عدم السيطرة عليها، يلجأ إلى الحرب كتلك التي شهدناها في سبعينيّات القرن الماضي.
يبقى في بالنا سؤالٌ، لماذا بدأت هذه الحملة العنصرية ضدّ الفلسطينيين مباشرةً بعد لقاء ممثل منظمة فتح عزام الأحمد موفداً من عباس مع سمير الجعجع الذي يُعتبر وزير العمل ممثلاً له في الحكومة. هل من مجيب؟