الشيوعي : ينعي الرفيق القائد حبيب فارس
فهو القائد السياسي الذي بقيادته خاضت منظمة الحزب في عكار معاركها على كل الجبهات، ورسخت حضورها على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن في المجالات كافة . وهو القائد الحزبي الذي لعب دورا بارزا في تلبية نداء الحزب باطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وفي انخراط الرفيقات والرفاق في صفوفها فكان واحدا من قادة التحرير من رجس الاحتلال الصهيوني ، بفضل دماء شهداء جمّول الذين قدمتهم منظمة الحزب في عكار التي قادها بشجاعة وإخلاص . وهو المربي والنقابي الذي على يديه تتلمذ وتخرّج آلاف الطلاب، وهو التنموي الذي ناضل في المجال الاجتماعي والبلدي والثقافي.
انتسب الرفيق حبيب الى الحزب عام ١٩٦٤، وكان وجها بارزا من وجوه حزبنا على المستوى الوطني والقومي فقد قاد ورفاقه، بعد المؤتمر الثاني للحزب، خيارا واضحا في مفهوم الحزب لقضية التحرر الوطني والاجتماعي ، فناصر القضية الفلسطينية وانتصر لمقاومة شعبها، وكان مساهما فعالا في المراحل المتقدمة من الصراع مع العدو الصهيوني ، وفي مواجهة الاعتداءات الصهيونية على لبنان من خلال مقاومة وطنية للتحرير والتغيير، تأخذ على عاتقها مهام الدفاع عن الارض كمهمة أساسية، وفي مقارعة المشروع الإمبريالي في المنطقة، وتغيير النظام السياسي التابع برأسماليته لها وسلطاته الطائفية المتناسلة والمرتهنة لأوصيائها في الخارج..
كما برز دور الرفيق حبيب في مساهمته الأساسية في إطلاق المؤتمر الشعبي في عكار الى جانب قوى سياسية واجتماعية وثقافية وشبابية، هذا المؤتمر الذي اخذ على عاتقه طرح هموم عكار. ويعتبر الرفيق الراحل من أوائل الذين كانوا دوما من دعاة التجديد في الحزب في بنائه وسياساته وسلوكياته وهيئاته من خلال قيادته لمنظمة الحزب في عكار منذ بداية سبعينات القرن الماضي مترجما ذلك بممارساته اليومية، ففتح المجال امام جيل جديد من الشيوعيين الشباب مشجعا إياهم على أخذ دورهم في التقدم لاستلام المواقع الأولى في الهيئات الحزبية، فكانت منطقية عكار من أولى هيئات الحزب التي خطّت هذا التوجه الحزبي..
برحيل الرفيق حبيب فارس يخسر الحزب واحدا من قادته الكبار، وما من شيء يعوّض خسارته إلا متابعة السير على الدرب التي مشى عليها مع امثاله من اجل تحقيق الأهداف التي ناضل في سبيلها، فعلى كل حبة تراب على دربه ، درب كل الشهداء الابرار الذين سبقوه هناك حكاية تروى عن تاريخ حزب مناضل أعطى للبنان أغلى ما يملكه. ان قيادة الحزب تتقدم بأحر التعازي من زوجته وأهله ومن منظمة الحزب في عكار ومن الرفاق جميعا وعموم أهالي بلدته الشيخ محمد واهلنا في عكار. يجري تشييع جثمان الرفيق الراحل يوم غد الأثنين 17 – 4 – 2023 الساعة الرابعة بعد الظهر في بلدته الشيخ محمد.