نبذة عن حياة المناضل محمد صافية: صفحة مضيئة من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني
في صباح يوم 25 حزيران فقدت السنديانة الحمراء فرعاً اصيلاً من اعضائها الرفيق القائد الحزبي والنقابي المناضل محمد نوري صافية من الرعيل الاول لحزبنا الشيوعي اللبناني في الميناء سيفتقدك حزبك المجيد، زوجتك الرفيقة صباح، أولادك، اشقاؤك، أحفادك، أصدقاؤك، رفيقاتك، رفاقك، وابناء مدينتك الميناء
منذ الاربعينيات بدأ الرفيق الكادح ابو نوري مواليد 1928 في رحلته النضالية مع الحزب الشيوعي السوري – اللبناني ومع الحزب الشيوعي اللبناني في العمل السري والعلني وكان شعلة مضيئة في سماء لبنان وسورية من اجل وطن حر وشعب سعيد. كان الرفيق ابو نوري يعمل في محله صغير الحجم الذي حوله الى مركز سري للنشاط والعمل الحزبي، كما حول منزله مركزاً للإجتماعات ومكتباً لتنظيم الحملات الانتخابية والتظاهرات النقابية المطلبية السياسية.
الرفيق ابو نوري احد مؤسسي منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في طرابلس الميناء ومن مؤسسي الاتحاد الوطني للنقابات العمالية في الشمال وهو من الرعيل الاول للمناضلين النقابيين الشيوعيين في لبنان ورفيق القادة النقابيين الذين اسسوا الاتحاد الوطني ونقاباته امثال الرفاق الياس البواري وخليل الدبس والياس الهبر ومصطفى العريس وسعد الدين مومنة، ولاحقاً في الشمال مع النقابي الشيوعي القائد ايليا عوض. وهو رفيق درب الشهيد الشيوعي القائد فرج الله الحلو والرفيق الراحل نقولا الشاوي والرفيق يوسف خطار الحلو والشهيد الرفيق جورج حاوي والشهيد أبو حسن المير الأيّوبي.
شارك الرفيق ابو نوري منذ 1943 في مختلف الانشطة والتحركات والتظاهرات المطلبية والنقابية والوطنية والقضايا العربية والقومية والقضية الفلسطينية وضد الاستعمار التي كان يدعوا اليها الحزب، وكان من طلائع الحرس الشعبي وحركة الانصار في جنوب لبنان وخدم في القرى الامامية المحاذية لفلسطين المحتلة الى جانب رفاقه الشيوعيين.
اعتقل عدة مرات في السجون اللبنانية والعربية دفاعا عن القضايا الوطنية والمطلبية والعمالية والقومية العربية والعالمية التحررية. في سنة 1970 - 1973 شارك في دورات فكرية - سياسية في المدرسة الحزبية وتدريبية عسكرية في الاتحاد السوفياتي وبلغاريا. فقد ابنه الشهيد توفيق صافية الذي دافع وقاتل مع رفاقه الشهداء والاحياء دفاعاً عن طرابلس والميناء وعن الحزب في وجه القوى الظلامية التي عاثت فساداً وقتلا واجراماً في المدينة. اختطف وعذب وقتل على يد مجموعة جبانة في حركة التوحيد الاسلامية الظلامية، ورغم ذلك لم يساوم او يهادن.
الرفيق ابو نوري الذي لم تلويه المصاعب ولا استشهاد فلذة كبده توفيق واستشهاد رفاقه في جريمة العصر ضد شيوعيي منظمة الميناء، لم يتعب من الكفاح والعطاء واستمر بنضاله الحزبي والنقابي والجماهيري مع افراد عائلته المناضلة. كما ساهم في كتابة مقالات عديدة متنوعة فكرياً وسياسية ونقابية وحزبية في جريدة ومجلة النداء.
كان الرفيق ابو نوري الانسان المتواضع الشيوعي الكتوم والمخلص لحزبه لا يعرف البغيضة ولا النميمة، كان مثالا للاب والرفيق الخلوق والهادئ والشجاع والعنيد من اجل حزبه وقضايا شعبه ومناضلاً شيوعياً ونقابياً متفانياً من اجل كل الكادحين والفقراء ومن اجل الطبقة العاملة اللبنانية، وبقي وفياً لمبادئه وقناعاته الفكرية الحزبية حتى يوم رحيله. وبوفاته فقد الحزب الشيوعي في لبنان احد اعمدة ركائز العمل النقابي والحزبي والجماهيري الذي تشهد له ساحات النضال وسنفتقده ونفتقد معه جزءاً من تاريخ حزبنا الشيوعي اللبناني وشعبنا.