ذكرى من احتفال مئوية فلاديمير لينين قبل خمسين عاماً
حتى الان لا يمكنني تفسير كيفية اختراقي للحشد، انا ابن الخامسة عشرة ذو الجسد النحيل والشعر الطويل ، وشغل احد المقاعد في الصالة ، لربما ساعدني صغر حجمي واندفاعي ، ام أن تلك المناسبة كانت الحافز الذي جعلني افتش عن اية وسيلة لارى بأم عيني مباشرة الاحتفال المكرس للذكرى المئوية لميلاد لينين.
تمر الدقائق والجميع في حالة من الاستنهاض النفسي بانتظار بدء الحفل.
ويرتفع تصفيق مدو رافق دخول المتكلمين في هذه المناسبة العالمية وهم كثر - كان هنالك بالطبع ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ، لكن الانفجار المدوي رافق دخول كمال جنبلاط ونقولا الشاوي وجورج حاوي ومندوب الحزب الشيوعي السوفياتي وممثلي الاحزاب الوطنية اللبنانية والجمعيات والنقابات وعدد من الشخصيات المرموقة.
جميع الكلمات تناولت بالطبع شخصية لينين الفذة ودوره القيادي في العملية الثورية ، ومن ثم بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وما نتج عن ذلك من دور طليعي قام به ذلك البلد في دعم حركات التحرر في العالم وقضايا الشعوب العادلة.
استوقفتني كلمة كمال جنبلاط ذات الطابع الفلسفي عندما تحدث عن الاشتراكية كنظام اجتماعي متقدم دون ان يغفل الاشارة الى امكانية تطويرها وتحسين تطبيقها.
كذلك اريد التوقف عند كلمة الشاعر سعيد عقل الذي أسهب في شرح مزايا لينين ونضاله الدؤوب في سبيل العدالة الاجتماعية والدفاع عن المحرومين والفقراء والمضطهدين في العالم ليصل في الختام إلى استنتاج مدهش صدح به بصوته الجهوري بان لينين هو المسيح!
نصف قرن ولى منذ تلك الايام ، واليوم يحتفل بتقديري من بقي على قناعة بعظمة هذا الانسان ودوره الفذ كمفكر وفيلسوف وكاتب وسياسي وزعيم حزب ورجل دولة بنى نظاما ، رغم شوائبه والاخطاء التي رافقت فترة تواجده ، الموضوعية منها والذاتية ، الا انه ، ودون شك ، غير وجه العالم باسره وأجبر حتى اعتى النظم الرأسمالية كي تطور قوانينها لتكون اكثر انسانية وعدلا رغم بقائها معبرة بالدرجة الاولى عن مصالح الأقلية الغنية في المجتمع .
تحية لك يا لينين في ذكرى ميلادك الخمسين بعد المائة يا من لم يدخر جهدا في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والمستضعفين في كافة ارجاء المعمورة.
نيسان 1970
قصر الاونيسكو - بيروت