أعلن كل من الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، اليوم الثلاثاء 28 كانون الثاني، تفاصيل إضافية ولكن غير نهائية عما يسميانه «صفقة القرن»، والتي تضمنت (كما كان متوقعاً، وكما ظهر في تسريبات عديدة سابقة على لسان مسؤولين أمريكيين وصهاينة وعرب) نقاطاً عديدة تتناقض بشكل وقح وصارخ مع كل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومع كل حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك حق العودة.إنّ توقيت هذا الإعلان يأتي في إطار محاولات الاستفادة الداخلية لكل من ترامب ونتنياهو اللذين يواجهان جملة من الأزمات الداخلية، ويحتاجان إلى مزيد من الدعم من التيارات الأشد تطرفاً ورجعية. ولكن ما هو أهم من ذلك بالمعنى الاستراتيجي، أنّ اقتراب الانكفاء الإجباري للولايات المتحدة الأمريكية عن كامل منطقتنا بحكم أزمتها الاقتصادية العميقة بالدرجة الأولى، وبحكم التوازن الدولي الجديد، يدفع بواشنطن إلى تحضير بيئة من الفوضى الشاملة في المنطقة، بيئة جاهزة للاشتعال الذاتي بشكل مستمر، وفي هذا السياق بالذات يأتي هذا الإعلان التخريبي عما يسمى «صفقة القرن».
إننا في حزب الإرادة الشعبية، وإذ ندين هذا الإعلان ونرفضه جملة وتفصيلاً، فإننا ندعو القوى الوطنية الفلسطينية إلى توحيد مواقفها وتوحيد الصف الفلسطيني، والاستفادة من التوازن الدولي الجديد إلى الحد الأقصى.كما أننا ندعو القوى الوطنية في سورية إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وذلك بوضع حد فوري لكل عمليات تضييع الوقت والمماطلة في إرساء الاستقرار في سورية عبر الحل السياسي الشامل، الذي سيسمح وحده باستعادة سورية لدورها الوظيفي المعادي للمخططات الغربية والصهيونية في المنطقة.
Read more...