الثلاثاء، كانون(۱)/ديسمبر 24، 2024

"انتفاضة 17 تشرين" تزهر في آذار لتؤكد استمرار معركة التغيير...

لبنان
من صيدا عاصمة الجنوب انطلقت "إرادة شعب" يوم الأربعاء الماضي، وتلاها اليوم "القرار للشعب" في مسيرة شعبية حاشدة جابت شوارع العاصمة بيروت، وانطلقت من أمام وزارة الداخلية باتجاه مجلس النواب مروراً بالمصرف المركزي وجمعية المصارف ووزارة الاقتصاد..


صيدا" بالأمس و"بيروت" اليوم أعادتا إلى الساحات بريقها، بمشاركة حاشدة من المنتفضين الذين أتوا من كافة المناطق، تأكيداً على أن استمرار مواجهة المنظومة الحاكمة، منظومة النهب والسياسات الإقتصادية التي نقلت الثروة من جيوب الناس إلى حسابات زمرة النهب.
هي شعارات واحدة، ومعاناة واحدة تتفاقم يوماً بعد يوم تمظهرت في التظاهرتين، بإطلاق هتافات تندّد بسياسة المنظومة الحاكمة، سياسات الإفقار والتجويع والإنهيار... ولا سيما "سياسات حاكم مصرف لبنان المالية، والفساد المنظم الذي أدّى إلى نهب المال العام".
وأمام الفشل الفاضح لهذه السلطة على مستوى التحدّي الإجتماعي والإقتصادي والصحي واستمرار المنطق التحاصصي، جاءت ضرورة العودة إلى الشارع لا لمطالبة هذه السلطة الساقطة، سلطة النهب والإفقار وتطبيق إملاءات صندوق النقد والبنك الدولي، سلطة التبعية للخارج بكامل تلاوينها.
وبما أن أذان الأفرقاء السياسيين صمّاء، عن صرخات وجع الشارع ومعاناة الشعب، رفع المشاركون يافطات تدعو إلى إسقاط المنظومة الحاكمة، وإلى الدفاع عن حقوق أبناء الشعب، كما تدعو إلى حكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية تشريعية وإلى دولة العدالة الإجتماعية وإلى قضاء مستقل ولمحاسبة المسؤولين عن مآل الأمور بدءاً بالسياسات الإقتصادية والمالية وصولاً إلى تفجير بيروت في 4 آب.
فلا حلَّ إلّا ببناء نظام علمانيّ ديمقراطي، وبناء دولة العدالة الإجتماعيّة واعتماد اللامركزية الإدارية وقضاء مستقل، كل هذا المسار لا يمكن تحقيقه عن طريق إعادة إنتاج المنظومة لنفسها فلا يمكن لمن كان سبب المشكلة أن يكون هو الحل.