الإثنين، كانون(۱)/ديسمبر 23، 2024

تحيات في عيد العمّال

لبنان
هي مجرد تحية، لعيد العمال؛عيد الذين ليس على صدورهم قميص، ولكن سيحررون العالم، على حدّ قول الشهيد كمال جنبلاط. هي مجرد تحية لمناضلين بلا عنوان وفي كل مكان. لهؤلاء الذي ناضل من أجلهم تشي غيفارا كي لا يبقى العالم جاثماً فوق صدور الفقراء. هي تحية لمن سهر الليالي، وعيناه ترقب العدو، عيون أضناها التعب والنعس ولمّا تزل تجول، حارسة تعب الأرض الطيبة والهواء النظيف والخالي من أوبئة الطوائف والمذاهب. هي تحية لأجمل الأمهات التي لا تزال على عتبة الدار متشحة بمنديلها الأسود، تنتظره أن يعود، فتسبقه الشهادة، هي تحية لضجيج المصنع العصيّ على عولمة متفلة من كل أخلاق وقيم، تنتج من السلاح والفقر والأمراض والأوبئة أكثر مما تنتج من القمح. لهؤلاء، ولمن يتنقل بين أوكار الفساد والطغمة المالية الجبانة والحاقدة، في زمن الهيمنة والتبعية، شاهراً صوته المنادي بكسر الظلم وبإسقاط رأس المال... لكل هؤلاء كانت هذه التحية ممن أحبوا أن يشاركوا الحزب الشيوعي اللبناني احتفاله في أول أيار.

1- النائب الدكتور أسامة سعد، كلمة تهنئة إلى العمال من الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري - لمناسبة الأول من أيار- عيد العمال العالمي- 1-5-2020
لمناسبة الأول من أيار -عيد العمال العالمي- أوجه أجمل التهاني وأطيب التمنيات إلى العمال، وإلى سائر المنتجين والكادحين بزنودهم وعقولهم، في لبنان والبلدان العربية وجميع أنحاء العالم.
وأخص بالذكر العمال الفلسطينيين في الأرض المحتلة الذين يواجهون ببطولة الاحتلال العنصري الصهيوني.
يا عمال لبنان ... يا من تضاعفت معاناتكم أضعافاً.. وأزددتم فقراً فوق فقر... بسبب الانهيارات التي أوقع اللبنانيين في أتونها نظام الطائفية والفساد والاستغلال... وأيضاً بسبب فشل هذا النظام في مواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية لجائحة كورونا... إن خلاصكم أيها العمال، وخلاص اللبنانيين عموماً، لن يكون ممكناً في ظل هذا النظام العاجز والفاشل.
لذلك أدعوكم للمبادرة إلى تعزيز حضوركم في مسيرة التغيير... مسيرة انتفاضة 17 تشرين... مسيرة النضال من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية... دولة العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
كما أدعوكم أيها العمال إلى تكثيف نضالكم من أجل استعادة النقابات لمصلحة العمال... ورفع أيدي قوى السلطة عنها... بعد أن أمعنت فيها تهميشاً وتفتيتاً... فمسيرة التغيير لا بد لها لكي تنجح في تحقيق أهدافها من الاستناد إلى حركة نقابية نضالية ومستقلة.
ويا عمال العالم أجمع... يا من أظهرت لكم جائحة كورونا مدى وحشية النظام الرأسمالي العالمي...هذا النظام الذي كشف عن تفضيله للربح المادي على حساب حياة كبار السن... فضحى بالفقراء منهم، أي بأهاليكم، بهدف التسريع بعودة عجلة الاقتصاد إلى الدوران وتحقيق الأرباح... فهل تقبلون باستمرار مثل هذا النظام عند انتهاء الجائحة؟
****

2- تحية شربل نحاس، أمين عام "مواطنون ومواطنات في دولة"
ليست كل الأيام مثل بعضها. وما يميز بين الأيام ليست تلك الاعراف التي سمت بعضها أعياداً، فألصقت بها طقوساً وكلمات معتادة. أغلبية الأيام ليست سوى استمرار لما سبقها أو احتفالات متوقعة.
القليل القليل منها جديد.
والجديد ليس مريحاً، لا بل هو مقلق ومخيف، تحديداً لأنه غير معروف وغير محتسب.
في الايام العادية يكون للناس مطالب تنطلق من مواقع معروفة لرغبة في الصعود إلى مواقع معروفة أيضاً أو لعدم الهبوط إلى مواقع معروفة أيضاً وأيضاً.
في الأيام المستجدة، لا تعود خارطة المواقع صالحة، لأن الواقع يزحل، وإن استمر الإنكار.
في الأيام المستجدة، يصبح للعمل معنى سياسي ويصبح للسياسة معنى عملي.
اللبنانيون واللبنانيات اليوم أمام أيام مستجدة. لا هو وقت مطالب ولا وقت مواقع.
الوقت اليوم وقت جديد. السؤال اليوم هو من يجرؤ على رسم معالمه؟ من يجرؤ على رسم الوجهة وخوض المواجهة مع الضياع والتخبط وصراعات الضائعين المتخبطين؟
تجرأ مواطنون ومواطنات على ذلك، وهم يدعون كل من يدرك المخاطر، ويقدر الظرف، للتلاقي، كي لا تروّح الفرصة وتغلق النافذة على أقفاص أضيق من تلك التي تخلخلت معالمها، بل كي تتحول خسائر الضحايا إلى تضحيات واثقين.
****

3- تحية من المحامي حسن بيان، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي.
الشعب بات كله طبقة عمالية.
يحلّ عيد العمال هذا العام، والعالم كله ولبنان منهمك بمواجهة تداعيات جائحة كورونا، الذي اضاف عبئاً على كاهل اللبنانيين، إضافة إلى ماهو قائم من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن هذا لا يعني عدم إيلاء يوم العمال العالمي الأهمية التي يستحقها، خاصة وأن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان وبكل انعكاساتها، وسعت المدى الافقي للطبقة العاملة، بعدما بات ينضوي في صفوفها جيش العاطلين عن العمل، والطبقة الوسطى التي تعطلت أعمالها وانهارت مداخيلها، بما جعل الشعب بغالبية شرائحه الاجتماعية طبقة عاملة بامتياز، ما يجعل الطبقة العامة اللبنانية تخوض صراعاً على جبهتين: جبهة استرداد الحركة النقابية من هيمنة المنظومة السلطوية التي جعلت منها رديفاً لاحزاب السلطة .وجبهة مواجهة منظومة الحكم بكل أطرافها والتي أدت سياساتها الاقتصادية والنقدية إلى رهن القرار السياسي للخارج وإلى انهيار مالي، إضافة إلى النهب والفساد الذي نخر بنية الدولة وادى إلى إفقار البلاد والعباد.
إن هذا يملي على الحركة العمالية أن تكون جزءاً من الحراك الشعبي، الذي انطلق بانتفاضته في السابع عشر من تشرين الأول٢٠١٩، لإسقاط منظومة الفساد التي تدير البلد بعقلية المحاصصة والتفلت من المحاسبة والمساءلة. وعليه، فإن نضال الطبقة العاملة، لم يعد يقتصر على انتزاع الحقوق المطلبية، بل بات يأخذ بعداً سياسياً وطنياً، يرتبط بعملية التغيير السياسي، لاسقاط النظام الطائفي واقامة النظام البديل، الذي يعيد للدولة اعتبارها كدولة مواطنة تحكمها قواعد المساواة في الحقوق والواجبات، ودولة الرعاية الاجتماعية التي توفر للمواطنين والفئات المسحوقة منهم كل مقومات شروط الأمن والأمان السياسي والاجتماعي والحياتي. تحية إلى الطبقة العاملة في عيدها، والمجد والخلود لشهدائها في لبنان والوطن العربي والعالم.

****

 4- تحية الاستاذ نصري الصايغ
دين الرأسمالية
أيها العمال، أين أنتم؟ نسأل عنكم في يوم عيدكن.
كانت قبضاتكم في الماضي تدل على عنوانكم. كانت الشوارع تنبض على إيقاع أقدامكم الثابتة. اشتاقت الساحات إلى رؤية أعلامكم خفاقة. ترى هل هذا الماضي بات مهجوراً ممن صنعوه.
لقد تغير العالم كثيراً، لقد سرقت الرأسمالية المتغولة الساعات والساحات. الرأسمالية هي الدين السياسي المسكوني، وأتباعه قادة علم ومال، و"المؤمنون" ضحاياه، والعامل حائر اليوم، يعرف من يسحقه ويهمشه ويبتزه ولكنه كاليتيم. ينظر حوله، فلا يجد ساحة يلجأ إليها، بل يجد أن الرأسمالية صادرت الكرة الأرضية، ومن لم يتبن بعد نهج النيوليبرالية، يبحث عن مكان إقامة ولو على هامش السوق، باحث عن أمل أو لقمة
لم يعد العالم كما كان. الرأسمالية باتت ولاّدة أزمات تلو أزمات، لا أحد يردها عن غيها. العالم مأزوم ومفتت ومقهور ومستتبع. وهي بصحة جيدة برغم الأمراض التي تستولدها. عقيدتها هي هي، بلا قيم ولا أخلاق، قدس أقداسها تكوين أرقام فوق أرقام تراكم الثروات. لا ضمير أو حاجز يصرفها عن ارتكاباتها. قيل أن ربح 10 بالمئة يجعل الانسان قانعاً، وأن ربح 20 بالمئة يجعله شجاعاً، وربح 50 بالمئة يجعله مجازفاً، وربح 100 بالمئة يجعله مرتكباً، وربح 200 بالمئة يشحنه بقوة ويدفعه إلى دوس القوانين، وربح 500 بالمئة يجعله متهوراً ولو كان ذلك سيؤدي إلى حبل المشنقة.
دين رأس المال هو المال ثم المال، فليبحث العمال عمن يضع لهؤلاء حبل المشنقة حول رقابهم.
****

5- تحية غسان عيسى، تجمّع مهنيون ومهنيات
لا العيد عيد ولا العمال عمال، فماذا فعلت بهم الطبقة الحاكمة؟
ابتلعتهم طوائفهم ومذاهبهم وتخلّت عنهم نقاباتهم وداستهم اتحاداتهم. طحنتهم الحروب الأهلية واقتسمتهم محاور النفط والاستبداد، وأصبحت المليشيات رب العمل الأقوى.
أن تكون عاملاً تسعى خلف رزقك ففي ذلك شيء من الترف حيث لم يعد هناك عمل أصلاً وتجاوزت أعداد المعطلين والمعطلات مئات الآلاف، فلم يكن ينقص لبنان المتهالك هذا سوى وباء الكورونا حتى يكتمل انهياره السياسي والاقتصادي وتفككه الاجتماعي، وأن يزداد انكشاف الخطر المباشر لسلطة الأقلية الحاكمة فيه على حياة العاملات والعمال فقراء هذا البلد.
زعزعت انتفاضة 17 تشرين هذا النموذج وحفرت عميقاً في وعي العمال بضرورة مقاومة محاولات سلطة الأقلية الحاكمة تدفيع الفقراء ثمن هذا الانهيار الشامل.
في ذكرى الأول من أيار / مايو ١٨٥٦ من أجل "يوم عمل من ٨ ساعات" شعار ما زال قائماً بالنضال من أجل بناء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، والمسيرة لا تزال طويلة.
****

6- تحية علي أسعد الطفيلي، تيار نقابي مستقل
كل عام وأنتم بخير أيها الغادون مع انبلاج الضوء إلى ميادين العمل والتعب من عمال وفلاحين وأجراء تحملون كل صباح همومكم وأحلامكم البسيطة رغم كل الإجحاف والاستغلال الناتج من السياسات الاقتصادية الخاطئة ونهب ثروات الوطن وتقاسم الدولة حصصاً بين أمراء الطوائف، ما أدخل البلاد في نفق مظلم جراء تدهور سعر صرف العملة الوطنية، فأضحت الرواتب والأجور لا تسد جزءاً يسيراً من حاجات الأسر، وترافق ذلك مع انهيارات مالية دولية ناتجة عن وباء يحاصر البشر في كل بقاع الأرض.
ولكن رغم ذلك فإننا نستبشر خيراً مع بدء انكشاف خطورة السياسات الاقتصادية الليبرالية التي أساءت إلى الطبيعه والإنسان لصالح اصحاب رؤوس الأموال والريوع، وتجلت المشكلة بوضوح مع جائحة كورونا التي خلفت أزمة اقتصادية عالمية قلبت الكثير من المفاهيم والأفكار.
من هنا أهمية إعادة البحث في نظام اقتصادي أكثر إنسانية وأكثر عدالة يحمي حقوق البشر ويراعي توزيع الثروة بين الناس وبين الأجيال ويضمن إعادة توزيع عادلة للمداخيل تنصف العمال والأُجراء.
****

7- تحية مهى طوق، نقابيات ونقابيون بلا قيود
يطل الأول من أيار هذه السنة أكثر حزناً من أي مرحلة أخرى مرَّ بها العمال والنقابات، لا تضاهيها حتى أيام الحرب القاسية. فإذا نظرنا إلى حال النقابات العمالية وكافة النقابات الأخرى، ما خلا النذر القليل منها، لوجدنا مجموعة هياكل عظمية نخرها دود المحسوبيات والتنفيعات السياسية بحيث لم تعد تحمل أي أمل يعوّل عليه لإعادة تركيب جسد نقابي يستطيع حمل هموم العمال وهواجسهم.
فالعمال والموظفون يئنون، اليوم، تحت وزر الفاقة والعوز الناجمين عن البطالة والصرف التعسفي، وفي أفضل الأحوال، تحت التهديد بخسارة وظائفهم أو الاقتطاع من معاشاتهم، التي لم تعد تساوي ثلث ما كانت تساويه من حيث القدرة الشرائية، مع ارتفاع صرف الدولار. وكأن الوضع الاقتصادي لا يكفي. يعيش العمال اليوم مهانة الرضوخ والخنوع والصمت المذل، لعدم تمكنهم من إعلاء الصوت والنزول إلى الشوارع والوقوف في وجه الطغمة الحاكمة إلّا فرادى مما يضعف قوتهم ويفقدهم القدرة على التأثير. فبينما أقرانهم في البلدان التي شهدت ثورات، إن حاضراً أو عبر التاريخ، يقوون موقفهم ويحتمون بنقاباتهم. يرى عمال لبنان أنفسهم مستفردين وفاقدي القدرة على المواجهة. فنقاباتهم تتقاعس عن حمايتهم أو حتى الدعوة الجماعية إلى الثورة على الظلم الذي يلحق بهم، وهم عماد الوطن وأساساته التي إن اهتزت سقط.
هم، وبعض شرائح المجتمع الأُخرى، متروكون لمصيرهم البائس، في صراع بقاء ضد الاستعباد والسخرة الذين يمارسهما بعض أرباب العمل، مع علمهم المسبق والمرير بالخسارة لعدم وجود جسم نقابي يحمل وجعهم ويجمعهم تحت رايته حتى يصل صوتهم حيث يجب، حاملاً التغيير.
يواجهون بما يشبه الانتحار طغمة حاكمة لا تتورّع عن وضعهم بمواجهة القوى الأمنية والجيش الذي من المفترض به حمايتهم، فإذا به يمعن بقمعهم باستعمال العنف غير المبرر والرصاص المطاطي الموجّه للصدر والرأس بما يعد خرقاً فاضحاً لكافة القوانين الدولية والإنسانية.
وتتكلمون بعد عن "عيد" للعمال؟؟ لا يا أيها الـ "لا" مسؤولون. الحري بكم، حفاظاً على ماء وجهكم أمام التاريخ الذي سيقرؤه ابناؤنا، أن تسموه" ذكرى العمال" لأنهم لن يتوانوا عن النزول إلى الشارع ًبما أنهم بكل الأحوال " ميتين، ميتين" فما الذي سيخسرونه بعد؟
****

8- موسى حنا، مسؤول قطاع التربية والتعليم في الحزب الشيوعي اللبناني
الطبقة العاملة درة التاج
اليكم والبلاد تمر بأكثر الأوقات حرجا وتردياً اقتصادياً ومالياً.
أنتم القابضون على الجمر في في هذا النظام السياسي القائم على التحاصص المذهبي والطائفي والزبائنية والاقتصاد الريعي غير المنتج.
القابضون على الجمر في زمن كورونا والبطالة والانهيار الدراماتيكي لقيمة العملة الوطنية.
القابضون على الجمر في رواتبكم ويومياتكم وضمانكم الصحي والاجتماعي وتقاعدكم ومستقبل أبنائكم.
نعم لتثوير الانتفاضة، فبالثورة لا تخسرون الّا قيودكم والأغلال.
نعم للعمل والنضال من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والقوية.
نعم لاسترداد الحركة النقابية المستقلة، المصادرة والمستلبة من قبل هذا النظام، وإطلاق حريتها دفاعا عن الحقوق المهدورة.
ألف تحية لكم في عيدكم.
من قطاع المعلمين الذي نعتبره جزءاً أصيلا من البروليتاريا اللبنانية
وكل عامٍ وأنتم بألف خير.
****

9- بهية بعلبكي، قيادية في التيار النقابي المستقل
حزينٌ فجر عيد العمال يطل على عالم لا يحترم عرق عماله، حيث يجد عشرات الملايين منهم أنفسهم بلا عمل، وعائلاتهم يعضها براثن الجوع. وليس من نقابات مستقلة تدافع عن حق العامل وتحميه. فقد نخرها الفساد، والتبعية لسلطة وقحة نهبت مقدرات الدول، ولم تترك للعمال حتى الفتات.
فيا عمال العالم اتحدوا
ويا عمال لبنان انفضوا عنكم رماد اتحاداتكم وانطلقوا
ناضلوا لاستعادة حقوقكم
كافحوا كي تظلوا أحياء
عاش الأول من أيار عيد كل عامل وعاملة من الكادحين.. عيد كل من يذرف قطرة عرق في عمله... عيدنا أيضاّ نحن المعلمين والمعلمات عيد ساهري الليالي بناة الأجيال يئنون تحت مطرقة الصرف الكيفي واقتطاع الرواتب... عيد الأمل الذي لا ييأس... عيد المناضلين والمناضلات... عيد شهداء الحركة النقابية العمالية.
... بوركت سواعدكم/ن وكل عام وأنتم بخير.
****
10- نسرين شاهين، رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي في لبنان
نقابات أو معسكرات!
خلاص لبنان لن يكون إلا بخلق نقابات حرة مستقلة تمثل القطاعات المختلفة وترفع صوتها دون قيد أو شرط. وهذا للاسف ما يفتقده الواقع في لبنان. إذ باتت النقابات صورة مصغرة عن الاحزاب السياسية وباتوا النقابيون صورة مصغرة عن السياسيين في البرلمان اللبناني والمكاتب الحزبية ومحسوبيات الشوارع.
فكم نحتاج لنبدأ التغيير! وليس بصعب. فحين ننظر بتأمل إلى تهافت الاحزاب السياسية على تقاسم النقابات كافة بما فيها الطلابية نعي ان هذا الرصيد البشري مُراد منه إلغاء الصوت المراقب والمعارض والمحاسب... وبالتالي ترتفع صرخات بالجملة للعمال والموظفين والاساتذة وغيرهم بينما هم أنفسم من أوكلوا حقوقهم لمن وُظف ليطوعهم للخضوع لتحيا المصالح الكبرى.
من هنا، كان ولا زال قطاع التعليم الرسمي الاساسي ومعلميه ضحية لا بل شريك في هذه الجريمة. إذ أوكل أهم القطاعات في الوطن لزمرة احزاب أنهكته وأفلسته لتحيا مدراسهم لا بل معسكراتهم التربوية إن جاز التعبير..
ولأن المؤامرة كبيرة مُنعوا الأساتذة المتعاقدين الذين هم ٧٠ بالمئة من الكادر التربوي من المشاركة في عملية انتخاب رابطة التعليم الاساسي. ولكن هل لو شاركوا لأحدثوا نتائج مختلفة وأوصلوا مستقلين إلى هذه النقابة! يبقى الجواب ضبابي لا بل سوداوي. لأننا وللأسف جميعنا شركاء في الاستسلام ولعب دور الضحية. وإلا لما استمر ١٥ ألف معلم متعاقد في مهنة التعليم كمتسول لا كأستاذ ورضي الذل دون راتب شهري ولا ضمان ولا بدل نقل وبالكاد يتصدقون عليه ببعض من مستحقاته كل عدة شهور... دون ان ينتفض من هؤلاء الآلاف إلّا قلة قليلة آمنت وتؤمن وستؤمن دوماً بقدسية العمل النقابي لخلاص الشعوب.
لذا، يبقى هذا اليوم ذكرى سنوية لمآسي قطاعاتنا كافة ومنها قطاع التعليم لنخلق دوماً من الضعف قوة إن كان بيننا ضعفاء.. فحقوق الإنسان لا تُسترجع إلّا بسواعد الأقوياء. ولأننا مواطنون شربنا كأس القهر والفقر مرات ومرات لن نكون إلّا أقوياء لنعيد لهذا العيد بسمته ولهذه النقابات حريتها ولهذا القطاع حقوقه. لتأتي الأعياد بنقابات تفترش الطرقات لا أصنام تجالس المكاتب لتوقع بيان بكل عام وأنتم بخير.
****

11- تحية النقابي مرسل مرسل
يطلّ الأول من أيار - عيد العمال العالمي، هذه السنة 2020، والطبقة العاملة في لبنان وفي كل أتحاء العالم، تتعرض لأخطر مرحلة في أوضاعها المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الحياتية، بسبب تفشي وباء كورونا.
ونحن في لبنان كعمال وحركة نقابية عمالية ديمقراطية مستقلة وكجزء من الطبقة العاملة العالمية وحركتها النقابية، نحتفل سنوياً في الأول من أيار كونه عبداً عالمياً للعمال تخليداً لذكرى شهداء الطبقة العاملة الذين قضوا في نضالاتهم المطلبية.
اليوم في هذه المناسبة بعيد العمال العالمي، ماذا نقول، ونحن في هذه العزلة التي فرضها علينا وباء (الكورونا) وأصبحنا من دون عمل وبدون أجور، فما هو الغد الذي ينتظرنا: أصحاب العمل أقفلوا مؤسساتهم وصرفوا عمالهم فانقطعت أجورهم وخسروا تعويضاتهم بسبب انهيار سعر صرف الليرة، والدولة غارقة في مديونيتها وخزينتها فارغة.
وفي الأول من أيار ، هناك العديد من المواضيع التي لا زالت تستأثر باهتمام الفئات الشعبية وبخاصة العمال والمستخدمين وذوي الدخل المحدود، والمتعلقة بمعاناتهم اليومية من انعدام وتدني الخدمات الأساسية الحياتية والاجتماعية؛ من السكن والنقل العام والكهرباء والمياه والصحة واتلعيم ومكافحة الغلاء والاحتكارات وضبط الأسعار وفرص العمل وحماية الأجور في المرحلة، خاصة أن هذه الصعوبات والمعاناة التي يتعرض لها المواطنون ناتجة من سياسات اقتصادية واجتماعية خاطئة، انتهجتها الحكومات المتاقعية خدمة للاحتكارات وأصحاب العمل وأصحاب الرساميل الكبرى والمصارف ومتقاسمي الحصص والنفوذ والصفقات.
وبهذه المناسبة، أتقدم بأصدق التحايا لعمال البناء والأخشاب ولكل العمال والمستخدمين في لبنان وأدعوهم للوحدة والتضامن وتعزيز انتساباتهم للنقاباتهم، لمتابعة النضال من أجل حقوق العمال والدفاع عن مصالحهم.
****

12- تحية المهندس إبراهيم نحال، عضو الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في لبنان
يأتي الأول من أيار هذا العام والبلد يعاني من أزمات على مختلف الصعد المعيشية والمالية والاقتصادية والاجتماعية نتجت من السياسات المالية والاقتصادية للمنظومة السلطوية الحاكمة، والتي قامت على الاستدانة وبفوائد خيالية وعلى الاقتصاد الريعي وتهميش وضرب الاقتصاد المنتج في الصناعة والزراعة وغيرها كما نتجت عن سياسات الهدر والفساد والسرقات والنهب للمال العام وعن التهريب والتهرب الضريبي التي مارستها الحكومات المتعاقبة لهذه المنظومة منذ التسعينيات.
كما يأتي هذا العيد، والبلد منهمك بمواجهة جائحة الكورونا وتداعياتها الخطرة ليزيد الطين بلة ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين، إضافة إلى الإجراءات والقرارات التي اتخذتها المصارف ومصرف لبنان وانفلات سعر الدولار، وبالتالي ارتفاع جنوني للأسعار وتدني القدرة الشرائية للرواتب والأجور، ما جعل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين وخاصة العمال منهم والمياومين يعيشون على حافة الفقر بل أن الجوع دخل إلى قسم كبير من عائلاتهم، كل ذلك والحكومة لم تحرك ساكنا ولم تقم بالإجراءات المطلوبة لوقف هذا تدهور الأوضاع وللحؤول دون ذهاب البلد باتجاه الانهيار الشامل.
يأتي الأول من آيار هذا العام والبلد يشهد انتفاضة شعبية عارمة بدأت في 17تشرين ولا زالت مستمرة بوجه سلطة الفساد والمحاصصة الطائفية والمذهبية وسياساتها التي أفلست البلد وأفقرت اكثرية اللبنانيين ودفعتهم إلى حافة الجوع وهجرت الشباب منهم إلى الخارج وحرمت الموجودين من فرص العمل ورتبت بنتيجة نهبها للمال العام ديناعاما على البلد ناهز الـ 100مليار$ ويعملون من خلال سياستهم إلى تحميلها للطبقة العاملة ولذوي الدخل المحدود وللفئات الشعبية.
الكورونا أجبرت المنتفضين للتوقف عن التحركات ألّا أن تفاقم ألأوضاع المعيشية وبلوغها، حد الجوع دفع المنتفضين للعودة إلى الساحات وبزخم هذه المرة لاستكمال ما بدأوه في ١٧ تشرين ولتحقيق المطالب التي رفعوها وهي الخلاص من المنظومة الحاكمة كلن يعني كلن ومحاكمة المرتكبين والناهبين والسارقين والفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة وتدفيعهم ثمن الانهيار الذي صنعوه بسياساتهم والاستمرار بالانتفاضة حتى إقامة الدولة الوطنية الديمقراطية العادلة. ورغم أن مطالب الانتفاضة هي مطالب العمال وكل المنتجين، وان للعمال مصلحة مباشرة في تحقيق مطالبها، نرى غياباً كاملاً للاتحاد العمالي العام ولمختلف النقابات والروابط والاتحادات النقابية بإستثناء العدد القليل منها عن ساحة النضال بسبب ارتهانها وتبعيتها لقوى السلطة الفاسدة، الأمر الذي يفرض على القوى والقيادات النقابية العمل علي قيام حركة نقابية مستقلة، تكون بديلا عن الاتحاد العمالي وكما عليها العمل من أجل إنشاء نقابات وروابط وتيارات وتجمعات نقابية مستقلة تعمل لاستعادة هذه الروابط والنقابات، وكل ذلك بهدف تفعيل دور النقابات على كل المستويات المطلبية والاجتماعية والوطنية ودفاعاً عن مصالح الذين تمثلهم.
في الأول من أيار التحية لكل العمال والعاملات لكل المنتجين الذين شاركوا في الانتفاضة وما زالوا مستمرين والذين، يؤكدون من خلال هذه، المشاركة على المعنى الطبقي والاجتماعي لهذا العيد وإنه عيد لاستكمال النضال من أجل تحقيق المطالب وتحسين ظروف معيشتهم.
عاش الأول من أيار والمجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة.
****

13- د. وفاء نون، أستاذة في الجامعة اللبنانية
يأتي الأول من أيار هذا العام على وقع الإنتفاضة الشعبية المستمرة منذ 17ت1 نتيجة الأوضاع المعيشية، الاقتصادية والإجتماعية التي وصلت إليها البلاد. لو كان هناك من نقابات حقة تقوم بواجبها في الدفاع عن حقوق الناس وتلعب دورها في رسم السياسات الإقتصادية (الصناعية، الزراعية، ...) والإجتماعية والتربوية للبلاد لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم.
نجحت السلطات المتعاقبة في ضربِ العمل النقابي من خلال تفريخ نقابات وهمية من دون برامج محددة ومطالب واضحة، ومن خلال تدجين القيادات النقابية التي باتت تأتمر بأوامر أحزاب السلطة وأصحاب المصالح من أرباب عمل ومصارف وغيرهم، فقضت على الإتحاد العمالي العام كما باقي الروابط والنقابات. خلال هذه الفترة نجحت القيادات
"النقابوية"، الممثلة لمصالح أحزاب السلطة لا العمال، في حصر العمل النقابي وتأطيره في خانة الدفاع عن الحقوق المادية للأعضاء المنضوين تحت سقف النقابات والروابط، هذا إن فعلت ذلك حقاً ولم تكن تدّعيه. فكلما برزت حركة نقابية مسؤولة أعادت للعمل النقابي معناه الحق الذي يتعدى المطالبة بالحقوق المعنوية والمادية إلى السعي للإصلاح والتطوير في المهنة وإلى تحسين المؤسسات بهدف خدمة قضايا الشأن العام، وكلما برزت قيادات نقابية حرة أعادت للعمل النقابي قيمه النضالية في المطالبة بالعدالة الإجتماعية من خلال ضرائب عادلة ومحاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، كانت أحزاب السلطة قاطبة على اختلافها وخلافاتها المزعومة تجتمع لإسقاط هذه القيادات ومطالبها في انتخابات الروابط (تجربة هيئة التنسيق النقابية) لسنين طويلة، صادرت أحزاب السلطة عبر قياداتها "النقابوية" أصوات القواعد النقابية من عمال وفلاحين وأساتذة وموظفين ومهندسين و... عبر الإستئثار بأخذ القرارات وتوظيف العمل النقابي للمصلحة الشخصية والحزبية على حساب النقابة والمصالح الجماعية. لذا، نحن أحوج ما يكون اليوم لتغليب قيم العمل المشترك والوحدوي لتحقيق الأهداف الجماعية وللمشاركة
في التغيير في السياسات الإقتصادية، الإجتماعية، التربوية، الخدماتية، البيئية و... لأجل ذلك لا بد من العمل على استرجاع النقابات والروابط وتحويل هذه الأخيرة إلى نقابات، وحيث يتعذر ذلك إنشاء نقابات بديلة تقوم على مبدأ الحرية والمساواة والتشاركية واستقلالية العمل النقابي وعلى قيم الوحدة والتضامن. آن الأوان لتلاقي وتضافر جهود كافة التجمعات والتيارات والمجموعات النقابية المستقلة للإنخراط بشكل جدي وفاعل في عملية التغيير في النظام السياسي القائم.
****

14- أليسار شعيب، أستاذة في الجامعة اللبنانية
من هم العمال الذين نحتفل بعيدهم اليوم؟ أهم نفسهم العمال الذين قتلوا في شيكاغو سنة 1886 عندما كانوا يطالبون بتخفيض ساعات عملهم اليومي لسقف الـ 8 ساعات؟ كم تبدل وجه العالم منذ ذلك التاريخ، حتى زنبقة الوادي التي درجت عادة تبادلها بين العمال المحتفلين بيومهم في الواحد من أيار لم تعد تعرف في أي ماء يمكن لها المكوث لتأخير ذبولها. لم يعد العامل فقط من يتم استغلاله وقهره في المصانع والحقول والمناجم. في بداية قرننا هذا، في لبنان والعالم، أصبح لدينا جيوش من العاطلين عن العمل يحلمون بعمل، أي عمل، جيوش من المياومين الفاقدين لأدنى حقوق تحميهم من جور أرباب العمل، جيوش من المستغَلين في قطاعات واسعة من المهندس، إلى الاستاذ، إلى الممرض. لقد فتتت الرأسمالية النيوليبرالية هوية العامل ونجحت في تشتيت النقابات وحولتها إلى "هويات" و"اثنيات" وأضحى حلمنا أن نشهد إعادة تكوين حركات عمالية تشبه ما كانت عليه في القرون الماضية من جهة توحدها ووعيها بواقعها ووحدة مصيرها. في لبنان النازف المنهار اقتصادياً وسياسياً، تقتصر أحلامنا على المطالبة بعمل لضمان لقمة العيش قبل المطالبة بحقوق للعمال. أما العمال الذين لا يزالون في عملهم، فقد جرى استنزافهم على مدى عقود وجرى شرذمتهم من خلال إخضاعهم لمنطق سلطة الأحزاب الطائفية التي حولت الحصول على عمل إلى "منة" يجب على العامل شكرهم عليها والإرتهان لهم بموجبها. تتعدد أدوات الإخضاع في العالم الحديث، لكن في بلدنا تصبح الطائفية أداة رهيبة تستعمل كل يوم لتشتيت النقابات أو شرائها أوتدميرها لمصلحة أرباب العمل. ما وصلنا له من دمار اجتماعي ساهم به بشكل كبير غياب النقابات المستقلة المدافعة ليس فقط عن حق العامل بل أيضا المدافعة عن القطاعات وديمومتها واستقلاليتها عن القرار السياسي الذي يريد تدجين كل القطاعات وتحويلها إلى مزارع يرتع فيها المحازبون والموالون. نحن اليوم بحاجة لثورة تبدأ من كل بيت ومدرسة وجامعة وحقل ومصنع وجريدة ودار نشر لإعادة تشكيل نواة لنقابات مستقلة تؤسس لبناء الوطن حجرة حجرة في بلد انهارت فيه كل الأعمدة. لا نهوض لنا من دون حرية قرارنا الضروري لبناء قطاعات منتجة مستقلة خاضعة لمعايير الكفاءة دون غيرها. لا راحة لعمالنا ولا مستقبل لهم من دون تنظيم أنفسهم بكيانات لها قرارها الحر للدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، ولا مستقبل لأولادهم من دون التمسك ببناء مؤسسات تكون نقطة الإنطلاق لبناء ما يشبه وطن.
****
15- تحية جوزاف عبد الله
إنه الأول من أيار. يوم العمال العظيم حيث يحوم شبح الاشتراكية حول العالم. إنه يوم الاحتفال في كل مناطق العالم بيقظة العمال وبامتلاكهم الوعي والإرادة في الوحدة العمالية من أجل النضال في كل وطن وأمة وفي كل العالم لبناء مجتمع متحرر من كل اضطهاد طبقي يقوم به إنسان بحق إنسان آخر، وإقامة المجتمع الاشتراكي.
الأول من أيار رمز ومناسبة للتركيز على الصراع الكبير والعميق بين معسكرين في المجتمع. الصراع الدائم والمستمر بين معسكر الأقلية الطفيلية الرأسمالية التي تحتكر الثروات والمصانع وأدوات السلطة المادية والمعنوية ومعسكر العمال الذين يخلقون بعرقهم وجهدهم الثروات ويعطون للمواد الأولية قيمتها الزائدة. إن الأول من أيار يجسد من جهة، حرمان العمال من نتاج عملهم وجهدهم، وعيشهم حياة الفقر والذل يركضون فيها لتحصيل لقمة عيشهم، بينما تستولي الطغمة الرأسمالية على الثروات التي يكون العمال محرومين منها. كما يجسد من جهة أخرى نهوض العمال وحركاتهم النقابية والسياسية لبناء مجتمع متحرر من الظلم الطبقي.
ما أحوجنا نحن اللبنانيين إلى التركيز بمناسبة الأول من أيار، يوم العمال العالمي، على أهمية بناء الوحدة الطبقية بين العمال بصرف النظر عن هوياتهم المناطقية والإتنية والدينية والمذهبية. إن الطبقات البرجوازية المسيطرة اقتصادياً وسياسياً تعمل على تقسيم الوحدة العمالية، لأن الانقسام العمالي يخدم الطغمة الرأسمالية. ولهذا فإنهم يشكلون الأحزاب والتيارات الطائفية ويزرعون الجهل والتخلف في صفوف العمال محاولين إعاقة الوحدة المطلوبة نقابياً وسياسياً بين العمال.
نحن نعيش اليوم في لبنان في صميم صراع طبقي لا هوادة فيه. فالمحالفة الرأسمالية الطبقية بين المافيات الفاسدة المسيطرة على الدولة والاحتكارات العقارية والتجارية وحيتان المال أوصلت الوطن إلى إفلاس فعلي في ظل دولة فاشلة للغاية. وقامت الرأسمالية المصرفية بالسطو على مدخرات المواطنين أبناء الطبقات الوسطى، وزادت من إفقار الطبقة العاملة وتركتها ضحية التسول للحصول على لقمة الخبز. ولكن الطبقة العاملة وجماهير الفقراء لم تقف مكتوفة اليدين، بل تصدت منذ 17 تشرين لهذا الطغيان الحاقد والغاشم. ففي كل المدن والأرياف اللبنانية انتفض العمال وشتى فئات الفقراء قطعاً للطرقات وحرقاً للرموز المصرفية وحصاراً معنوياً على شتى ممثلي الطبقات البرجوازية المسيطرة. إنها الانتفاضة التي لا بد من تحولها إلى ثورة ستنقل المجتمع اللبناني وطبقته العاملة من حال الخضوع والحرمان إلى بناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية الفعلية التي لا تبنيها أية حركة سياسية إن لم تكن قيادتها بيد الطبقة العاملة.
****

16- تحية الأستاذ سايد فرنجية
في الأول من أيار، تحية نضالية للطبقة العمالية في عيدها. الطبقة العمالية هي صوت العمال والفقراء والكادحين في الدفاع عن حقوقهم ومطالبيهم في وجه سلطة تحالف المال والسياسة والطائفية.
مع انطلاق انتفاضة ١٧ تشرين كان عمال لبنان جزءآ منها، يناضلون ضد النظام الطائفي وطبقته السياسية الفاسدة والعاجزة.
تحية للأيادي العاملة المناضلة ضد الظلم والأستغلال والفساد. تحية للأيادي العاملة في مسيرتها النضالية من اجل التغيير، وبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحكم القانون وحقوق المرأة. فلنجعل من الأول من ايار، محطة لوحدة الطبقة العاملة، وقوة تغيير في مسارات الشعوب المناضلة. تحية تقدير واكبار لكل عاملة وعامل في عيدهم.
****

17- تحية الصيدلي الدكتورة إيمان حمدان زيادة
لم أجد أعمق من هذه العبارة للتعبير عن واقع العمال اليوم...
نعم إنه الألم اليومي لتأمين لقمة العيش في وطن قرر أهله ان يبدأوا بنهش بعضهم بعضا بالتشرذم الطائفي والسياسي، بدلاً من التكاتف لتخطي المحنة الفتاكة بجميع القطاعات، والقطاع الصيدلاني أحدها.
الألم لرؤية أحلامنا تتلاشى بسبب طمع البعض.
الألم على ما بنيناه طوال سنين من العمل الدؤوب والمضني، حققنا ذاتنا بذاتنا فسُرقت أحلامنا.
إن ما يعيشه ويتكبده العمال وأصحاب المهن الحرة، والصيادلة من ضمنهم، لا يتناسب اطلاقا مع المردود المرجو إن كان مادياً أو معنوياً.
في هذه المناسبة لا أستطيع إلّا أن أدعو جميع العاملين والعاملات، الحالمون مثلي بغدٍ أفضل...
بأن لا يتخلوا عن أحلامهم...
وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
"وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا"
"وما استعـصى على قومِ منالٌ إذا الإقـدام كـــان لــهـم ركابا"
فإلى العمل...
****

18- تحية أديب أبو حبيب
يأتي أول أيار هذه السنة في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية وبطالة مدمرة بالنسبة للعمال وذوي الدخل المحدود، نتيجة لسياسة السلطات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف حتى الآن. هذه السلطات التي ضربت بعرض الحائط ما قررته الحركة النقابية في المؤتمر النقابي الوطني في دورته السابعة سنة ١٩٩٦ ببرنامجها الإصلاحي الاقتصادي الاجتماعي الشامل؛ فبدلاً من أن تستجيب إلى مطالب الحركة النقابية لجأت إلى تفتيتها وتوجيه الضربة الأساسية إلى الاتحاد العمالي العام من خلال وضع اليد عليه وإلغاء دوره، حيث وجد العمال والشباب والنساء المنتفضون في ١٧ تشرين وحدهم في الشارع بغياب الاتحاد العمالي العام والنقابات العمالية، يناضلون من أجل حقهم في العمل والسكن والضمانات الاجتماعية، متخطين كل الحواجز الطائفية والمناطقية التي وضعتها قوى وأحزاب السلطة.
وقد استفادت القوى السياسية من كورونا لوقف هذه التحركات الثورية مؤقتاً إلّا أن حركة الجماهير لا يمكن إيقافها، فهي مثل المياه يمكن وضع سدود في وجهها وتأخير تدفقها في النهاية ستدمر كل السدود وتعود إلى مجراها الطبيعي. أنني أدعو الشباب المنتفضين إلى عدم اليأس والحذر من اندساس أزلام السلطة للقيام بأعمال التخريب. تحية لكم يا عمال وشباب وشابات بلادي فلنجعل من الأول من أيار رمزاً لنضالنا من أجل حقنا بحياة أفضل ولمواجهة سياساتهم المدمرة للشعب وللوطن والعمل من أجل إيجاد حركة نقابية مستقلة عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي.
****

19- تحية محمود القاضي
يطلّ علينا الأول من آيار هذا العام والأزمات تعصف بالبلد من كل حدب وصوب، في جو التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، تزامناً مع تفشي وباء الكورونا الذي زاد في الوضع قساوة على الصعيدين الصحي والاجتماعي والمعيشي والاقتصادي.
أمام هذا الوضع يُطرح أمام الطبقة العاملة، وكل ذوي الدخل المحدود والفئات الشعبية ضرورة مواجهة ما تتعرض له أوضاعهم المعيشية من تراجع في القدرة الشرائية، نتيجة تفلت سعر صرف الليرة تجاه الدولار وارتفاع الأسعار دون حسيب أو رقيب.
إنّ الأول من أيار هذا العام يأتي بعد انتفاضة السابع عشر من تشرين، التي انتفض فيها الآلاف من شعبنا في ساحات لبنان على امتداد الوطن تحت شعار إسقاط الطغمة السياسية الحاكمة المتحالفة مع حيتان المال من مصارف وأصحاب رؤوس الأموال، الذين مارسوا نهباً لمقدرات البلد على مدى عقود، وقد استطاعت هذه الانتفاضة أن تخلخل أركان هذه السلطة، التي تفتش حائرة على حلول لهذه الأزمة والتي لن تصل إلى تحقيقها إلّا بزيادة ضغط كل المتضررين من سياسات هذه السلطة والتي تقف في طليعتها الطبقة العاملة التي لطالما عودتنا في الوقوف في الصفوف الأولى للمواجهة. وهذا يتطلب أن يسعى كل الغيورون على وحدتها أن يتم العمل على تحفيز كل النقابات والرواب ط على توحيد جهودها للمواجهة المصيرية التي آتية لا ريب.
عاشت الطبقة العاملة والنصر آتٍ لا محالة.
****

20- حسن جمول، صيدلي
في الأول من أيار يجب على العمال الذين يكلون عصب الشعوب الحرة والثورات، استعادت كرامتهم المفقودة لتعود حقوقهم المهدورة.
****

# موسومة تحت : :