الأحد، كانون(۱)/ديسمبر 22، 2024

"نضال الاسمر ..."القائد

  ادارة الموقع
وثائق الحزب
نضال الاسمر . القائد كان هذا في صيف ١٩٧٨ . في احدى مواقع الحزب العسكرية المتقدمة في جنوب لبنان على تله تسمى تله مسعود ، حيث كانت خط تماس مع مواقع انتشار العدو وعملاءه بعد اجتياح عام ١٩٧٨ للجنوب وانشاء حينها ما سمي بالشريط المحتل . . شكل حزبنا يومها قوه خاصة سريه من كافه المناطق اللبنانية وتم تجهيزها وتدريبها كي تعمل خلف خطوط العدو .


كنا ضمن هذه القوه في بيروت حيث طلب منا تجهيز مجموعة وارسالها الى الجنوب للمشاركة في مهمات ضد مواقع العدو . وبعد وصولنا وعبر التنسيق مع مسؤول العمليات الخاصة في الجنوب ، تم نقلنا فجرا الى تله مسعود . كانت حينها قذائف مدفعية العدو تتساقط علىها وحولها ، وامتزج غبار ودخان القذاىف مع الضباب الذي كان يلف حينها التله . طلب منا ان ناخذ من الخنادق التي كان الرفاق المتواجدين على التله قد قاموا بتجهيزها حماية لهم . بعد توقف القصف واندثار الدخان والضباب خرج الينا من احدى الدشم شاب اسمر البشره طويل القامه بشوش الوجه يرتدي الزي العسكري الكاكي تقدم نحونا ببطىء مع إبتسامة على محياه واخذ يصافح كل واحد منا ويسأله عن سلامته اذ كان تعرض لاذى من جراء القصف . ثم طلب منا مرافقته الى احدى الدشم المتقدمه واخذ يشرح لنا تضاريس المنطقة وأسماء القرى والمناطق المحيطة ، ومواقع انتشار العدو ، واماكن كماىنهم المحتملة . كان الرفيق على علم بالمهمة التي من اجلها قد اتينا . فطلب منا الاستراحة وقدم لنا الطعام . على ان نتحرك ليلا برفقه رفيق ( دليل) كان قد اخطاره لهذه المهمة.
هكذا تعرفت لاول مرة على الرفيق نضال الاسمر . بقي هذا اللقاء في ذاكرتي لسنوات طويلة ، لقد تاثرت بشخصيته الهادئة وبطلته وحضوره وشجاعته وتواضعه وقربه من الرفاق ، لقد كان نموذجًا للقائد العسكري الذي مزج بين الطيبة والحزم وبين الجراءة والحرص على الرفاق أثناء تنفيذ المهام . بقيت رفيقي نضال نموذجًا احتذي بك اتابع اخبارك عن بعد ،خاصة بعد غارة الرملية التي اصبت بها وكنت الشهيد الحي . كنت ارسل لك التحيات ، الى ان التقينا موخرا في المؤتمر الثاني عشر لحزبنا حيث انتخبت عضوًا في لجنته المركزية.
نم مطمئنًا يا رفيقي . كنت وستبقى القدوة والرمز وبطلًا وقائدا من قادة حزبنا الكبار.
رفيقك احمد بدران .