الأحد، تموز/يوليو 13، 2025

الحزب الشيوعي اليوناني: زيارة بومبيو تسرع حدوث تطورات خطيرة

  موقع الحزب الشيوعي اليوناني
عربي دولي
أقيمت تظاهرة جماهيرية في مدينة ثِسالونيكي يوم 28 أيلول/ سبتمبر الماضي رفضاً لزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وكانت التظاهرة قد نظمت من قبل اللجنة اليونانية للركود والسلم اﻷمميين ونقابات عمالية وجمعيات طلابية.

وفي سياق متصل، نظمت تظاهرة مماثلة في اليوم التالي في مدينة خانيا في جزيرة كريت، تزامناً مع تواجد بومبيو مع رئيس الوزراء ميتسوتاكيس، لتفقُّد قاعدة سوذا الجوية الكبيرة.


وشدِّد الحزب الشيوعي اليوناني في بيان أصدره على: "هناك هدفان رئيسيان لزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اليونان: أولاً، تسريع التسويات الخطرة الجارية في شرق المتوسط والمنطقة الأوسع، وفقاً لمعيار حصري متمثل بالمصالح اﻷطلسية وتماسك الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو، وهو الذي تتمثل جزئيته أيضاً في الاستغلال المشترك للثروات من قبل الطبقتين البرجوازيتين لليونان وتركيا، مع عواقب وخيمة على الحقوق السيادية لبلدنا.

ثانياً، الترويج للمصالح الجيوسياسية - الاقتصادية والعسكرية - للولايات المتحدة، وهو ما يفتح الطريق فقط أمام احتدام المزاحمات والصدامات الحربية الجديدة.

ومن هذا الرأي، فليس من قبيل الصدفة هو تزامن هذه الزيارة مع استئناف التواصلات الاستكشافية بين اليونان وتركيا. والتي تتم تحت إشراف عالٍ من الولايات المتحدة - الناتو - الاتحاد الأوروبي والتي حيَّتها حكومة حزب الجمهورية الجديدة وسيريزا والأحزاب الأخرى، وهي التي لا تنقض وبأي حال من اﻷحوال الطابع الخطر للتطورات الجارية في شرق المتوسط وبحر إيجه.

فهي تواصلات مُدمَّجة بالكامل في السعي لتعزيز الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو وانتزاع تركيا من النفوذ الروسي. ولذا فهي تحتوي على مخاطر جديدة على الحقوق السيادية لليونان، ولكن أيضاً على حقوق قبرص، وهي مُرفقة بتصريحات حول "مياه متنازع عليها" مما يصب المياه في طاحونة العدوانية التركية.

هذا وستُدحض لمرة أخرى تلك القوى السياسية التي تُغذي توقعات واهية في ضوء زيارة بومبيو لليونان، كما دُحضت حتى الآن مع خرافتها القائلة بأن من شأن الارتباط اﻷوثق لليونان بمخططات الولايات المتحدة والناتو أن يحصِّن حقوق البلاد السيادية. وفي كل حال، فطوال فترة تصاعد المزاحمات اليونانية التركية هذه، تحولت بلادنا لقاعدة أمريكية أطلسية شاسعة، نتيجة لإبرام حكومتي حزبي الجمهورية الجديدة وسيريزا لاتفاقية إستراتيجية مع الولايات المتحدة. وهي التي يحضُرُ مايك بومبيو لتفقُّد تنفيذها وللترويج للمصالح الاقتصادية اﻷمريكية (طاقة، أحواض بناء السفن، تقنيات حديثة وغيرها) وهي التي لا تمت بأية صلة لمصالح الشعب اليوناني.

يجب ألا يُبدي الشعب اليوناني أي ثقة بخيارات الحكومة، ولكن أيضاً بخيارات الأحزاب البرجوازية الأخرى، التي أولت مهمة الدفاع عن الحقوق السيادية، ولكن أيضاً بمهمة الدفاع عن السلم في المنطقة، إلى الناتو والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. بل على النقيض من ذلك، ينبغي عليه أن يُشدِّد صراعه من أجل فِكاك البلاد من المخططات الإمبريالية وفك ارتباطها مع الناتو والاتحاد الأوروبي، الذي يغذي مع المخططات المذكورة التطورات الخطيرة الجارية في بحر إيجه وشرق المتوسط".