الإثنين، تموز/يوليو 07، 2025

غريب من كفرمتى: لقد انهار نظامكم ومعه دولتكم الطائفية فلا حل ولا معالجة إلّا بدولة المواطنة والعلمانية دولة الديمقراطية الدولة المقاومة

أخبار الحزب
 أقامت منطقة كفرمتى في الحزب الشيوعي اللبناني، حفل عشاء ساهر احتفالاً بالذكرى الـ 38 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، مساء أمس، بحضور الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب وأعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب.


بداية مع النشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني. ثم ألقى الرفيق رودي خداج كلمة منظمة كفرمتى في الحزب، ‏تطرق خلالها إلى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وأبرز العمليات التي قامت بها، والتي تتوجت بتحرير 80 % من الأراضي المحتلة.

‏وقال "‏لقد أكّد حزبنا دوماً أنّ حربنا مع الكيان الصهيوني هي حرب وجود وليست حرب حدود فقط، وأنّ ‏شعارنا المقاوم لا يكتفي بمقاومة المحتلّ فقط بل ‏يقاوم نظام الطائفية والاستغلال والتبعية القائم على الزبائنية والمحاصصة وإفقار الشعب اللبناني ‏وإذلاله. ‏ومن هذا المنطلق قلنا أنّ ‏لا تحرير دون تغيير ولا تغيير دون التحرير"، مؤكداً أن "‏حزبنا الشيوعي اللبناني يملك استقلالية قراره ولا يتبع أحد ‏ولا يقبل الوصاية من أحد، منذ أن رفضنا قرار تقسيم فلسطين، مع الشهيد فرج الله الحلو ‏الذي قال أن الصهيونية ليست خطراً موضعياً سيتناول قطعة دون غيرها من هذا الشرق العربي بل هي حركة رجعية استعمارية غرضها جعل فلسطين مطمعاً لكل استعمار اجنبي يبسط فيها نفوذه الاقتصادي ‏والسياسي وسيطرته على جميع الأقطار العربية ‏وما ورائها من بلاد الشرق".

غريب
بدوره ألقى الرفيق حنا غريب كلمة الحزب، وقال "لكفرمتى تاريخ مشرّف من العطاءات والتضحيات التي لا حدود لها في النضال الوطني والسياسي والاجتماعي. لمخيمها حيزاً هاماً في ذاكرة شعبنا وحزبنا. بين صنوبراته تخرّجت مقاومات ومقاومي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ومنه تخرّجت مقاتلات ومقاتلين اّستبسلوا على كل الجبهات ضد قوى التقسيم والفدرلة الطائفية من الداخل، وضد الاحتلال الصهيوني وحلفائه من الخارج. انه جزء من التاريخ التحرري الوطني والاجتماعي للجبل. على تلال عاليه والشحار وفي وديانه سكب الحزب ومنظماته من الجبل ولبنان أسطراً بحبر دماء شهدائه الطاهرة فكان تحرير الجبل من الاحتلال الصهيوني وكان سقوط اتفاقية 17 ايار.
فألف تحية لهم جميعاً في الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس جمّول، التي أطلقها حزبنا ووقع بيان اعلانها الرفيق الشهيد جورج حاوي مع الرفيق الراحل محسن إبراهيم.".
وأضاف "على درب جمول... مستمرون لأن قضية جمّول لم تنته بعد. ولن تنتهي إلّا بتحقيق التحرير والتغيير وتلازمهما معاً:
- ضد النهب الإمبريالي والصهيوني لخيرات وثروات شعوبنا، الذي يتوسّل الاستتباع والسيطرة والاحتلال، عبر صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية واتفاقيات الاستسلام والتطبيع التي تقوم بها انظمة الخيانة مع الكيان الصهيوني
- وضد الأنظمة الرأسمالية التبعية المحلية ومنظوماتها السياسية التي تتولى تنفيذ مهمتين اثنتين، استغلال شعوبها وافقارها وتهجيرها، وحماية مصالح الإمبريالية".
ودعا غريب "كل القوى المقاومة لإعادة الاعتبار إلى قضية جمّول التي تثبت الأحداث في المنطقة العربية عموماً ولبنان خصوصاً، ضرورة اجراء هذا التلازم لنبني مع انتفاضات شعوبنا العربية ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني مشروع الارتقاء بمسيرتها إلى مصاف مقاومة عربية شاملة في مشروع واحد للتحرر الوطني والاجتماعي على المستوى القومي عموما وعلى مستوى كل بلد عربي ".
وتابع "من حق شعبنا أن يسأل ويحاسب، ومن حق جمّول أيضاً ان تسأل وتحاسب، ومن موقع الحريص على خيار المقاومة وعلى حمايتها وتطويرها فهي المؤسس والشريك في انجاز التحرير وهي التي حرّرت أغلبية المناطق المحتلة من الاحتلال الصهيوني، ونفّذت آلاف العمليات وقدّمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى.

نعم، من حقها ان تسأل: ماذا فعلتم بإنجاز التحرير؟ ماذا بقي منه على يد أركان هذه المنظومة القاتلة ونظامها، وهي التي حرّرت بيروت ... وهم من فجّروها ، ماذا بقي منه على يد أركان هذه المنظومة المتنقلة من وصاية الى وصاية، ومقاومو الجبل من تصدّوا للبارجة نيوجرسي... وهم من أتوا اليوم بأخواتها الاميركية والبريطانية والفرنسية إلى مياهنا الاقليمية واصبح جنودها على الأراضي اللبنانية وبموافقة هذه المنظومة.

ماذا بقي من لبنان المهدد بمصيره ووجوده وكيانه في ظل هذه الانهيارات التي يرزح تحت وطأتها شعبنا الذي يصارع طلباً للهروب من مأساته والبقاء على قيد الحياة فيستشهد اطفال فقرائه في عرض البحار".
وأردف "ثلاثون عاماً والحزب مع قوى سياسية وطنية واجتماعية ونقابية شريفة ومستقلة، في قلب المواجهة ضد سياسات أركان المنظومة السلطوية المرتهنة التي تتحمل كامل المسؤولية عن النتائج التي وصلت اليها البلاد:
انهيار مالي، اقتصادي، اجتماعي، تربوي وتعليمي، صحي، انهيار في مؤسسات الدولة وخدماتها العامة وقبلها جميعا انهيار الميثاقية، والديمقراطية التوافقية الكاذبة، ووهم الحياد، والمثالثة وحقيبة المالية والفدرلة وطروحات الارتداد والتقوقع المذهبي وصولا لصدامات الاقتتال".
وشدّد غريب على أن "كل هذه الانهيارات تعني شيئاً واحداً هو انهيار نظامكم الطائفي المذهبي، ومعه دولة المحاصصة والفساد وحكوماتها المستنسخة والتي توجّت اليوم باعتذار مصطفى أديب وقبله استقالة حكومتي الحريري ودياب وفي أقل من عام على انطلاقة انتفاضة 17 تشرين الأول.
نعم لقد انهار نظامكم ومعه دولتكم الطائفية فلا حل ولا معالجة إلّا بدولة المواطنة والعلمانية دولة الديمقراطية الدولة المقاومة".
كما أكّد أن "هذا هو كشف الحساب الذي من حق جمول أن تنتصر له ولقضيتها ومفهومها بأن المقاومة ليست مقاومة بالسلاح فقط، وهو أساسي وهام، بل هي مقاومة وطنية شاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم، مقاومة شاملة للتحرر الوطني والاجتماعي الذي بها يخوض شعبنا صراعه الطبقي ضد المشروع الاميركي وأدواته من الخارج وضد الاستغلال الطبقي لنظام المنظومة السلطوية المتحالفة معه في الداخل.

من هنا تبدأ الخارطة والكلمات شرقاً وغرباً. انه الدرس الذي لا بدّ من أخذ العبرة من خلاله في استكمال المواجهة على قاعدة الجمع والتكامل بين انطلاقة جمّول في 16 أيلول 1982 وانتفاضة 17 تشرين الاول 2019 اللذان يجسدان اليوم القضية الواحدة، التي انتصر لهما شعبنا، ومن غير هذا الشعب يؤكد صحة وصوابية هذين الخيارين؟".

كما اعتبر "ان اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، هو تعبير حي عن انهيار نظام المحاصصة الطائفية في ظل تصارع رعاته الدوليين والاقليميين حول تقاسم النفوذ، الأمر الذي انعكس فوراً تسارعاً في وتيرة الانهيار الشامل واصبحت المجاعة على الأبواب، ومليون طالب لا يتعلمون، ونصف الشعب اللبناني عاطل عن العمل، وخطر الفوضى وتحكم الاحتكارات في الأسعار ورفع الدعم عن المحروقات والدواء والقمح وتحرير سعر صرف الليرة.
لقد فشلوا ويرفضون دفع الثمن والتنازل لشعبهم وهم مستمرون في أخذ لبنان الى الآتي الأعظم، ونحن الفقراء الذين لم يعد لدينا ما نخسره بعد ان خسرنا كل شيء. خسرنا فرصة العمل ولقمة العيش وسقف البيت والمدرسة والأمان الصحي، لكننا لن نخسر كرامتنا الوطنية وحقنا في العيش بوطن حر وشعب سعيد".
وختاماً، شدّد على أنه "لا خيار أمام شعبنا الا بقاء الانتفاضة مشتعلة، وحتى تبقى مشتعلة، لا أفق الا بتصعيدها وتحويلها إلى ثورة وطنية ديمقراطية تطيح بمنظومة الفساد ونظامها. وإن بدت الانتفاضة اليوم قد خمدت بعد أن حققت ما حققته، إلّاأان شرارتها قد اشتعلت، وجذوتها الثورية لا تزال مشتعلة في قلوب ووجدان ووعي شعبنا المصمم على المتابعة حتى تحقيق كامل أهدافها،
فعليها بني ويبني حزبنا دعوته لبلورة مهام هذه الثورة والمساهمة في انضاجها كما ساهم في انضاج الانتفاضة. وليكن عيد تأسيس الحزب في الذكرى السادسة والتسعين لتأسيسه محطة سياسية تصب بهذا الاتجاه، داعين منذ الآن جميع منظمات الحزب وقطاعاته في الداخل والخارج الى تنظيم اوسع برنامج للنشاطات والندوات والاحتفالات والتحركات احياء للمناسبة وتحضيراً للنزول الى الشارع في 24 تشرين الأول في بيروت، تحت شعارات الحزب واعلامه وراية الثورة الوطنية الديمقراطية.
داعين بذات الوقت لاطلاق كل المبادرات وتنسيقها منذ الآن بما يخدم هذا الهدف والى احياء الذكرى الأولى للانتفاضة في المناطق وساحاتها تحضيرا للتحرك المركزي في بيروت في 17 تشرين الاول واعتبارها منصة من منصات المواجهة المفتوحة مع هذه المنظومة المرتهنة ومن اجل تغيير موازين القوى وبناء اوسع ائتلاف وطني يطلق المشروع السياسي البديل، القادر على فتح الطريق امام مرحلة انتقالية من خلال حكومة وطنية انتقالية من خارج المنظومة السياسية الحاكمة مع صلاحيات استثنائية محددة تكون قادرة على الانتقال بلبنان من الدولة الطائفية المذهبية الفاشلة الى الدولة الوطنية الديمقراطية المقاومة".