الأربعاء، تشرين(۲)/نوفمبر 20، 2024

كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في "يوم الشهيد الشيوعي" وذكرى استشهاد الرفيق جورج حاوي

  حنا غريب
أخبار الحزب
هو 21 حزيران، يوم "الشهيد الشيوعي" وذكرى استشهاد الرفيق جورج حاوي، هو يوم شهداء الحزب، يوم كل الشهداء الذين سقطوا على درب التحررالوطني والاجتماعي لشعبنا، درب التحرير والتغيير، درب فرج الله الحلو وأحمد المير الأيوبي... درب الحرس الشعبي وقوات الأنصار درب جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي أطلق نداءها الأول الرفيق الشهيد جورج حاوي والرفيق محسن إبراهيم، ضد الاحتلال الصهيوني والقوات العميلة له في الداخل.


فأسمى التحيات إلى أرواح هؤلاء القادة وإلى قوافل الشهداء الذين سقطوا في كل ميادين النضال مجسّدين بدمائهم تاريخ حزبهم ونضال شعبهم ضد الهيمنة الإمبريالية والصهيونية، وضد الاستغلال الطبقي الذي تمارسه المنظومة السلطوية الفاسدة المتمسكة بتبعية نظامها السياسي للإمبريالية.
والتحية أيضاً لكل الشهداء المقاومين ومن مختلف القوى والفصائل والأحزاب المقاومة على ما حققوه من إنجازات وكان إنجاز التحرير أبرزها، ويبقى العهد لهم في متابعة ما بدأوه لتحقيق التغيير المطلوب الذي استشهدوا من أجله، تغيير نظام هذه المنظومة المرتهنة التي تسرع في الإفراج عن العملاء، وتترك جثامين الشهداء المقاومين لدى العدو الصهيوني، ولا تحرّك ساكناً من أجل الإفراج عن المناضل جورج إبراهيم عبدالله داعين للمشاركة في التحرك أمام السفارة الفرنسية في 14 تموز القادم من أجل الإفراج عنه.
هي منظومة سياسية أوصلت لبنان اليوم على شفير الانهيار الشامل حتى بات مهدداً بمصيره ووجوده، بعد أن استحقت كل أزمات نظامه المتفجرة دفعة واحدة، وأصبح كل طرف من هذه المنظومة: قوى سياسية، مصارف، مصرف لبنان وأصحاب الاحتكارات، يحاول التهرّب من مسؤوليته ويلقيها على الطرف الآخر في مناورة مكشوفة للتهرّب من دفع الثمن وتدفيع الشعب اللبناني تبعات فشلهم ونهبهم مستخدمين كل ما ملكت ايديهم من وسائل لضرب الانتفاضة ومنع التغيير:
فبدل التنازل لشعبهم وانتفاضته لبناء دولة وطنية ديمقراطية، دولة الاقتصاد المنتج: يذهبون للتفاوض مع صندوق النقد الدولي ودوله "المانحة"، التي هي هي الدول التي تفرض العقوبات الاقتصادية والمالية على كل الدول الممانعة لسياستها بما فيها لبنان بهدف إخضاعه لشروطها السياسية وضرب موقعه المقاوم وتنفيذ صفقة القرن عبرالقراراين 1559 والـ1701 وقانون قيصر الذي يستهدف تجويع الشعب اللبناني كما الشعب السوري والذي نرفضها وندعو لمواجهتها جميعاً تحت عناوين توسيع دور اليونيفيل وترسيم الحدود السورية – اللبنانية؛ استخدام ورقة النفط لترسيم الحدود البحرية، وتنفيذ إجراءات سيدر وضرب القطاع العام واعتماد التقشف وخصخصة قطاعات الخدمات وفرض ضرائب إضافية على المواطنين، ودعم بقاء النازحين السوريين وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في إطار تصفية القضية الفلسطينية عبر البدء بضم الضفة الغربية وغور الأردن بعد ضم القدس ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وأمام كل هذه الضغوطات الأميركية والغربية وبموازاتها، تتواطأ المنظومة السلطوية معها في ضرب الانتفاضة لتبرير ما قد تقدم عليه من تنازلات بحق شعبنا ووطننا:
- فها هي تلقي الجزء الأكبر من الخسائر على الأجراء والمتعطلين عن العمل والموظفين والمتقاعدين وصغار المودعين وكل من يعتاش من دخل بالليرة اللبنانية، التي تراجعت قوتها الشرائية ولا تزال تتراجع، وآخر ابداعات فسادهم واجرامهم يتبدى في موضوع توزيع الخسائر التي تنخفض أرقامها من 241 تريليون ل.ل إلى 150 تريليون إلى 85 تريليون ل.ل، والمسألة هنا ليست حسابية بقدر ما هي عدم تدفيع الثمن لأصحاب الرساميل والودائع الكبيرة والمساهمين الأساسيين في المصارف وللعديد من النواب الأعضاء في مجالس إدارتها أو هم من كبار المودعين فيها.
- وتمعن هذه المنظومة السلطوية في محاولاتها ضرب الإنتفاضة عبر ممارسة المزيد من القمع ضد المنتفضين، وفي محاولاتها دفع البلاد نحو الفوضى والصدامات تحت غطاء الخطابات والطروحات الطائفية والمذهبية والسياسية الضيقة، ووضع الشارع بوجه الشارع تحت عناوين الفدرلة أو المثالثة؛ لمصادرة الحياة السياسية، وطمس القضايا الأساسية التي طرحتها الانتفاضة، ما يخدم المحافظة على نظام المحاصصة القائم.
- إنّ الدعوة إلى لقاء بعبدا يوم الخميس القادم في 25 حزيران يأتي ضمن هذا الإطار، بحجة وأد الفتنة التي تفننوا ولا يزالوا يتفننون هم بإشعالها كلما تهدّدت مصالحهم الطبقية، وعليه ندعو إلى أوسع تحرك سياسي وشعبي للانتفاضة ضد الفتنة وأصحابها وضد الاستخفاف بوعي الشعب اللبناني الذي لم تعد تنطلي عليه مثل هذه المسرحيات. واعتبار هذا التحرك شاملاً لكل ساحات الانتفاضة ومحطة من محطات تثويرها وخلف شعار واحد للتغيير، شعار بناء دولة وطنية وديمقراطية تجسد صياغة "مشروع سياسي بديل لسلطة بديلة" قادرة على بناء أوسع ائتلاف وطني للتغيير يرسي دعائم الاقتصاد الوطني المنتج، إنها الدولة القادرة على تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية المقرونة بالانفتاح والتكامل مع دول الجوار العربي، الدولة الرافضة للتبعية والارتهان لقوى الرأسمال والعدوان، الدولة المقاومة التي منها ننطلق إلى الخارج. إنها الدولة التي سقط من أجلها الشهداء شهداء المقاومة والانتفاضة شهداء التحرير والتغيير.
عاش يوم الشهيد الشيوعي.
عاشت ذكرى الشهيد الرفيق جورج حاوي.
والمجد والخلود للشهداء.

بيروت - وطى المصيطبة في 21 حزيران 2020