الجمعة، نيسان/أبريل 19، 2024

الخليل: "نتنياهو" يقتحم قرية سوسيا الأثرية وجيش الاحتلال يقمع مسيرة منددة

فلسطين

اقتحم رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، مساء يوم أمس الأحد، قرية سوسيا الأثرية في مسافر يطا جنوب الخليل برفقة عدد كبير من المستوطنين في ظل إجراءات عسكرية مشددة فرضتها قوات الاحتلال؛ شملت إغلاق منطقة المسافر وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، وحواجز عسكرية لمنع المتضامنين والطواقم الصحفية من الوصول إلى المنطقة.

وكان نتنياهو أعلن نيته اقتحام مواقع أثرية في مسافر يطا، للمشاركة في افتتاح موقع أثرى يتبع لإحدى المستوطنات القائمة فوق الأراضي الفلسطينية في المنطقة، ونفذ هذا الاقتحام تحت إشراف وزارة السياحة والآثار في حكومة الاحتلال.

وقمعت قوات الاحتلال قبيل اقتحام نتنياهو القرية، مسيرة جماهيرية انطلقت في مسافر بلدة يطا، رفضا لاقتحام رئيس حكومة الاحتلال لقرية سوسيا الأثرية، وهي واحدة من بين عشرات القرى والخرب الواقعة في المنطقة.

وهاجمت قوات الاحتلال بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع المئات من المواطنين وممثلي الفعاليات الوطنية والمؤسسات الأهلية ومتضامنين أجانب ودعاة سلام، ممن شاركوا في المسيرة التي دعا إليها أهالي المسافر بالتعاون مع اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ولجان الحماية والصمود ونشطاء فلسطينيون.

وانطلقت المسيرة من قرية سوسيا باتجاه المواقع المزمع اقتحامها من قبل رئيس حكومة الاحتلال إلا أن قوات الاحتلال منعت وصولهم للمنطقة، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات المنددة بالاحتلال وبسياسة التطهير العرقي التي ينتهجها بحق أهالي المسافر لصالح مشاريعه الاستيطانية.

وتتعرض قرية سوسيا لحملة تهجير منذ سنوات طويلة، زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، إذ شملت هدم منازل ومنشآت واعتقالات وإرهاب المزارعين.

وسوسيا أو سوسية قرية فلسطينية تقع شرق مدينة يطا بمحافظة الخليل، ويعيش فيها قرابة 400 نسمة ويعتمدون على رعي المواشي واستصلاح عدة كروم من شجر الزيتون.

وتصنف أراضي قرية سوسيا ضمن المناطق "ج" حسب اتفاق أوسلو، وتقع ضمن سيطرة الاحتلال المدنية والأمنية، وأنشأ الاحتلال على القرية مستوطنة "سوسيا" عام 1983 وبلغ عدد سكانها 737 شخصا في عام 2006.

وفي عام 1986 طرد الاحتلال السّكان من بيوتهم، بعد أن أعلنت ما يسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال عن القرية الأصلية بأنها حديقة وطنية يقع في مركزها موقع أثري.

ويتعرض السكان لاعتداءات متكررة، ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وارتفعت وتيرة التهجير والهدم وأعمال التجريف في الآونة الأخيرة، بعد الإعلان عن خطة الضم، والتي من المتوقع أن تستهدف المناطق المصنفة "ج" بدرجة أولى.

ويحاول الاحتلال ومستوطنوه بشكل متكرر تهجير 16 خربة في مسافر يطا، تقع في نهاية سلسلة جبال الخليل باتجاه هضبة النقب، ويقطنها نحو 2200 فلسطيني يصرون على الصمود والبقاء على أراضي جدودهم.

وينشر الاحتلال مستوطناته لفصل المسافر عن محيطها، عدا إعلان معظم أراضيها مناطق عسكرية مغلقة ومناطق تدريب عسكري، وفرض قيود على حرية حركة السكان، وتقليص مساحة رعي المواشي التي يعتمد عليها السكان برزقهم.
*الضفة المحتلة - بوابة الهدف