الخميس، نيسان/أبريل 25، 2024

كلمة نقيبا المحامين في بيروت ملحم خلف وطرابلس محمد المراد (فيديو)

لبنان
كلمة نقيبا المحامين في بيروت ملحم خلف وطرابلس محمد المرادخلال المؤتمر الصحفي المُنعقد في دار نقابة المحامين في بيروت مساء 5/8/2020:

نقيب المحامين في الشمال محمد المراد:

كلماتنا خرساء أقلامنا عمياء، بلاغتنا جوفاء امام هذا السيل من دماء الأبرياء التي تدفقت في شوارع بيروت وملأت أرضها وبحرها والفضاء،
لعل من أبسط الواجبات الوطنية والإنسانية والأخلاقية ان تعرب نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس عن الذهول والحزن الشديدين ازاء هذه المأساة الكارثية التي حصلت غروب امس الثلاثاء 4/8/2020 في مرفأ بيروت، وحصدت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى وخلفت دمارا مرعبا واضرارا رهيبة في كثير من المؤسسات العامة والخاصة والمنازل والمتاجر ومنها مبنى نقابة المحامين في بيروت، ومنازل بعض الزملاء ومكاتبهم، زلزال حل بالعاصمة، فأصاب الوطن مقتلا، في ظل تدهور الإقتصاد وانهيار النقد وتردي المعيشة وتفشي الوباء،
من ابسط واجباتنا كنقابتين، ان نتقدم بشكوى جزائية مع اتخاذ صفة الإدعاء الشخصي بحق كل فاعل او شريك او محرض بجرائم القتل والإيذاء الجرائم الواقعة ضد الإنسانية، وقد تسجلت هذه الشكوى بتاريخ اليوم 5/8/2020 تحت رقم 4458\م\2020 وطلبنا فيها:
1- اتخاذ الإجراء الإحتياطي بحماية موقع الجريمة ومنع الدخول اليه درءا للعبث بالأدلة وضياعها.
2- تعيين لجنة من الخبراء ذوي الخبرة العالية في مجال الهندسة والمواد المتفجرة الحارقة والكيميائية من الخبراء المحليين والدوليين.
كما تقدمت نقابة المحامين المحامين بطلب تعيين لجنة من الخبراء امام حضرة قاضي العجلة في بيروت لتحديد ماهية وطبيعة الأضرار اللاحقة بنقابة المحامين في بيروت.
وان نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس تتوجه بالشكر العميق والتقدير العالي لجميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإنسانية والبلديات والمستشفيات والطواقم الطبية والمواطنين وجميع الذي بادروا الى اعمال الإغاثة والإيواء والمساعدة بأي صورة كانت،
وفي المناسبة تعلن نقابة المحامين في الشمال ان مكاتب المحامين ومنازلهم في الشمال على السواء مفتوحة امام الزملاء المتضررين في بيروت.
نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف:

إنّنا جميعنا مدعوون اليوم الى التعاضد والتكاتف والتضامن مع بعضنا البعض...
إنّ الوقت ليس للوقوف على الأطلال
ونقابتا المحامين في بيروت وفي طرابلس وعلى عادتها الى جنب كل مواطن،
ما أصابنا لن يثنينا عن متابعة امور الوطن فأبوابها تبقى مشرعة في كل حين،
ثقوا أنّنا أقوى مِن كل المحن بمحبتنا لبعضنا البعض.
إعرفوا أنَّ المرحلةَ التي يمرُّ بها الوطن، هي مرحلةُ الامتحانِ الصَّعبِ، ونضالنا من أجله، حتى اليوم، دليلُ جُرأةٍ وكفايةٍ ورجاء.
إعرفوا أَنَّ المستقبلَ مرهونٌ على مِقدارِ وَعْيِنا، للحاضِرِ، وقُدرتِنا على صُنعه.
إنَّ اتخاذَ القرارِ الحرِّ، شأنٌ خطيرٌ ومصيريٌّ. وقد أوصَلَتنا قُدراتُنا إلى مرحلةِ اتّخاذِ القرارِ.
إنَّ عصورَ الرّفاهِ واللَّهوِ لا يذكرُها التاريخُ، ولا تتحدَّثُ عنها الشعوبُ، فالمراحلُ العظيمةُ التي تمرُّ بها الأوطانُ، هي مراحلُ المِحَنِ والمآسي والخُطوبِ، ففيها تتقدَّسُ النفوسُ، وتبرأُ العقولُ، وتتلاشى الانقساماتُ والفوارقُ.
وقد قُيِّضَ لنا أن نعيش هذه المرحلة، وأن نكون مع التاريخِ على موعدٍ.
إنّ نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس هي رافعة وطن وهي على موعدٍ مع قيام وطن على قدر أحلامكم وأحلام أولادكم.
ونحن نسأل،
مَن أنتِ أيتُّها السُلْطَة حكَّاماً ومتحكِّمين؟
مَن أنتِ أيَّتُها السلطة التي تَقْتُلين اللُبنانيّين بدمٍ بارد وتدوسين على أرواحِهم بوقاحة الإغتيال العبثيّ؟
مَن أنتِ أيَتُّها السُلْطة التي تحترفين إمتصاصِ دماءِ اللُبنانيّين وسرقته في فِعْلِ حِقْدٍ وخُبثٍ ومن دون مسؤوليَّة؟
مَن أنت أيتُّها السُلْطَة الهادرَةُ المنغمسة في الإجرام بحق اللبنانيين؟
نعرِفُ من أنتِ ولن نَقْبَل بأقلّ من محاسبتك بمحاكَمَةٍ عادلة لأنك سلطة قاصرة فاشلة لا تؤتمنين لا على أرواح الناس ولا على أموالهم وأنت غير جديرة بحمل الأمانة.
لسنا أَهل إنتِقام لكنَّنا لن نَسْمَح بأن تُفلِتوا من مسارِ العدالة.
لسنا أهل إنتِقام لكنَّنا أهْل الحقيقة النَّاصعة بالتِزام الحق والعَدْل ولن نَقْبَل بأن تُميِّعوا الحق والعدل... ثِقوا أننا لن نقْبَل والناس لم ولن تقبل.
بيروت مدمرَّة ولبنان منكوب واللُبنانيُّون يستشهِدون يوميّاً لكننا أبناءُ الرَّجاء والإيمان والقِيَامة وبِقَدْرِ المأساةِ المدويَّة بِقَدْر ما نحنُ مدعوُّون إلى الصُمود الإستثنائيّ في لَحْظةٍ تاريخيَّة، صُموداً يُشكِّلُ التعاضُد فيما بيننا نحنُ الشعْبُ اللُّبنانيّ وَمْضَة الأمَل التي تنتفِضُ من تحتِ عَتَماتِ الرُّكام,
لا وَقْت للبُكاء على الأطْلال،
لا وَقْت للخِطابات الخَشبيَّة،
لا وقت لتشتيت الجُهُود الإنقاذيَّة،
لا وَقْت للتفرُّج على رُكامِ إهمالِ أهل السُلْطة،
لا وَقْت سوى لتحقيقٍ سريع ونزيه مستقل بخبراء محليين ودوليين ومحاكمة عادلة للوصول إلى محاسبة تاريخيَّة للمرتكبين،
لا وَقْت سوى لِأن نحرِّر لبنان من خاطِفيه قاتلي الأحلام والآمال،
ما حصل ليس صدفةً أو خطأً فنياً إو قدراً أو قلّة حظ، ما حصل هو إبادة لشعب بأكمله.
ما عليك أيتها السلطة إلا الإستقالة فإستقالتك ستوقِف تعميم ثقافة الموت والدمار والخراب في وطننا الحبيب.
إستقيلي أيتُها السُّلطة ولن نُهادِن في الضَّغط حتى بلوغ المرتجى.
لبنان يستحق منَّا الوفاء لأرواح شُهدائِنا، وجراحِ أحبَّائنا، وخسارة جنى أعمارنا،
لبنانُ يستحق منَّا الوفاء لِرسالته في تعميم ثقافة الحياة والعِزَّة والكرامة،
سنستردُّ لبناننا الحقيقيّ وسيلفظكم التاريخ في غياهِبَ مظلِمة علّكُم تتوبون وتعودون الى ضمائركم،
تضامُننا في هذه اللّحظة الكارثيَّة بُوْصْلَةُ خلاص...
سنعيد معاً، نحنُ أبناء الحقيقة والرَّجاء والعدالة، بناء بيروت المنكوبة والوطن المدمّر، سنعيد بناءَه على أنقاض حقبة فاسدة فانية... نؤكّد أنّها انتهت!
نعم، حان وقت الحساب!